أحمد جمال
لطالما سمعنا عن شائعات انتقال اللاعب المصري محمود تريزيجيه إلى الدوري الإنجليزي والإيطالي في السنوات القليلة السابقة رغم أن بعض العروض كانت حقيقية بالفعل ولكن لم تُكتب لها النجاح، ومازلنا نرى حتى الأن أكثر من فريق يهتم بضم اللاعب في الميركاتو الحالي خاصة أستون فيلا الإنجليزي الذي بالفعل قد أقترب بشدة من الحصول على خدمات اللاعب والذي يتبقى له الخضوع للكشف الطبي بالنادي في الأيام القليلة القادمة.
ظهر النجم المصري ضمن أفضل نجوم منتخب الفراعنة في كأس الأمم الأفريقية السابقة والتي قل فيها عدد اللاعبين الذين أستحقوا الإشادة بعد خروجهم من البطولة المُنظمة في بلادهم على يد المنتخب الجنوب أفريقي من دور الـ16، ولم يشفع لهم التصدر بـ9 نقاط في مرحلة المجموعات بسبب الأداء الغير مرضي لجميع الجماهير التي شاهدت بعينها اسوأ مشوار للمنتخب المصري في البطولة الأفريقية الأهم، ولكن في ظل كل هذه المشاحنات والمشاعر السيئة كان النجم تريزيجيه من بين اللاعبين القلائل الذي أخلتهم الجماهير من آي مسؤلية، بل وأشادت الجماهير أيضاً بأداء اللاعب في البطولة كمجمل بغض النظر عن الحال السئ الذي آل إليه المنتخب في النهاية.
فما هي حقيقة هذا اللاعب الذي يلعب في صفوف قاسم باشا حتى الآن والذي أثبت نفسه في الدوري التركي ومن قبله في الدوري البلجيكي ويُوشك على الإنتقال إلى الدوري الأكثر تنافسياً في العالم وهو الدوري الإنجليزي إذا ما أنتهت المفاوضات مع نادي أستون فيلا على خير.
كل ذلك يستعرضه معكم معكم جول Goal النسخة العربية وأكثر، حيث سنعرض لكم في هذا التقرير كل ما تريد معرفته عن محمود حسن تريزيجيه، من هو؟ سبب تسميته؟، كيف كانت بداياته الكروية؟، ما هي إنجازاته؟ وهل يسطع نجمه في الدوري الإنجليزي.
- اقرأ أيضاً.. تقارير: تريزيجيه يجتاز الكشف الطبي لأستون فيلا
من هو محمود تريزيجيه؟ وما هي سيرتة الذاتية
محمود أحمد إبراهيم حسن هو الاسم الحقيقي للاعب محمود تريزيجيه الذي ولد في 1 أكتوبر 1994 بميدنة كفر الشيخ، وهو لاعب جناح وسبق له اللعب كلاعب خط وسط أيضاً وقد بدأ مشواره الكروي منذ عام 2002 وهو في الثامنة من عمرة كناشئ صغير من براعم النادي الأهلي المصري ليرى فيه الجميع موهبة لابد من التمسك بها، وأستمر النجم الصغير حينها ضمن فريق الشباب لمدة 10 أعوام حتى عام 2012 عندما أنتقل ليُشارك مع الفريق الأول بالنادي الأهلي وهو في الثامنة عشر من عمرة، واستطاع حينها أن يكون مؤثراً رغم صغر سنه واستطاع أن يُساعد الشياطين الحُمر في الفوز ببطولتي دوري أبطال أفريقيا 2012 و 2013.
