تحدث كلارنس سيدورف أسطورة ميلان ونجم ريال مدريد ومنتخب هولندا المعتزل حول مستقبل كرة القدم ما بعد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي كما وضح رأيه في النجم المصري محمد صلاح..
جاء هذا في حوار خاص لسيدورف مع جول.كوم، تم إجراؤه بفندق روزوود في جزيرة المارية بأبوظبي في الإمارات وتحدث خلاله عن عدة أمور من ضمنها مشوار نيمار دا سيلفا مع باريس سان جيرمان والعنصرية في كرة القدم ورأيه في تطور كرة القدم بالشرق الأوسط.
كذلك تحدث سيدورف حول قضية ميسي مع برشلونة ومستقبل النادي الكتالوني مع رونالد كومان، كل ذلك يأتيكم تباعًا في الحوار الذي سيتم نشره على ثلاثة أجزاء، إليكم الجزء الأول منه:
- هل فكرت يومًا أن تدريب ميلان كان في مرحلة مبكرة من مسيرتك التدريبية؟ هل ندمت على قبول هذه الفرصة مبكرًا للغاية؟
لا، لأنني شعرت بأنني مستعد لهذا وأثبتت ذلك بالنتائج والأرقام. لسوء الحظ كان النادي غير مستقر، لقد أرادوا البيع وأنا أصبحت، دعنا نقول، جزءًا من بيئة مضطربة أكثر مما يتعلق بما فعلته كمدرب.
لقد حققنا على ما اعتقد أفضل معدل للنقاط مقارنة بباقي المدربين في السنوات السابقة، الطريقة التي لعبنا بها لاقت تقدير الناس. وكان الفريق يلعب بطريقة تناسب فلسفة النادي، وحولت ميلان من فريق يصارع الهبوط لآخر ينافس على مقعد أوروبي لذلك، نعم لقد قمت بعمل عظيم مع ميلان كمدرب في فترة أزمة في النادي.
بيب جوارديولا لم تكن لديه خبرة كبيرة في البداية وكذلك [فابيو] كابيلُّو، والآن [أندريا] بيرلو يدرب يوفنتوس .
أؤمن أنه إذا كان لديك القدرة والموهبة المطلوبة للتدريب، خصوصًا مع الخبرات التي اكتسبناها من اللعب وكيفية نقل أسلوبك للاعبين والفريق والنادي والصحافة.عليك فقط إيجاد البيئة المناسبة والفرق الصلب لتستطيع العمل بشكل جيد.
لم أشعر بضغط أكبر عندما أصبحت مدربًا، لأنك حين تكون لاعبًا تكون معتادًا على ذلك. لا أحد يمكنه وضع مزيد من الضغط عليك سوى نفسك. وكمدرب أعتقد أنها ميزة كبيرة في هذه المرحلة.
أعتقد أن بيرلو لم يكن متحمسًا الآن أكثر مما كان عليه كلاعب، فالأمر مختلف من حيث المشاعر والأهداف. أنت الآن بحاجة للانتظار والمشاهدة: هل سيتمكنون من التسجيل؟ هل سيمررون الكرة بشكل صحيح؟ هل سيتمكنون من الدفاع؟ ربما تكون هذه العملية الأهم لتصبح مدربًا، لا يمكنك اتخاذ قرار داخل الملعب بخصوص مباراة أو التحكم بها، لذا عليك أن تؤمن بالعمل الذي قمت به للتحضير لتلك المباراة، الإيمان بلاعبيك ثم فقط تستمتع بها.
- في الواقع، كما ذكرت، كان لديك مسيرة ناجحة. لكن، هل يمكنك توضيح سبب انتهاء حقبتك كمدرب في ميلان سريعًا؟
لقد كان لدي عامين آخرين في عقدي، وكان النادي حقًا في موقف صعب. بعد رحيلي، الملاك السابقين قاموا بتغيير 3 مدربين في موسمين، بينما كان يُعرف عن ميلان أنه فريق يمنح الاستقرار لمدربيه.
بالرغم من القدوم في فترة عصيبة وغير مستقرة في تاريخ النادي، لكنني لم أستطع أن أقول لا حين طلب مني مساعدة النادي، وكنت سعيدًا جدًا بما حققته مع ميلان وكما قلت، فإنهم بعدي أنفقوا أكثر من 100 و200 مليون لضم لاعبين جدد، ورغم ذلك لم يقم أي من هؤلاء المدربين بعمل أفضل مني.
قبلي كان ماسِّيميليانو أليجري الذي ذهب إلى يوفنتوس بعد ذلك وفاز بكل شيء، لكنه كان على وشك الهبوط عندما غادر ميلان. وعندما توليت أنا، ارتقينا على مستوى الترتيب، وفقط بفارق هدف واحد لم نتمكن من التأهل للدوري الأوروبي.
