على طريقة سانشيز لمانشستر يونايتد.. كوتينيو وتوريس وفالكاو وانتقالات أفسدت مسيرة أصحابها

نظير 19 مليون يورو، انضم سونج برشلونة عام 2012 بعد أن كان أحد أهم لاعبي آرسنال، نُظر إليه أنه من سيحل أي أزمات في متوسط ميدان البرسا لكن الواقع غير ذلك تمامًا.

عامان من أسوأ ما يكون للدولي الكاميروني في برشلونة دمرا مسيرته بأتم معاني الكلمة، انتقل بعدها معارًا إلى وست هام ثم رحل مجانًا إلى روبن كازان الروسي، وظلّ بعدها فترة بدون فريق حتى انضم إلى سيون السويسري.

نُظر إلى جوتسه على أنه أحد أهم المواهب في تاريخ ألمانيا، وتطور بشدة تحت قيادة يورجن كلوب في بوروسيا دورتموند ليتفاجأ العالم قبل نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2012-2013 بانتقاله إلى الغريم التقليدي بايرن ميونخ نظير 37 مليون يورو في ثاني أكبر صفقات البوندسليجا عبر تاريخها آنذاك.

علل جوتسه تلك الخطوة بأنها من أجل تحقيق غاياته والتطور مع فريق أحلامه، في الواقع انهارت مسيرة اللاعب بالانضمام إلى أليانز آرينا، إصابة قوية تعرض لها ثم فشل تام بالتأقلم مع بيب جوارديولا وفي النهاية عاد إلى دورتموند لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الآن صاحب الـ28 عامًا بدون فريق، مسيرته تداعت تمامًا وبعد أن كان لاعبًا من طراز عالمي أصبح لاعبًا متواضعًا للغاية، وكله تعلق بخطوة الذهاب إلى بافاريا.

صُنِف فالكاو كأحد أفضل المهاجمين في أوروبا والعالم خلال فترته مع أتلتيكو مدريد، وكان حلمًا لأندية كثيرة على رأسها ريال مدريد، وفي خطوة غير متوقعة انضم الكولومبي إلى موناكو نظير 43 مليون يورو في صيف 2013، وهنا تغير كل شيء.

فضّل فالكاو الحصول على أموال طائلة من التجربة الواعدة في موناكو المملوك لأحد المليارديرات، وكان حظه تعيسًا بالإصابة بالرباط الصليبي، من بعد ذلك لم يعد أبدًا اللاعب إلى ولو ربع من مستواه المعهود.

الحظ حالف فالكاو ومنحه فرصة أخرى، تجربة في مانشستر يونايتد ثم تشيلسي لكن في كليهما كان مستواه سيئًا للغاية، حتى أن البعض قال أن النمر الكولومبي "نسيّ" ما هي كرة القدم وانتهى.

الآن ينشط فالكاو في جلطة سراي وكوّن مسيرة متواضعة للغاية قياسًا بما قدمه في البدايات مع أتلتيكو مدريد.

الطفل المعجزة كما كان يلقب في ألمانيا بعد أن كان أصغر لاعب يشارك في البوندسليجا مع بوروسيا دورتموند، ما جعل ريال مدريد يركض خلفه للظفر بخدماته بناء على طلب من جوزيه مورينيو مقابل 10 مليون يورو.

ثم ماذا؟ عام تعيس جدًا مليء بالإصابات وخيبات الأمل، ثم إعارة إلى ليفربول ستة أشهر ثم العودة إلى دورتموند ولكن ليس بنفس زخم الماضي، بل بمستوى متواضع ولاعب مختلف كليًا.

مسيرة الدولي التركي يفترض أن تكون مختلفة، لكن الإصابات وخطوة ريال مدريد دمرا كل شيء، والآن يلعب شاهين في أنطاليا سبور التركي.

لا أحد ينسى كيف كان أردا توران لاعبًا استثنائيًا في أتلتيكو مدريد إلى درجة أن ليونيل ميسي بنفسه من اتصل به وأقنعه بالانضمام إلى برشلونة، لكن ما هي النتيجة؟ انهيار غريب في مسيرة الدولي التركي.

مستويات متواضعة للغاية ظهر بها توران منذ انضمامه إلى البرسا نظير 34 مليون يورو، خاض فقط 55 مباراة في عامين سجل خلالهم 15 هدفًا وصنع 11.

أعير توران بعدها إلى باشاك شهير ومنه رحل مجانًا إلى جلطة سراي، خطوة البرسا رسمت صورة سيئة للاعب عند الجماهير تحديدًا عن مستواه بعد أن كان أحد المعشوقين عندما لعب مع كتيبة دييجو سيميوني.

كان يوفيتيتش من أبرز اللاعبين في الدوري الإيطالي وتنبأ له الجميع بمستقبل رائع، ففي خلال 140 مباراة مع فيورنتينا أحرز 44 هدفًا وصنع 21 آخرين وكان حينها بين العشرين والثلاثة والعشرين من عمره.

كل الشواهد كانت إيجابية، مما دفع مانشستر سيتي لاقتناء اللاعب المونتونيجري نظير 26 مليون يورو في صيف 2013، لكن شتان الفارق بين يوفيتيتش الفيولا ويوفيتيتش إنجلترا.

