قلة احترام متكررة ومحاولة فقع عين .. اتق شر ساديو ماني إذا غضب يا جمهور النصر!

قبل أن نتحدث عن أزماته في الملاعب، لنذكر واقعة من طفولة ساديو تكشف كم كان طفلًا عنيدًا ساعيًا وراء هدفه مهما كانت العواقب..

"صنع في السنغال" فيلم وثائقي يكشف بعض الجوانب عن حياة أسد التيرانجا، خلاله تحدث نجم العالمي عن رفض عائلته ممارسة الكرة بينما كان في عمر الـ16، وتحديدًا عمه "شقيق والده"، الذي حاول مرارًا وتكرارًا إقناعه بأن العلم والمدرسة أهم من الساحرة المستديرة.

لكن ماني قرر الهروب من المنزل والذهاب للعاصمة السنغالية "داكار" بحثًا عن فرصة اكتشاف في أي نادٍ إلا أن أسرته عثرت عليه وأعادته للمنزل، وانتهى الأمر بالاتفاق على بدء الرحلة الاحترافية مع الكرة بعد نهاية ذاك العام الدراسي.

المصري محمد صلاح؛ نجم ليفربول الحالي، أبرز حلقة في خلافات ماني في ملاعب الساحرة المستديرة، الثنائي اختلف كثيرًا وظل الأمر مجرد أحاديث تتبادل بين الجماهير، حتى اعترف يورجن كلوب؛ المدير الفني للفريق، وزميلهما روبرتو فيرمينو بالأمر..

الثنائي اختلف عدة مرات على تنفيذ ركلات الجزاء، سواء في المباريات الودية أو الرسمية، ربما أبرزها أمام مانشستر سيتي في الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي موسم 2020-2021.

فبينما مد صلاح يده لمصافحة ساديو عقب إحراز الجزائية، رفض الأخير، وتبادل الثنائي العتاب، وسط تقارير تتحدث عن غضب الفتى الأسمر من تجاهل الأول لحديثه بينما كان يسعى لإخطاره بالزاوية التي يسدد الكرة بها قبل أن يهم بتنفيذ الضربة.

وقبلها في موسم 2019-2020، كان غضب ماني الأكبر، لكن ليس بسبب جزائية، إنما عندما قرر كلوب تبديله خلال مواجهة بيرنلي، وظن الكثيرون أن غضبه من مدربه.

لكن كلوب كشف بعدها أن السنغالي غضب من محمد صلاح، لعدم تمرير الكرة له في إحدى الفرص وتفضيله التسديد، ليهدر فرصة هدف على فريقه.

حول هذا الصراع، كتب فيرمينو في كتبه الخاص، الذي نشرت أجزاء منه صحيفة "تيليجراف"، مؤكدًا أن الثنائي لم يكن صديقين على الإطلاق: "الأزمة بين ماني وصلاح لا تعود لمواجهة بيرنلي، إنما بدأت منذ موسم 2018-2019، وكنت أنا حلقة الوصل بينهما في الملعب".

"مشاجرة شوارع" هكذا يمكن أن نقول عما فعله ماني خلال مواجهة ليفربول وإيفرتون، حيث ديربي ميرسيسايد في الدوري الإنجليزي الممتاز 2021-2022..

وقتها اختلف ماني مع ماسون هولجيت؛ لاعب المنافس، في إحدى اللقطات، لكنه لم يكتف بالاعتراض شفهيًا، وحاول وضع إصبعه في عين الأخير بغرابة شديدة، لكن الأغرب أن الحكم لم يعاقبه وقتها!

يوليان ناجلسمان؛ المدير الفني الحالي لمنتخب ألمانيا والسابق لبايرن ميونخ، كان هو مشعل أول شرارة غضب للسنغالي مع البافاري، فقط لأنه دفع به لمدة 13 دقيقة خلال مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي ضمن إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا 2023.

وقتها عبر بايرن ميونخ بالفعل لدور الثمانية، لكن هذه الخطوة لم تفلح في إضفاء الفرحة على ليلة ماني، الذي بحسب صحيفة "بيلد" رفض الاحتفال مع زملائه في غرف خلع الملابس عقب اللقاء، بل أنه أظهر غضبه في وجه مدربه.

الصحيفة أكدت كذلك أن غضب ساديو وصل لدرجة أخافت ناجلسمان من تبعاته وردود فعله.

