في الوقت الذي أصبحت فيه الأموال هي المتحكم الرئيسي في نجاح أندية كرة القدم، هناك من يحاولون تطوير أنفسهم بطريقة مختلفة.
نحن هنا نتحدث عن نادي ميلان الإيطالي، الذي لا يمتلك الموارد الضخمة الكافية للهيمنة على اللعبة، ومع ذلك يحتل صدارة الدوري المحلي حتى الآن.
الروسونيري قرر الاعتماد على أفضل العقول المتاحة داخل وخارج الملعب، لضمان الفوز والنجاح بطريقة أخرى أكثر صعوبة.
ميلان لديه العديد من الوجوه المألوفة مثل إيفان جازيديس الرئيس التنفيذي، وكل من باولو مالديني وريكي ماسكارا، بالإضافة للمدرب ستيفانو بيولي، حيث تتجه الانتقادات والإشادات نحوهم بصفة مستمرة.
وفي الحقيقة أن هناك بعض الوجوه الأخرى غير المعروفة، التي تؤثر بصورة كبيرة جدًا على المسار الحالي للفريق الإيطالي، حيث كشف عنها موقع "sempremilan" المختص بأخبار النادي.
كلمة السر التي يستخدمها ميلان هذا الموسم، هي البيانات، وتحليلها بأفضل صورة ممكنة بنهج علمي مناسب لإخراج أفضل ما عند كل لاعب.
فريق المحللين
Gettyقبل وصول بيولي كمدرب للفريق، قام ميلان بتعيين روبيرتو فيراري وجورجيو تينكا كمحللين للمباريات، وأما بعد قدوم بيولي أحضر معه ابنه جيانماركو وكذلك المحلل لوسيانو فولكانو.
وهو ما يعني أن النادي لديه مجموعة من أربعة محللين للمباريات، من أجل مساعدة المدرب على القيام بأمرين، تحليل نقاط القوة والضعف في فريقه وفعل نفس الشيء مع الخصم.
فريق التحليل يحضر لمقر النادي قبل نصف ساعة من قدوم بيولي بشكل يومي، وذلك من أجل تحديد الأهداف الرئيسية ودراسة الخصم وتسجيل جلسات التدريب.
وفي بعض الأحيان هم يدرسون الأفكار المطروحة بطلبات من بيولي، للحصول على أفضل فكرة حول مراكز الخطأ، لأنه من غير المألوف أن يأتي اللاعبون أنفسهم إلى المحللين بطلبات واقتراحات عن رأيهم.
عمل هذا الفريق يعتمد بصورة كبيرة على أجهزة الكمبيوتر، حيث تكون بجوارهم في حياتهم الشخصية والمهنية، بل يتم استدعاؤهم أحيانًا في أيام إجازتهم من قبل المدربين واللاعبين للرد على الاستفسارات.
وهو ما دفعهم لإدخال تطبيق يمكن تثبيته في أي هاتف ذكي، من أجل مساعدة اللاعبين مع تثبيت هذا التطبيق على جهاز كل لاعب.
طريقة العمل
Gettyالمحللون يقومون بتحميل مقاطع فيديو وإحصائيات للفرق المنافسة، مع توزيع الأدوار في التشكيل من وجهة نظر تكتيكية.
الحادثة الأشهر كانت عندما شوهد فرانك كيسييه ولوكاس بيليا، وهما يتفقدان هواتفهما في غرفة الملابس، وهو ما أغضب المشجعين، ولكن في الحقيقة الأمر لم يكن بسبب الترفيه ولكن لدراسة الخصم.
الفريق التحليلي يسمح لبيولي وشركاه، تصميم تدريباتهم التكتيكية والفنية، للاستفادة من نقاط ضعف الخصم، مع اختيار آخر ست أو سبع مباريات لعبها الفريق المنافس وتحليل متوسط الأداء.
ويتم تسجيل كل جلسة تدريب باستخدام طائرة بدون طيار، يمكن تجميعها في غضون دقائق، حيث تستخدم في أفضل زاوية ممكنة لكشف كل جوانب الملعب.
إقرأ أيضًا .. ميهايلوفيتش : أردت قتل إبراهيموفيتش في يوفنتوس
سوبر زلاتان .. إبراهيموفيتش يهدي نجوم ميلان أجهزة بلاي ستيشن 5
وعلى سبيل المثال لو كانت الخطة المتبعة هي الهجمات المرتدة، سيتم توجيه الطائرة إلى خط الدفاع لمتابعة التحركات في مرحلة التحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس.
وبعد تجميع كافة الأفكار، يجتمع هذا الفريق التحليلي مع اللاعبين والمدرب، من أجل استعراض أهم النقاط التي تم التوصل لها.
سر النجاح
Gettyميلان حاليًا في المركز الأول بجدول الدوري الإيطالي بـ17 نقطة، بفارق نقطتين عن ساسوولو صاحب المركز الثاني بعد 7 جولات من البطولة.
السبب ليس المال بكل تأكيد، ما يحدث حاليًا جاء عن طريق الاستفادة من الموارد البشرية المتاحة في الكواليس.
بيولي الذي يعاني حاليًا من الإصابة بفيروس كورونا، سبق أن أكد رغبته في تبني منهجيات بايرن ميونخ، والآن يمكننا رؤية ميلان وهو يطبق مفاهيم علمية واضحة في كرة القدم تشبه ما يقوم به النادي الألماني.
الأمر استغرق بعض الوقت، ولكن نظام التشغيل الحالي يستحق الكثير من الثناء، وسط ترقب كبير حول إمكانية استمرار هذا النجاح، ليصبح نموذجًا تسير عليه الأندية الأخرى.


