يختلف جمهور كرة القدم حول استحقاق أندية المنافس في تحقيق البطولات، في الأغلب ما يعتبر المناصر فريقه أحق بالفوز باللقب عن الخصم.
والحديث يكون حول معيار "الحظ" الذي لا يمكن وضعه بشكل منطقي داخل التقييم كسبب رئيسي لفوز بعض الفرق بالألقاب.
فيلجأ البعض إلى إحصائية الأهداف المتوقعة، رغبةً منه في تعزيز أفكاره حول حظ المنافس في تحقيق البطولة.
وفي بعض الأحيان تدعم تلك الإحصائية هذا الطرح، عبر احتساب الأهداف المتوقع تسجيلها لكل فريق، ومن ثم احتساب النقاط التي كان من المفترض أن يحصلها النادي في الموسم.




ولكي نلقي نظرة أشمل وأوسع قليلًا عن هذا المنظور، نستعرض معكم بعض التفاصيل حول إحصائية الأهداف المتوقعة، وكيفية عملها، وترتيب الدوري الإنجليزي من خلالها.
ما هي الأهداف المتوقعة؟
الأهداف المتوقعة (xG) هي نموذج تنبؤي يستخدم لتقييم كل فرصة لتسجيل الهدف واحتمالية التسجيل، ويحسب نموذج (xG) لكل فرصة احتمالية التسجيل بناءً على ما نعرفه عنه من المتغيرات المستندة إلى الحدث.
ويتراوح معدل تقييم الفرصة بين 0 و1، فكلما ارتفع المعدل وصولًا لرقم 1 كلما كانت تلك الفرصة محببة للتسجيل.

في الممارسة العملية، هذا يعني أنه إذا كانت الفرصة تحتوي على 0.2=xG، فيجب تسجيلها بنسبة 20 في المائة، إذا كان تحتوي على 0.99=xG، فيجب تحويلها بنسبة 99 في المائة وما إلى ذلك.
ويأخذ نموذج xG في الاعتبار المتغيرات المستندة إلى الحدث عند تقييم جودة الفرصة، مثل: المسافة إلى الهدف، زاوية على المرمى، هل سددها اللاعب بقدمه أم كانت رأسية؟
كيف يمكن تطبيق تلك الإحصائية لمعرفة ترتيب الدوري؟
الأهداف المتوقعة يمكن من خلالها معرفة الخطورة الحقيقية التي حققها الفريق من خلال المباراة أمام المنافس، حيث يمكن أن يسدد فريق فرص قليلة لكنها من أماكن قريبة من المرمى وتحمل خطورة أكبر، فيخرج معدل الأهداف المتوقعة أكبر من المنافس الذي سدد أكثر لكن من أماكن أقل خطورة.
فيما يمكنك أيضًا معرفة مراكز الفرق في ترتيب الدوري المتوقعة، بناءً على الأهداف المتوقعة التي عادةً لا تترجم كلها كأهداف، ومن خلال أيضًا الأهداف المتوقع استقبالها.
فعلى سبيل المثال، تحسب تلك التقنية الأهداف المتوقعة في لقاء بين فريق ليفربول ومانشستر سيتي، وقد تكون المباراة انتهت بفوز الريدز بنتيجة (2-0)، لكن الإحصائية تقول إن الفريق السماوي قد استحق الفوز بنتيجة (2-1) بناءً على تجميع الفرص وخطورتها، وعليه، يتم احتساب النقاط الثلاث لفريق السيتي بدلًا من ليفربول.
ما هو ترتيب الدوري الإنجليزي حسب الأهداف المتوقعة؟
الترتيب الذي تقره إحصائية الأهداف المتوقعة يمتلك بعض الجنون، بدايةً من صدارة الدوري التي ستذهب من يد مانشستر سيتي لحساب نادي ليفربول، حيث كان من المتوقع أن يسجل الريدز 81.9 هدفًا، مقابل 73.9 للنادي السماوي.
أما عن منافسة المراكز الأربعة الأولى، فيستقر نادي تشيلسي في مركزه الثالث، فنادي البلوز هو واحد من ثلاثة فرق فقط من ضمن ال 20، لن يتغير مكانهم في جدول الترتيب حسب الأهداف المتوقعة.
والمثير أن توتنهام الذي يشغل المركز الرابع كان ليتراجع خطوة للوراء للمركز الخامس، فيما يقفز آرسنال إلى المركز الرابع الذي يتيح له التأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا.
صراع الهبوط سيشهد مفاجأة مدوية، حيث أن الثلاثي الذي يقع في مؤخرة الترتيب، سيحدث فيه تغيير واحد غريب بعض الشيء بدخول فريق بعيد تمامًا عن هذا الصراع، وهو ليستر سيتي.
Pressbox/Gettyبحسب الأهداف المتوقعة، فإن نادي الذئاب سيتراجع من المركز التاسع إلى التاسع عشر، أي أنه سيفقد 10 مراكز إذا ما طبقت الإحصائية، فيبدو أن كتيبة براندن رودجرز كانت محظوظة العديد من المرات هذا الموسم.
فيما أن نادي نوريتش سيتواجد في مكانه الطبيعي بالمركز ال 20، فلا أمل له حتى وإن كان معنويًا بالتواجد في أي مكان آخر.
هل إحصائية الأهداف المتوقعة تحقق العدالة؟
كرة القدم حالها كحال الدنيا، لا عدل فيها، وإن وجد ستكون لمحات بسيطة في مواقف معينة داخل سياق لم يسر كالمعتاد أو المتعارف عليه ضمنيًا من كافة متابعي اللعبة.
إحصائية الأهداف المتوقعة حتى لا تقرب المنافسة من العدالة، لأنها في حد ذاتها ليست عادلة بما فيه من كفاية، فطريقة احتساب الكرات داخل تلك العملية تستبعد العديد من الفرص الخطيرة.
وللتبسيط علينا أن نشرح كيف يتم استبعاد تلك الكرات، أولاً هناك قاعدة مهمة في عملية وضع الفرصة داخل إطار الإحصائية، وهي أن تكون الكرة مسددة بالفعل، أي أن اللاعب عليه أن يركل الكرة تجاه المرمى أو خارجه سواء بقدمه أو رأسه لتحتسب فرصة.
ثانيًا، إذا كانت هناك فرصة خطيرة تتكون من إرسال عرضية لمهاجم في مكان خطير، ولم يستطع هذا المهاجم اللحاق بالكرة في آخر ثانية فلن تحتسب الفرصة على نظام الإحصائية.
ولكن عند مشاهدتك للمباراة، ستتذكر أن هناك فرصة خطيرة للغاية يمكن أن تكون أخطر من بعض الفرصة المحتسبة على نظام الأهداف المتوقعة، وهو ما يوضح أن الاعتماد على التقييم من خلال تلك الإحصائية فقط هو أمر خاطئ لا يمكن الاعتداد به.
اقرأ أيضًا..
خطأ جوارديولا والآخر بدل جسده مع ماني .. ردود الأفعال على صلاح ومحرز
ثوري مزعج يهدد رونالدو .. ماذا يعني قدوم تين هاج لمانشستر يونايتد؟