حينها بدأ يلمع النجم الجديد الذي كان يُقدم أيضاً مردوداً كبيراً في منتخب مصر تحت 20 عاماً وتحت 23 عاما، كما كان ضمن الجيل الرائع الذي حقق بطولة أفريقيا للشباب تحت 20 سنة عام 2013 والذي أيضاً شارك في كأس العالم للشباب في نفس العام، واستطاع حينها أن يُسجل هدف رائع بعد أن تخطى اثنين من لاعبي الخصم قبل أن يُسجل هدف الأفتتاح في المباراة الأخيرة بدور المجموعات ضد منتخب إنجلترا في المباراة التي أنتهت بهدفين دون رد لصالح المنتخب المصري، ولكن على الرغم من الانتصار في هذه المباراة إلا أن منتخب الفراعنة قد خرج حينها من البطولة بعد أن احتل المنتخب المركز الثالث في المجموعة، ليُرغم الجهاز الفني للمنتخب الأول على دعوة اللاعب ليُشارك لأول مرة مع منتخب مصر الأول في عام 2014 وهو في سن التاسعة عشر من عمرة ضمن مباراة ودية ضد منتخب كينيا.
صلاح يتصدر مراهنات الحذاء الذهبي للبريميرليج الموسم المقبل
أستمر اللاعب في النجاح أكثر وأكثر حتى وضع أكثر من نادِ أوروبي أعينهم على اللاعب لينتقل بالفعل اللاعب إلى أندرلخت البلجيكي على سبيل الإعارة لمدة موسم في عام 2015، وبعد إنتهاء مدة الإعارة قرر الفريق البلجيكي شراء اللاعب بعقد انتقال كامل في عام 2016 لينتقل اللاعب بالفعل نهائياً مودعاً قاعدة جماهيرية كبيرة في النادي الأهلي، والذي كان حينها مصدر جدال كبير ما بين مؤيد لانتقال اللاعب وما بين مُعارض نظراً لما كان يُقدمه اللاعب والخامة التي تعشقها الجماهير المصرية عموماً وجماهير القلعة الحمراء على الخصوص وهي اللاعب المراوغ، تلك الميزة التي أضافت للكثير من الجماهير الشغف والحب والمتعة وأيضاً الآمل في مستقبل محمود حسن تريزيجيه.
وفور انتقاله إلى أندرلخت تمت إعارته لمدة عام لنادي بلجيكي أخر وهو روايال موسكرون، وفور عودة اللاعب في 2017 بعد إنتهاء مدة الإعارة ينتقل مرة آخرى لمدة عام آخر لصفوف نادي قاسم باشا التركي على سبيل الإعارة أيضاً قبل أن يتلقى نادي أندرلخت عرضاً كبيراً من الفريق التركي لشراء اللاعب محمود حسن بعد إنتهاء مدة الإعارة، عرضاً يفوق بكثير ما قدمه للنادي الأهلي المصري حين ضم اللاعب، وبالفعل يُقرر الفريق البلجيكي التخلي عن خدمات اللاعب مقابل العرض المغري المُقدم من قاسم باشا ليستمر تريزيجيه مشواره في الدوري التركي الذي قدم فيه أداءاً مذهلاً أشادت به جميع الجماهير والصحف والفنيين في تركيا.
مانشستر سيتي يتخلى عن لاعبه لصالح أستون فيلا
الأندية التي لعب لها محمود تريزيجيه:
| الفريق | الفترة | المشاركات | سجل |
|---|---|---|---|
| الأهلي | 2012 - 2014 | 74 | 7 |
| أندرلخت | 2015 - 2016 | 11 | 0 |
| روايال موسكرون | 2016 - 2017 | 28 | 7 |
| قاسم باشا | 2017 - 2019 | 71 | 25 |
تريزيجيه لقاسم باشا: أريد الرحيل
مُشاركات محمود تريزيجيه مع منتخب مصر:
| الفترة | المشاركات | سجل |
|---|---|---|
| 2014 - 2019 | 41 | 6 |
ما هي إنجازات محمود تريزيجيه في مسيرتة الكروية؟
مازال محمود تريزيجيه يملك الكثير ليُقدمه في عالم الساحرة المستديرة، فاللاعب البالغ من العمر 24 عاماً بالفعل قد حقق إنجازات جيدة حتى الآن تُكتب في تاريخه الكروي، ففي بداياته استطاع أن يُحقق بطولة أفريقيا للشباب تحت 20 سنة مع جيل رائع من اللاعبين أمثال صالح جمعة، رامي ربيعة وكهربا والكثير من الأسماء اللامعة، كما استطاع أيضاً أن يضع أسمه ضمن الحاصلين على بطولتي 2012 و 2013 من دوري أبطال أفريقيا والكثير من البطولات الآخرى مع النادي الأهلي، وللأسف لم يستطع لاعبنا المصري من الحصول على أي بطولة في بلجيكا أو في فريقه التركي، حيث يُعد قاسم باشا من الفرق التي تتوسط الجدول على أقصى تقدير في ظل هيمنة فرق مثل جلطة سراي، بشكتاش، فنربخشة وبلدية أسطنبول على أغلب المسابقات والبطولات التركية.
