شهدت الأشهر الماضية تراجعًا واضحًا في مستوى الدوري الإسباني وشعبيته وقدراته المادية أمام نظرائه في أوروبا، بالأخص ضد البريميرليج.
ذللك التراجع يظهر بشكل واضح في ضعف التنافس حاليًا بين برشلونة وريال وأتلتيكو مدريد في قمة ترتيب المسابقة وفي عدد النقاط الكبير الذي خسرته تلك الأندية في وقت مبكر من الموسم، خسائرهم المتكررة في البطولات القارية أمام فرق الدوريات الأخرى.
في الأسطر المقبلة سنحاول أن نتوصل لأهم الأسباب التي ساهمت في تراجع الليجا بذلك الشكل في السنوات الأخيرة:
رحيل النجوم
Gettyشهدت السنوات الماضية رحيل الكثير من نجوم الدوري الإسباني وعلى رأسهم الثنائي كريستيانو رونالدو الذي انضم لصفوف يوفنتوس الإيطالي، ونيمار دا سيلفا الذي ترك برشلونة لصالح باريس سان جيرمان الفرنسي.
لا شك أن رحيل مثل هؤلاء النجوم عن فرقهم الإسبانية كان له تأثيرًا كبيرًا على مستوى البطولة، وقلل بشكل واضح من القيمة المادية والفنية لليجا.
وجود رونالدو خلق على مدار سنوات حالة من التنافس المؤجج بين برشلونة وريال مدريد بوجود ليونيل ميسي في النادي الكتالوني.
كما أن وجود لاعب بقيمة نيمار في برشلونة والدوري الإسباني كان جاذبًا للأنظار وسبب تسويقي كبير لاستقطاب الجمهور البرازيلي للبطولة، أما الآن فمن هو أبرز لاعب من منتخب السليساو في إسبانيا، مارسيلو أم أرتور؟
ومن أهم أسباب رحيل النجوم عن الدوري الإسباني بشكل أكبر من بقية الدوريات الكبرى هو الشرط الجزائي الإجباري في كل العقود، وهو ما رأيناه مع نيمار.
تواجد مثل تلك الشروط الجزائية بشكل جبري يمنح فرق الدوريات الأخرى أفضلية واضحة ع نظيرتها في الليجا، فلو نجحوا في إغراء نجومهم ماديًا أو فنيًا بمشروعات رياضية أفضل لا يتوجب عليهم الحصول على موافقة النادي الإسباني لضم اللاعب، كل ما عليهم فعله هو دفع مبلغ الشرط الجزائي في رابطة الليجا والحصول على عقد اللاعب.
التراجع العام في مستوى برشلونة وريال مدريد
Gettyالفترة الماضية شهدت تراجعًا للثنائي الكبار في إسبانيا برشلونة وريال مدريد بالرغم من السيطرة المحلية المحكمة وحصولهما على سبعة من آخر ١٠ بطولات في دوري أبطال أوروبا.
لكن لا ينكر أحد أن الثنائي يشهدان فترة سيئة في تاريخهما بها تذبذب مستويات وفقدان هوية وشخصية واضحان والأسباب في ذلك تتنوع.
وبنظرة أوسع سنرى أن التراجع منطقي فبرشلونة لا يجد منافس في الليجا مهما تراجع مستواه ويحقق الدوري في كل موسم وبفارق كبير من النقاط رغم الأداء السيئ وفقدان شخصية الفريق.
أما ريال مدريد فمشكلته أكبر، الفريق كان يعاني على مدار السنوات الماضية كلها من أزمات عديدة ومشاكل على أكثر من مستوى لكن كل شيء كان يتم تناسيه في كل مرة لمجرد الحصول على دوري أبطال أوروبا بسيناريو أغرب من المرة التي سبقتها.
لاعب أتلتيكو مدريد: بيل يتحدث الإسبانية بطلاقة
كل ذلك تراكم وأنهى ريال مدريد الموسم الماضي بسببه دون بطولات وبخروج مبكر من دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا وفقدان للأمل في أي تتويج منذ مارس.
الأزمة الحقيقة هنا في التراجع الذي انتهجته فرق الليجا بشكل عام لمجرد رجوع ريال مدريد وبرشلونة للخلف لعدة خطوات، فنرى أتلتيكو مدريد فريقًا وديعًا وفالنسيا يعج بالمشاكل وإشبيلية تارة يفيق وأخرى نراه مترنحًا.
الفرق في الليجا تكتفي بالحصول على نقطة من ريال مدريد أو الفوز على برشلونة خارج أرضه وتكون تلك هي بطولة الموسم بالنسبة لهم، لكننا لم نرى حتى الآن ليستر سيتي الخاص بالليجا.
على عكس الوضع في الدوري الإنجليزي على سبيل المثال، حيث نرى مانشستر سيتي وليفربول يمنحان بعضهما البعض الدافع للتحسن وتقديم كل طرف لكل ما لديه بحثًا عن المجد الذي أصبح نيله صعبًا للغاية.
تفوق البريميرليج ماديًا
Gettyimagesكرة القدم أصبحت صناعة عالمية ونرى بشكل مستمر التغلغل الكبير لسبل التسويق التجاري لداخل الرياضة المحبوبة، لذلك أصبح المال جزءًا لا يتجزأ منها.
وبسبب المال نرى تفوقًا واضحًا للدوري الإنجليزي في السنوات الأخيرة على نظيره الإسباني، بالأخص بعد عقود البث التلفزيوني الخرافية الأخيرة.
على سبيل المثال فالعقد الأخير للدوري الإنجليزي يمنح فرقه ٣ مليار يورو في الموسم الواحد، بينما يقل ذلك المبلغ بمليار يورو بالنسبة لفرق الليجا.
أصبحنا نشاهد الفرق الإنجليزية في غير حاجة لبيع لاعبيها من أجل الإبقاء على حالتهم المالية متزنة، وبهذا أصبح التمسك بهم أكثر سهولة سواء من جانب منحهم عقودًا كبيرة أو من ناحية الاستغناء عن الأموال التي قد تأتي من بيعهم.
فيا.. الهداف الذي لم يكن أبدًا أسطورة برشلونة
السبيل الوحيد في الوقت الحالي للحصول على لاعبًا كبيرًا من الدوري الإنجليزي هو أن يكون ذلك اللاعب راغبًا في ترك ناديه والانضمام لفريقك، وقتها أمامك حلان لا ثالث لهما ومن يحدد أي الطريقين تسلك سيكون الفريق صاحب عقد ذلك النجم:
الأول الاستجابة لرغبة النادي المالية والتي تكون في أغلب أعلى بأضعاف مضاعفة للقيمة الحقيقية للنجم في محاولة لتعجيزك عن إنهاء الصفقة.
والثاني هو الانتظار والرهان على رغبة اللاعب في الإنضمام لك ومدى مقاومته للأجواء العدوانية من حوله حتى ينتهي تعاقده ويرحل بشكل مجاني، أو حتى قبل أشهر قليلة من انتهاء تعاقده كما كان الحال مع هازارد.
كل ما تحدثنا عنه هنا لا ينفي وجود محاولات حقيقية من قبل رابطة الدوري الإسباني للتقدم خطوات للأمام شاهدناها منذ أشهر على أرض الواقع، لكن الحقيقة أن الليجا تراجعت بشكل واضح وفي حاجة للمزيد من العمل حتى لا تتراجع بشكل أكبر.




