الحديث عن ميلان في الفترة الماضية بات عبارة عن زلاتان إبراهيموفيتش وأشياء أخرى، وهذا صحيح بالمناسبة في حال أردت البحث عن مصادر قوة الروسونيري و قياسها بالنسب المئوية حسب التأثير.
ولكن في حال أدركت أن هناك أشياء أخرى فبلا شك عليك البحث عنها بداية من المدرب ستيفانو بيولي الذي كان كلمة سر وراء أن يصبح الكومبيوتر سر من أسرار تفوق ميلان بعد فترة من المعاناة.
في مباراة اليوم، نجح ميلان في مواصلة سلسلة انتصاراته في الدوري الإيطالي على حساب مضيفه نابولي حين تغلب عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد على ملعبه سان باولو، في مباراة غاب عنها المدرب ستيفانو بيولي المصاب بفيروس كورونا.
وبذلك حسم الروسونيري قمة الجولة الثامنة من الدوري الإيطالي وواصل التحليق في صدارة الدوري الإيطالي، كما واصل سجله الخالي من الخسارة في الدوري هذا الموسم، في مباراة قادها بونيرا في غياب يبولي.
وبدأت المباراة بوجه شرس من ميلان الذي بات يعتمد في بداية مبارياته على التنوع الهجومي والذي يكون بالاستعانة بهبوط المهاجم زلاتان إلى العمق للعب أكثر من دور وكذلك صعود الأظهرة للواجبات الهجومية.
وبعد مرور 20 دقيقة فقط من زمن شوط المباراة الأول نجح زلاتان إبراهيموفيتش في تسجيل الهدف الأول لصالح ميلان من ضربة رأسية مميزة تبرهن على تلك اللعبة التي يلعب فيها زلاتان دور متوسط الميدان ثم يتحول فجأة إلى رأس الحربة في رمشة عين.
قاعدة ميلان في وسط الملعب هو إسماعيل بن ناصر، والذي بات أكثر حركية مع ستيفانو بيولي وبات يتقدم للأمام للزيادة الهجومية دون المساس بأدواره كلاعب ارتكاز، ولكنه لم يصبح ارتكازًا تقليلديًا وهذا هو الفارق.
المشكلة التي سيواجهها بيولي ستكون غياب زلاتان، حيث تلقى ميلان ضربة موجعة بإصابة نجمه وهداف الدوري الإيطالي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لكي يفقد الفريق القوة الضاربة لديه.
هنا سيكون على المدير الفني الإيطالي البحث عن الحلول البديلة لكي لا يفقد الفريق قوته الضاربة بشكل مفاجئ خاصة في حال تطلبت الإصابة غيابًا عن فترة أطول من الوقت وبالتالي عدد أكبر من المباريات.
وعلى الرغم من تأثير المهاجم السويدي الذي لا يضاهيه أي لاعب في الدوري الإيطالي خلال 2020 إلا أن الرهان على قدرة بيولي على إيجاد حلول متنوعة لا يأتِ من فراغ، بل من خلال وقائع أثبت فيها الرجل قدرته على ذلك.
بيولي الذي يعاني حاليًا من الإصابة بفيروس كورونا، سبق وأن أكد رغبته في تبني منهجيات بايرن ميونخ، والآن يمكننا رؤية ميلان وهو يطبق مفاهيم علمية واضحة في كرة القدم تشبه ما يقوم به النادي الألماني.
الأمر استغرق بعض الوقت، ولكن نظام التشغيل الحالي يستحق الكثير من الثناء، وسط ترقب كبير حول إمكانية استمرار هذا النجاح، ليصبح نموذجًا تسير عليه الأندية الأخرى.
جدول ترتيب هدافي الدوري الإيطالي 2020-2021
في النهاية، واصل ميلان رحلته الناجحة هذا الموسم، فوز مهم لميلان الذي رفع رصيده إلى النقطة رقم 20 في صدارة الدوري الإيطالي بـ 6 انتصارات وتعادلين في 8 مباريات خاضها حتى الآن في السيري آ، ورغم أن الوقت ما زال مبكرًا، يبدو الحلم منطقيًا هذه المرة لأول مرة منذ 9 سنوات..