البطولات التي حصل عليها محمود تريزيجيه:
| الفريق | اللقب | موسم |
|---|---|---|
| الأهلي | الدوري المصري الممتاز | 2013 - 2014، 2015 - 2016 |
| كأس السوبر المصري | 2012، 2014 | |
| دوري أبطال أفريقيا | 2012، 2013 | |
| كأس الكونفدرالية الأفريقية | 2014 | |
| كأس السوبر الأفريقي | 2013، 2014 | |
| منتخب مصر تحت 20 سنة | بطولة أفريقيا للشباب | 2013 |
ما هو سبب تسمية اللاعب بتريزيجيه؟
سبب تسمية اللاعب محمود حسن بهذا اللقب يرجع إلى بداياته في مدرسة الكرة بالنادي الأهلي، فما لا يعلمه الكثير أن اللاعب محمود حسن إبراهيم كان في بداياته يلعب في مركز رأس الحربة لمدة تزيد عن 10 سنوات حتى صعوده إلى الفريق الأول بالنادي، وكان حينها يشبه اللاعب الفرنسي دايفيد تريزيجيه في الشكل خاصة وأن لاعبنا الصغير كان حينها حليق الرأس ويشبه اللاعب الأوروبي بشكل كبير، ولم يكن الشكل هو السبب الوحيد لهذه التسمية فالذي أطلق على اللاعب هذا الأسم هو واحد من أفضل صناع الألعاب في تاريخ كرة القدم المصرية وهو الكابتن بدر رجب الذي استطاع تحقيق الكثير من الإنجازات مع النادي الأهلي لاعباً قبل أن يتولى منصب المشرف العام على مدرسة الكرة بالنادي وينجح في إخراج العديد من النجوم اللامعة في مصر.
وكانت عادة الكابتن بدر رجب أن يُطلق أسامي اللاعبين الأوروبيين على لاعبيه في مدرسة الكرة لتحفيذهم ولرؤيته في اللاعب نفس الخامة التي يراها في لاعبي أوروبا، وهو من أطلق هذا اللقب على لاعبنا محمود حسن نظراً لأنه رأى في اللاعب نفس إمكانيات دايفيد تريزيجيه الفرنسي من حيث السرعة والتحكم الكبير في الكرة وقت الجري، وايضاً اللاعب المصري حينها كان الأكثر تهديفاً في مدرسة الكرة وكان يُجيد إحراز الأهداف بالرأس كإجادته للمراوغة، ولذا فقد أطلق عليه الكابتن بدر رجب هذا الأسم.