إذن السؤال يجب أن يكون: لماذا حدث ذلك؟ بينما ترى لامبارد وجيرارد، لم يكن لديهم أي خبرة كبيرة، لكنهما حصلا على فرصة لبدء موسم وبناء فريق. هذا ما تود رؤيته، لأن هؤلاء اللاعبين قدموا الكثير لكرة القدم ويمكنهم إعطاء الكثير للجيل القادم من اللاعبين، لإمتاع الناس وللتأكد من أن المشجعين يستمرون في التمتع باللاعبين الرائعين مثلهم.
حوار خاص | سيدورف: على ميسي تحمل عواقب تصريحاته، ونيمار أخطأ بترك برشلونة!
Goalلذلك، أعتقد أنه كان هناك الكثير من القضايا الميدانية الإضافية التي لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بي والتي كلفت خيارات الملاك التي ليست دائمًا منطقية، وأعتقد أن هذا ما حدث ببساطة.
لكن كما قلت، أنت بحاجة إلى القليل من الحظ وهذا بالتأكيد لم يكن موجودًا مع الاختيار الذي اتخذوه، لكنني آمل أن يكون ميلان دائمًا هو فريقي، مثل ريال مدريد، سامبدوريا، أياكس وبوتافوجو، كل هذه الفرق التي لعبت من أجلها، وأيضًا إنتر، لأنهم جميعًا كان عليهم أن يساعدوني على التطور لأصبح شخصًا آخر، اللاعب الذي كنت عليه والمدرب الذي أنا عليه الآن.
إنه أمر مؤسف، لأن المشجعون عانوا الكثير بوضوح في تلك السنوات. الآن قاموا ببداية جيدة، لذا آمل أن يحظوا أخيرًا بموسم كالذي اعتاد ميلان التاريخي تقديمه.
- خارج الشرق الأوسط، هناك دول عربية أخرى في شمال إفريقيا أيضًا. عندما كنت مدربًا لمنتخب الكاميرون، هل تابعت منتخب مصر؟ هل كان هناك لاعبون لفتوا انتباهك غير محمد صلاح؟
لقد تم إقصاءنا (من كأس أمم إفريقيا 2019).. كان علينا الفوز بتلك المباراة ضد نيجيريا، وكان على مصر أيضًا الفوز في مباراتها كي نلتقي، لذا في الواقع كُنّا نستعد لتلك المباراة أيضًا، لأنه الوقت كان قصيرًا جدًا. لذا بمجرد تحضيرنا لمباراة نيجيريا بدأنا أيضًا تفحص في مباريات مصر.
هجومهم كان جيد جدًا، محمد صلاح لاعب رائع. لكن كما ترى لديك أفضل اللاعبين وما زلت لا تصل إلى النهائي ولا حتى ربع النهائي، هذه هي كرة القدم، خاصة كرة القدم في بطولات الكؤوس. لقد خضنا مباراة رائعة مع الكاميرون ضد نيجيريا ولكن يمكن لواحد فقط الفوز، هذا كل شيء. من المؤسف للغاية أن اثنين من الفرق المرشحة للقب خرجا مبكرًا.
- ماذا عن محمد صلاح بالتحديد؟ لقد حظي قبل عامين تحديدًا بموسم رائع، وفي الموسم الماضي أيضًا كان جزءًا من الفريق الفائز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. فكيف تراه؟ كيف تقيمه كلاعب؟ من الواضح أنه فائز بدوري أبطال أوروبا وكذلك الدوري الإنجليزي، لكن هل ما زال بإمكانه الارتقاء أكثر؟ هل ترى أي إمكانات مدفونة أخرى لديه؟
أعتقد أنه يمكن أن يفعل أكثر من ذلك، لأنه الآن في الأساس هداف فتاك، هو من يقرر مصير المباريات. أعتقد أنه سيصبح أيضًا لاعبًا يصنع الأهداف أكثر، مما يعني أنه يجب عليه المراوغة. إنه يملك رؤية جيدة بما يكفي لذلك، فقد رأيت فعلًا في المباراة الأخيرة (ضد تشيلسي) بعض الألعاب منه تجعله لاعبًا أكثر هيمنة.
نحن نعلم ما يفعله في آخر 20 مترًا، لكن ماذا عما قبل ذلك؟ لذلك أعتقد أن لديه القدرة تطوير أسلوبه ليكون أكثر هيمنة، ليس فقط في الهجوم المضاد أو آخر 20 مترًا، ولكن أيضًا في إعداد الهجمات والنقلات، لأنك ترى أن ثقته تزداد أكثر فأكثر ولديه الموهبة والجودة للقيام بذلك، لكنه حتى الآن كان يركز على القيام بما فعله.
لكن بصفتك لاعبًا بارزًا، عليك أن تستمر في ابتكار أجزاء جديدة من طريقة لعبك لأن الخصوم يدرسونك، لذلك إذا بقيّ محمد صلاح على حاله، فسيكون من الصعب عليه إحداث الفارق لأن الأندية الأخرى في النهاية تدرسه. سيضعون لاعبيهم عليه، وسيبدؤون في إيجاد طرق لإيقاف أكبر قدر ممكن من الفرص المتاحة له، لن يحظى بالمساحات ليكون حرًا ويسجل الأهداف ويفعل ما يريد.