واستمرارًا مع فترة ماني المضطربة بالبافاري، فكان زميله لوروا ساني هو ضحيته في أبريل 2023..

الفريق الألماني تلقى الهزيمة أمام مانشستر سيتي الإنجليزي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بثلاثية نظيفة، المشكلة ليست في الهزيمة، بل جُل الأنظار اتجهت نحو شجار السنغالي وزميله على أرض الملعب، والمثير أكثر هو ما وقع داخل الغرف المغلقة عقب نهاية اللقاء.

صحيفة "بيلد" أوضحت وقتها أن ماني وجه لكمات لساني خلال شجارهما في الغرف المغلقة حتى سالت دماء الأخير، وتأثير هذا الشجار ظهر بالفعل على وجهه أثناء مغادرة الاستاد.

إدارة بايرن ميونخ لم تُنكر الشجار، وخرجت معلنة توقيع غرامة مالية كبرى على أسد التيرانجا -لم يُكشف عن قيمتها- مع إيقافه لمباراة واحدة.

أما عن سبب الشجار، فقد كشفه باكاري سيسي؛ مستشار السنغالي، خلال تصريحاته لشبكة "RMC Sports"، موضحًا أن ساني وجه عبارات عنصرية لزميله خاصة ببشرته السمراء، وهو ما أشعل غضبه.

لكن تحسنت العلاقات بين الثنائي بعدها، حتى صرح ساديو لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية قائلًا: "هذه الأمور تحدث، الأزمة انتهت وأصبحت خلفنا، حاليًا نفكر في التعاون لخدمة الفريق".

مررنا على مدرب بايرن ميونخ وأحد لاعبيه، فالمرة الثالثة من غضب ماني في النادي الألماني كانت من نصيب الجمهور!

بايرن ودع دوري أبطال أوروبا 2023 بالهزيمة 4-1 في مجموع مباراتي ذهاب وإياب ربع النهائي، وعقب المباراة توجه اللاعبون لتحية الجماهير الحاضرة في المدرجات، لكن ماني أبى أن يفعل مثلهم وفضل التوجه لغرف خلع الملابس مباشرةً، ليفتح حلقة جديدة من النار عليه منذ الرحيل عن ليفربول.

صحيفة "TZ" الألمانية أوضحت أن موقف السنغالي تسبب في غضب زملائه وإدارة النادي منه، بل أنه كان بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" وكتب نهايته مع بايرن، ورحل بالفعل في نهاية موسم 2022-2023 للنصر.

أزمات ماني في النادي السعودي لم تبدأ بالجمهور كما سردنا في المقدمة، إنما كان البرتغالي لويس كاسترو؛ المدير الفني للفريق، أول ضحية له على غرار ناجلسمان في بايرن ميونخ..

في الجولة التاسعة من دوري روشن السعودي، استضاف العالمي فريق أبها، في لقاء انتهى بالتعادل 2-2، لكن المشكلة أيضًا هنا ليست خسارة النصر نقطتين في سباق اللقب، إنما ما فعله أسد التيرانجا مع البرتغالي.

كاسترو قرر استبدال ساديو في الدقائق الأخيرة من المباراة، ليبدأ اللاعب بإظهار علامات الغضب و"التشويح" باليد رافضًا مصافحة زملائه قبل الخروج.

لكن مدربه تعامل مع الموقف بهدوء شديد، وتوجه له لتهدئته والحديث معه، وزاد مصرحًا في المؤتمر الصحفي عقب المباراة: "هذا من حقه طالما أنه لم يتجاوز الأدب".

أما الخصوم في السعودية فقد أتى دورهم أيضًا قبل جماهير النصر، إذ يتعمد ماني استفزازهم باحتفالاته، فكانت مواجهة التعاون ضمن الجولة الـ19 من دوري روشن هي مفجرة الأزمة..

في هذه المباراة حقق النصر الفوز برباعية مقابل هدف وحيد، سجل منها الإسباني إيميريك لابورت هدفًا، فاتجه بعده السنغالي نحو مدرجات جمهور السكري لاستفزازه.

من هنا بدأت المطالب للجنة الانضباط والأخلاق التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم لإيقاف أسد التيرانجا ردعًا له ولكل من تسول له نفسه التعدي على جماهير الخصوم، لكن لم تستجب اللجنة.

SHAHID