بن رحمة ينافس تريزيجيه على الانضمام إلى أستون فيلا
هل يسطع نجم تريزيجيه في الدوري الإنجليزي؟
في البداية لابد لنا أن نلقي الضوء على نادي أستون فيلا في السنوات القليلة السابقة قبل أن نتوقع نجاح اللاعب محمود تريزيجيه في الفريق من عدمه، فالفريق الإنجليزي أستطاع أخيراً الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم القادم 2019-20 بعد غياب لمدة 3 مواسم شهدت فيها محاولات كثيرة من جانب إدارة النادي والجهاز الفني لوضع قدماً في البريميرليج دون جدوى، حيث كان آخر ظهور للفريق في الدوري الأشرس في أوروبا في موسم 2015-16 الذي تُوج فيه حينها ليستر سيتي باللقب، ولم يقدم الفريق حينها شيئاً يُذكر بل بالعقد قدموا أسوأ ظهور في البطولة حينها بعدما تلقى 27 هزيمة من أصل 36 مباراة، ولم يستطع أن ينتصروا سوى في ثلاث مباريات فقط وتعادلوا في ثمانية.
لابد أن نعي جيداً قبل كلامنا عن محمود حسن تريزيجيه أن الفريق الإنجليزي قد عانى كثيراً في الثلاث مواسم الآخيرة من تخبط إداري إلى مستوى سئ إلى إنطلاقات قوية ثم إنحدار مرة آخرى خاصة في عهد المدرب ستيف بروس الذي لم يستطع أن يضع تشكيلاً ثابتاً للفريق، فقد خاض المدرب مدة تدريبة معتمداً على أكثر من 4 خططاً مختلفة ما بين (4-3-3)، (4-1-4-1)، (4-4-2) و (4-4-1-1)، وقل ما أعتمد على نفس الخطة في أكثر من ثلاث مباريات، وبالطبع هذا كفيل أن يشوش على تركيز اللاعبين ويُفقدهم الإتزان، بل ويغفل أيضاً كلً منهم المهمة الموكلة إليهم ووظيفة كلً منهم في الملعب.
ولكن الأوضاع قد تغيرت بعد تولي المدرب دينيسي سميث للقيادة الفنية حيث فور توليه في 10 أكتوبر 2018 استطاع أن يحدد طريقة لعبة نوعاً ما ما بين (4-3-3) و (4-1-4-1) وفي كلا الطريقتين كان الإعتماد الأكبر في الجانب الأيسر على اللاعب أنور الغازي الملقب بكريستيانو هولندا، سواء كان يلعب به كجناح أو كلاعب خط وسط في الجبهة اليسرى، وكثيراً كان يحاول الدفع بيانيك بولاسي أو جوناثان كودجيا كبدلاء للغازي، ولكن نظراً لأداء اللاعب بولاسي الغير ثابت وأيضاً لعدم إعتياد المهاجم جوناثان كودجيا الإعتياد على هذا المكان فكان يستعين بلاعب المركز جلين ويلان، وهذا ما يُشير بأن الفريق به عجز واضح في هذه الجبهة خاصة على دكة البدلاء، وإذا نظرنا جيداً إلى تريزيجيه فسنرى لاعب بإمكانيات كبيرة لا تقل عن أنور الغازي الجناح الأساسي للفريق، بل ويتفوق أيضاً لاعبنا المصري في سرعة رقضه بالكرة وسرعة رد الفعل والمهارة الفائقة التي يتميز بيها لاعب منتخبنا المصري.
بالطبع كل السُبل مفتوحة لأن يحجز اللاعب محمود حسن مكانه كلاعباً أساسياً في الفريق خاصة وأنه أيضاً يُضيف مرونة تكتيكية لأي مدرب حيث يستطيع اللعب كجناح أيمن وكلاعب خط وسط بل ويستطيع اللعب به كمهاجم ثاني أو كرأس حربة مثل ما كان يلعب في ريعان شبابة، ولكن ما يتميز به اللاعب أنور الغازي عن محمود تريزيجيه هو مُعدل إحرازه للأهداف الكبير بالنسبة إلى الفرص التي تُتاح له، فاللاعب أنور يُعد من هدافين الفريق نظراً لدقة تسديداته على المرمى والإنتهاء من الكرة بشكل سليم في لمساته الآخيرة، وهذا ما يعيب لاعبنا المصري الذي يُضيع الكثير من الأهداف حين تُتاح له الفرص.