أبانوب صفوت | فيسبوك
بات من الصعب على الجيل الحالي لكرة القدم أن يتخيل اللعبة بدون الأرجنتيني ليونيل ميسي، وخاصًة بقميص برشلونة الإسباني الذي شهد تألق البرغوث وتقديمه لأفضل مستوياته على الإطلاق، تحطيم أغلب الأرقام القياسية منذ فجر كتابة التاريخ وتدوينها باسمه وذلك على عكس بعض المستويات والنتائج المخيبة مع منتخب الأرجنتين.
مع تقدم ليونيل ميسي في العمر، لا يعتبر توقفه عن لعب كرة القدم هو الاحتمالية المقبلة فحسب والتي يجب على الكل دون استثناء أن يعتاد عليها يومًا ما، بل يمكن القول بأن فرص رحيل اللاعب عن صفوف برشلونة قد زادت أكثر من أي وقت مضى، لعدة أسباب تتخلص في أن يتعرض لاعب بحجمه -برغم كل ما يقدمه- للانتقادات من قبل بعض مسئولي النادي في الفترة الأخيرة.
ما سبب الأزمة الأخيرة لميسي في برشلونة؟ ما هي الأندية المهتمة بالتعاقد معه في حال أراد الرحيل وهل هناك أسباب آخرى تشجعه على هذا القرار؟ هذا ما سنعرفه في هذا التقرير..
اقرأ أيضاً.. جوارديولا: أريد أن يعتزل ميسي في برشلونة
ما سبب الأزمة الأخيرة لميسي في برشلونة وهل تساهم في رحيله؟
خرج ليونيل ميسي عن صمته على غير طبيعته الهادئة والتي قلما تظهر في وسائل الإعلام سواء من خلال التصريحات أو بعض المقابلات الصحفية، وذلك عندما اضطر للرد على تصريحات الفرنسي أبيدال المدير الرياضي للفريق، والذي قام فيه بانتقاد بعض لاعبي الفريق قبل إقالة المدرب السابق فالفيردي والذي رحل عن النادي بسبب الخروج من نصف نهائي كأس السوبر الإسباني أمام أتلتيكو مدريد.
صّرح أبيدال بإن بعض لاعبي الفريق لم يقدموا كل ما لديهم إبان فترة فالفيردي، متهمًا إياهم بالتقصير والتسبب في النتائج السيئة التي عانى منها الفريق قبل إقالته، وهو ما لم يروق للأرجنتيني ميسي والذي انبرى للدفاع عن زملائه مشددًا على أنهم بذلوا كل ما في وسعهم ولم يتعمدوا التقصير أو ما شابه من أجل التأثير على مستقبل فالفيردي مع النادي.
انحاز بيكيه لليونيل ميسي وأكد أن لوم اللاعبين ليس الحل وخاصًة في تلك الفترة المُحرجة التي كان يبحث فيها الفريق عن استعادة صدارة الترتيب في الدوري الإسباني وصّرح قائلًا: الجميع على قلب رجل واحد، نحن أقوياء بما فيه الكفاية للتغلب على هذا الأمر.
يُذكر أن بيكيه عندما تم سؤاله عن مصير ميسي أجاب بأن بقاءه غير مضمون، خاصًة مع الكشف عن ثغرة خارقة في عقد اللاعب، تسمح له بالرحيل عن صفوف البلاوجرانا في الصيف القادم إذا ما أراد وذلك طبقًا لتقارير صحيفة "إل بايس" والتي أشارت بوجود بند سري يسمح له بالمغادرة مجانًا بنهاية أي موسم إذا ما كان يرغب بذلك، وذلك بموجب العقد الجديد الذي وقع عليه اللاعب منذ عامين وتحديدًا في 2017.
ما أبرز الأندية المهتمة بالتعاقد مع ليونيل ميسي؟
لا يوجد فريق في العالم لا يتمنى أن يلعب ميسي بين صفوفه ولو ليوم واحد فقط، ولكن ما هي الأندية القادرة فعلًا على إقناع لاعب بطموح وموهبة الأرجنتيني للعب بين صفوفها؟ عندما نتحدث عن احتمالية خوض نجم البلاوجرانا لتجربة جديدة، فمن شبه المؤكد أنها ستكون خارج إسبانيا مع استحالة اللعب للغريم ريال مدريد بسبب العدائية الكبيرة بين الناديين.
ربطت الصحف الإنجليزية طرفا مدينة مانشستر وهما السيتي واليونايتد بالتعاقد مع ليونيل ميسي، وربما السبب يعود إلى قدرة الناديين على دفع رواتب خيالية للاعبين، لا يمكن أن ننسى ما قدمه مانشستر يونايتد للتشيلي أليكسس سانشيز من أجل أن ينضم للشياطين الحُمر على الرغم أن الفريق يعاني مؤخرًا على مستوى النتائج، وكذلك من قبله بالنسبة للفرنسي بول بوجبا.