لذلك ربما يتعين عليه التراجع أحيانًا لتعلم المزيد والبدء في الحصول على الكرة مثل ليونيل ميسي، فقد بدأ ميسي في مرحلة معينة في التحرك أكثر في جميع أرجاء الملعب لأنه كان بحاجة إلى إيجاد مساحة، ثم عندما يتسلم الكرة بقدمه، فقط هما تعرفان ما يمكنهما القيام به. إذًا، هذا هو الجزء الذي سيكون قادرًا على إضافته.
لا أعرف إذا ما كان يريد فعل ذلك، وما إذا كان سيفعل ذلك، ولكن إذا نظرت إلى طريقة لعبه، وأعلم قليلًا أيضًا هؤلاء اللاعبين الذين شاركوا في ذلك المستوى من قبل في بدايات مسيرتهم، وهل استمروا في تحسين أنفسهم فعليًا، كان الأمر يتعلق بشكل خاص بمكان الحصول على الكرة، وأي جزء من الملعب يتسلمون فيه الكرة الآن وكيف يصنعون هذا العام المفاجئ للخصم الذي يدرسهم. من الواضح، إذا لعبت ضد ليفربول، فأحد اللاعبين الأوائل الذين تختارهم هم [ساديو] ماني وصلاح، فستتأكد من أن تغلق المساحات عليهما قدر المستطاع
خاص | سيدورف: نعاني عنصرية أوروبية "ممنهجة"، الإمارات "اختارتني" ولدي "شبه عروض" سعودية
Goal- إذًا، هل تعتقد أن أيام ميسي ورونالدو في التنافس على لقب أفضل لاعب كرة قدم في العالم قد ولّت، أم هل نرى لهما أي ذروة أخرى؟
أعتقد أنهما إذا كانا لائقين ومتحمسين، فسيستمران في الأداء على مستوى عالٍ، ولا أرى سببًا لعكس ذلك. السؤال ينبغي أن يكون: هل سنرى البعض من الجيل الأصغر للارتقاء بمستواهم؟
هذا ما أود رؤيته، لأن كريستيانو وميسي قد أظهرا خلال السنوات الـ12-13 الماضية القدرة على مواصلة عملهم. إذًا، فالأمر الآن هو متى سنرى المزيد من اللاعبين الآخرين على ذلك المستوى؟
- هل ترى أي لاعبين على نفس ذلك المستوى؟
هناك ما يكفي من اللاعبين الذين يمكنهم الارتقاء. نيمار مر بموسم جيد لكنه مجرد واحد من هؤلاء الذين عليهم التطور، ثم لدينا بعض اللاعبين في وسط الملعب مثل كيفين دي بروينه. لدينا إيدين هازارد وقد قلت دومًا أن هازارد يمكنه بسهولة أن يتواجد في نفس المستوى، لكن الأمر يتوقف على مدى تحفزك لتصبح الأفضل.
وروميلو لوكاكو الذي كان مذهلًا، لقد قفز مستواه في الموسم الماضي. ربما أنسى البعض روبرت ليفاندوفسكي قام بعمل مذهل، كوتينيو وكل هؤلاء اللاعبين.. هناك لاعبون كثر: لقد ذكرنا ماني وصلاح.
لذلك الأمر يعتمد في الأساس على الاستمرارية التي أظهرها ميسي ورونالدو.. كريستيانو أظهر لكل اللاعبين أنهم يستطيعون أن يحصلوا على الاستمرارية على مدار السنوات في ذلك المستوى، وأن ذلك الأمر ذهني في الأساس، إنها عقلية، إنه دافع يقود كل بطل يمتلكه.
لذا، فهما استمرا في التأكيد كل مرة على قدرتهم على أن يكونا بطلين حقيقيين، وحان الوقت لغيرهما أن يستمروا في القيام بالشيء نفسه. الأمر لا يتعلق باللعب لعامين في القمة وبعد ذلك الاختفاء.. لنأمل أن نرى المزيد.
كريستيانو رونالدو يستطيع اللعب حتى الـ 40 من عمره
- ضمن اللاعبين الحاليين، كريستيانو رونالدو هو الوحيد الذي يحمل لقب دوري أبطال أوروبا مع ناديين مختلفين. هل تعتقد أنه يمكنه الفوز بالبطولة مع يوفنتوس أيضًا؟ ولو فاز بها، هل يجعلك ذلك تشعر بعدم الراحة حيث أنك لن تصبح الوحيد الذي يحمل اللقب مع ثلاثة أندية مختلفة؟
لا، لن أكون لا أشعر بالراحة أبدًا، إنه لمن دواعي سروري معادلة رونالدو لرقمي. ربما كنا لنتحدث الآن عن لاعب آخر، صحيح؟
لذلك لا أعتقد أنه شيء سيئ، فأنا سأكون دائمًا أول من حقق الرقم وذلك لن يتغير، والأرقام وُجِدَت لتتم معادلاتها وكسرها، ويوفنتوس يمكنه بكل تأكيد الفوز بدوري أبطال أوروبا. وكما قلت قبل ذلك فرونالدو يحافظ على حماسه ومستواه، فلِمَ لا؟