لا حديث لعشاق كرة القدم الإنجليزية هذا الموسم سوى عن الثنائية العظيمة التي تجمع بين هاري كين وهيونج مين سون في توتنهام، والتي تقود النادي اللندني لاعتلاء صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مرور 12 جولة من البطولة.
إجمالي الأهداف التي جاءت عبر هذا الثنائي سواء بتسجيل منهم أو صناعة من أحدهم للآخر هذا الموسم بالبريميرليج، 11 هدفًا، ليكونا بذلك على بعد هدفين فقط من ثنائية آلان شيرار وكريس سوتون، عندما سجلا 13 هدفًا طيلة موسم 1994-95.
الواقع أيضًا يقول أن إجمالي أهداف الثنائية بشكل عام وصل إلى 32 هدفًا آخرهم هدف كين في شباك كريستال بالاس، لتكون هذه الثنائية هي ثاني أفضل ثنائية في تاريخ البريميرليج بعد ثنائية فرانك لامبارد وديديه دروجبا في تشيلسي، التي أحرزت 36 هدفًا.
من الناحية المنطقية، يبدو أن وصول سون وكين إلى رقم لامبارد ودروجبا ما هو إلا مسألة وقت ليس إلا، فالثنائي في أفضل فتراتهم وفارق الأربعة أهداف قد يعوّض في مباراة واحدة، ولا يزال الموسم طويلًا، هذا نفسه ما اعترف به لامبارد نفسه من قبل.
لكن يبقى السؤال، هل ثنائية كين وسون تعادل قوة ثنائية لامبارد ودروجبا أو تخطتها في القيمة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا التقرير.




رايولا يبشر جماهير ميلان: إبراهيموفيتش لن يعتزل الآن
تأثير كبير ولكن
Gettyصحيح أن سون وكين لثنائيتهما تأثير كبير، لكن يبقى السؤال، هل هذا التأثير وصل إلى حد تحقيق الألقاب؟
لا يزال توتنهام لم يحقق أي بطولة منذ آخر بطولة حققها في 2009، ورغم الإمكانات الاستثنائية لسون وكين، لا يزال أفضل ما حققه السبيرز هو وصافة دوري أبطال أوروبا وكذلك الدوري الإنجليزي.
في المقابل، إنجازات كثيرة جدًا كانت لدروجبا ولامبارد، حققا الدوري الإنجليزي ثلاث مرات، إلى جانب بناء المجد الأوروبي لمدينة لندن بتحقيق ذات الأذنين وكان لهما تأثير كبير حتى رغم تقدمهما في العمر وقتها.
الحق أنك إذا كنت من عشاق التأثير والفائدة أولًا على وجه التحديد، فسترفض جملة وتفصيلًا فرضية تفوق سون وكين، بل على النقيض، فإن الاقتراب منها حتى سيستلزم على الأقل تحقيق بطولة كبداية لا نهاية للأمر.
مستوى فني عظيم
Getty Imagesلا جدال على القيمة الكبيرة التي قدمها لامبارد ودروجبا سويًا في البلوز، لكن هل مستويات سون وكين أقل قيمة؟ إذا كنت من عشاق "النوستالجيا" فأغلب الظن أنك ستفضل ثنائي تشيلسي لا توتنهام.
لكن بنظرة إلى أرض الواقع، ما يقدمه سون وكين هو سحر بكل المقاييس، فمن جهة، نرى كين في مركز غير المعتاد منه فقط من أجل المساعدة، ومن جهة أخرى لا يتوقف سون عن الإبهار في كل موقف.
ربما يكون سون هو أفضل جناح في العالم حاليًا، فما بين مهارة واستغلال لأنصاف الفرص وحسم المباريات، يُعيد بالذاكرة موسم محمد صلاح التاريخي في 2017، أما كين، فوصل إلى مرحلة نضوج تجعله يصنف من أهم لاعبي كرة القدم في العالم بدون منازع.
لقد رسخ كين وسون تعريف التفاهم بالديناميكية التي في ثنائيتهما، وكان دينامو تحقيق هذا الأمر هو المدرب جوزيه مورينيو، الذي استغل كل مهارة من الثنائي بصورة لا تصدق.
في نهاية هذه النقطة، ثنائية كين وسون رغم أنها أقصر عمرًا من لامبارد ودروجبا لكنها قدّمت مردودًا فنيًا يوازي ما قدمه أسطورتا البلوز، والتقليل من أي منهما لصالح الآخر هو افتراء قياسًا بما نراه أسبوعيًا من نجمي السبيرز في أرض الملعب، وما سبق أن رأيناه تاريخيًا بين الإيفواري والإنجليزي.
القاسم المشترك: جوزيه مورينيو
Getty Imagesمن الذي بدأ ثنائية لامبارد ودروجبا؟ إنه جوزيه مورينيو، ومن الذي ساهم في انفجار ثنائية كين وسون؟ إنه أيضًا جوزيه مورينيو.. الاستثنائي هو القاسم المشترك وكعادته في أي نادٍ يصل إليه يبحث عن الانسجام بين عنصرين أو أكثر للانفجار، والنتيجة كما نرى، تصدر للدوري وأداء أكثر من رائع.
في واقع الأمر، من يستطيع أن يحسم أمر الأفضل من ثنائية لامبارد ودروجبا وكين وسون هو مورينيو نفسه، ففي حال أن واصل الاستثنائي استثنائيته وقاد السبيرز إلى الألقاب، وقتها لن تتواجد حجة، فنيًا ورقميًا وفعليًا التأثير نفسه.
في النهاية، نقول أنه من المبكر اعتبار كين وسون تفوقا على لامبارد ودروجبا، هذه الفرضية ترسخ فقط حال تحقيق البطولات وإنجازات توازي ما فعلاه نجما البلوز، لكن هذا لا يمنع أن نقول وأنه من الناحية الفنية وصل كين وسون إلى نقطة استثنائية تجعلهما يوازيا وربما يتفوقا على لامبارد ودروجبا، وإن كان التوازي الكامل أو الأفضلية سيحسمها جوزيه مورينيو، من صنع الاثنين، حال أن تمكن من قيادة توتنهام للألقاب.