كذلك نفس الحال بالنسبة لمانشستر سيتي الذي يملك بيب جوارديولا ويعتبر هو أنجح نادي إنجليزي في السنوات القليلة الأخيرة، لذا يبدو هو الأجدر والأكثر منطقية في قدرته على التعاقد مع ميسي، خاصًة مع حاجة إنجلترا إلى عامل جذب كبير لمسابقة الدوري بعد خروجها من الاتحاد البريطاني، وفي الواقع لا توجد دعاية أفضل وأكبر من ليونيل ميسي مهما أبدع خيال المسئولين.
من جهة آخرى كشف الإنجليزي ديفيد بيكهام مالك نادي إنتر ميامي عن حلمه بالتوقيع مع الثنائي ميسي ورونالدو ليلعبا سويًا في فريقه، وبعد الكشف عن الثغرة الجديدة في عقد الأرجنتيني، من المؤكد أن النادي الأمريكي سيكون من أبرز المهتمين بالتعاقد معه في حال فكر اللاعب بالفعل في ترك مقاطعة كتالونيا في الأشهر القليلة المقبلة.
اقرأ أيضاً.. برايثوايت: لو أن كرة القدم ديانة لأصبح ميسي إلهًا
هل تستطيع أندية مانشستر ضم ليونيل ميسي في الصيف القادم؟
تملك أندية مدينة مانشستر القدرة المالية للتعاقد مع ميسي، خاصًة إذا كانت البنود التي تم تسريبها بشأن عقده الأخير صحيحة وبإمكانه أن يغادر مجانًا، لأن حينها لن يتبقى لأي نادي آخر سوى دفع الراتب وهو ما يمكن القول بإنه لن يكون معضلة أبدًا، ولكن هل أي منهما الطموح المناسب لإنهاء مسيرة البرغوث الأرجنتيني بالشكل المطلوب؟.
يعيش مانشستر يونايتد أوقات غير حيدة حاليًا، مع تراجع أهداف الفريق منذ اعتزال السير أليكس فيرجسون إلى مجرد التأهل لدوري أبطال أوروبا وليس المنافسة على البطولة، مع وجود مدرب لا يملك خبرة كبيرة في عالم التدريب مثل سولشار وإدارة لا تلبي احتياجات المدير الفني على أكمل وجه، بدليل ما حدث مع البرتغالي مورينيو قبل إقالته.
يمكن القول بإن مانشستر سيتي سيكون مثاليًا لميسي بسبب طريقة لعب الفريق، ولتكون هي هدية مالك النادي إلى بيب جوارديولا لإقناعه بالبقاء بعد شائعات رحيله في الصيف المقبل، ولكن كل ذلك كان منطقيًا قبل أن يتم توقيع عقوبة على السماوي بحرمانه من المشاركة في دوري أبطال أوروبا لمدة عامين، قبول الاستئناف فقط هو ما قد يعيد الأمل للفريق ليحلم بضم ميسي.
أسباب أخرى قد تعجل برحيل ليونيل ميسي عن برشلونة
Gettyبعيدًا عن الأزمة التي نشبت ميسي وأبيدال، والثغرة التي تم الكشف عنها في العقد الأخير الذي وقعه الأرجنتيني مع النادي، يبدو أن تلك الفترة تحديدًا ولعدة أسباب هي الأنسب لرحيل ميسي عن برشلونة، لعدة أسباب أولها هو أنها الفرصة الأخيرة للاعب لخوض تجربة جديدة قبل اعتزاله إذا كان يفكر جديًا في ذلك.
يمكن القول بإن رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، والذي ساهم بدوره في افتقاد الكلاسيكو للقيمة الإعلامية الكبيرة قد يلعب دورًا أيضًا، لأن ذلك من شأنه أن يفقد اللاعب الحافز الأكبر على الإطلاق من أجل أن يواصل تقديم مستواه المعهود، خاصًة وأنه سبق له وإن اعترف بإن البرتغالي كان يشجعه لإخراج أفضل ما لديه دومًا.
من الصعب تقبل فكرة بقاء ميسي مع فريق لا ينافس على كل البطولات، وهو ما يعد مرجحًا بقوة مع إدارة برشلونة الحالية والتي تفتقد للاحترافية والتخطيط بشكل كبير، بالقيام ببعض الصفقات المثيرة للجدل مثل باولينيو والتي يشوبها مصالح سياسية بعيدة عن كرة القدم، عدم التعاقد مع مهاجم في يناير الماضي ليجد النادي نفسه في ورطة بعد إصابة سواريز وديمبيبلي، وكذلك الفشل في استعادة نيمار في الصيف الماضي والقيام ببعض الصفقات الفاشلة مثل كوتينيو.
خرج برشلونة من دوري أبطال أوروبا بشكل محبط للغاية في أخر موسمين أمام روما وليفربول، مع رغبة ميسي بتحقيق البطولة مرة أخرى، ربما يتسبب عدم الفوز بها في الموسم الحالي في التعجيل بقرار رحيل اللاعب بسبب تراخي الإدارة في دعم الفريق بالصورة المطلوبة من أجل استعادة السيطرة على البطولات القارية مرة أخرى.