مستويات متواضعة ظهر بها اللاعب أدت إلى انتقاله معارًا إلى إنتر حيث لم يثبت نفسه أيضًا ومنه إلى إشبيلية إلى أن انتهى به المطاف في 2017 بموناكو.

في ظروف أخرى، كانت مسيرة يوفيتيتش لتكون مختلفة تمامًا، خطوة السيتي كانت خطوة تراجع إلى الخلف.

في ثلاث سنوات بقميص بورتو خاض جاكسون مارتينيز 136 مباراة سجل خلالها 92 هدفًا، رقم ضخم يوضح الموهبة التي امتلكها الكولومبي، ويوضح أيضًا الانهيار الذي صاحب انتقاله إلى أتلتيكو مدريد بعدها.

دفع النادي الإسباني 37 مليون يورو للتوقيع معه في 2015، وأحرز ثلاثة أهداف فقط في ستة أشهر وبيع بعدها إلى الدوري الصيني وتراجعت أسهمه كثيرًا.

الانتقال إلى أتلتيكو مدريد لم يكن الخيار الأفضل، ثم الانتقال إلى الصين لجني الأموال دمّر كل شيء، الآن يلعب صاحب الـ31 عامًا في بورتيمونينسي البرتغالي بعد أن كان منذ بضعة أعوام حلمًا لجميع الكبار.

ربما كان هنريك مختاريان هو أفضل لاعب في الدوري الألماني خلال موسمه الوحيد مع توماس توخيل في بوروسيا دورتموند، في تلك الفترة صنع 32 هدفًا منهم 20 على صعيد البوندسليجا (رقم تاريخي وقتها) وسجل 23 هدفًا في 52 مباراة بموسم 2015-2016.

بعد ذلك الموسم أعلن مختاريان رفضه تجديد عقده في دورتموند وانتقل إلى مانشستر يونايتد، حيث فشل فشلًا ذريعًا في التأقلم مع كتيبة جوزيه مورينيو ليرحل في صفقة سانشيز إلى آرسنال ويقدم مستويات متواضعة أيضًا ومنه إلى روما مجانًا.

مسيرة الدولي الأرميني كانت لتختلف كثيرًا لو أنه أخذ الخطوة الصحيحة بعد موسمه الأسطوري مع دورتموند توخيل، لكن للأسف اختار التجربة الأسوأ وبدلًا من أن يصبح ككيفن دي بروينه الذي حقق أرقامًا شبيهة مع فولفسبورج ورحل إلى مانشستر سيتي ليكتب التاريخ، بات نسخة باهتة جدًا ولاعب يُنظر إليه باعتباره متوسط المستوى.

في موسم توهج موناكو مع ليوناردو جارديم، عندما وصل الفريق الفرنسي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وحقق الدوري الفرنسي على حساب باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم، كان ليمار أحد أهم وأبرز اللاعبين المسطرين لتلك الإنجازات.

14 هدفًا و18 تمريرة حاسمة في مختلف المسابقات كانت حصيلة ليمار مع موناكو في موسم 2016-2017 الأسطوري، ما جذب أتلتيكو مدريد لدفع 70 مليون يورو من أجله وجعله الصفقة الأكبر في تاريخ النادي الإسباني.

مستويات باهتة جدًا ظهر بها الفرنسي مع الروخيبلانكوس، ليخرج دييجو سيميوني ويعترف بأن ليمار فشل في تقديم المردود المتوقع منه ويحتاج إلى عمل كبير، وبعد أن كان هدفًا لأغلب كبار أوروبا، لم يعد يحظى بنصف زخم الماضي.

من كان ليصدق أن توريس الذي كان المهاجم الأفضل في العالم خلال رحلته مع ليفربول سيتحول إلى أضحوكة الجماهير بفرصه الضائعة والمرمى خالٍ من حارسه؟ هذا ما حدث تمامًا عن انتقال النينو إلى تشيلسي في 2011.

دفع البلوز ما يزيد عن 50 مليون يورو لتوقيع المهاجم الإسباني، خطوة فاشلة جدًا للاعب الذي حاول استعادة بريقه بعدها في أتلتيكو مدريد وميلان وفشل، ثم ارتحل إلى اليابان وأنهى مسيرته في 2019.

لو استمر توريس في ليفربول ربما لتغير الكثير ولسطّر اسمه ضمن أساطير كرة القدم، وإن كانت فترته مع الريدز كافية لجعله أحد أهم المهاجمين في التاريخ.

الصفقة الأكبر في تاريخ برشلونة، الصفقة التي أخذت سنوات من المفاوضات لإقناع ليفربول بالتخلي عن نجمه الأول وقتها، لكن ربما كوتينيو نفسه لم يكن يتوقع أن ينتهي به المطاف منبوذًا في برشلونة ولا أحد يود التعاقد معه بسبب راتبه وتجربته الفاشلة في كامب نو.

لقد كان مدربه يورجن كلوب على حق عندما قال له "ابق معنا في ليفربول وستحظى بتمثال يخلدك في أنفيلد، أخبرته أنه يستطيع أن يلعب لصالح فرق كبرى مثل برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ، ولكنه بعيدا عن ليفربول سيكون "مجرد لاعب آخر ويخسر نجوميته".

كوتينيو من لاعب يخشاه العالم وبديل نيمار إلى لاعب يحلم برشلونة بالتخلص منه.