مثيرة، متغيرة، غدارة، تعطيك اليوم، وتدير لك ظهرها غدًا، هذه هي كرة القدم، حتى وإن كنت نجمًا فوق العادة، فبالطبع عليك ألا تأمن غدرها وإلا لما غدرت بأساطيرها عبر مختلف الأزمنة والعصور.
عندما تكون هدافًا ومعتادًا على التسجيل، لكن تقرر الساحرة المستديرة أن تذيقك من مرارتها، فإنك تخرج عن شعورك، لا تعرف ماذا تفعل، وإلى أين تذهب، حتى تخرج منك تصرفات ما كانت لتخرج من نجم، وهذا ما حدث مع سامي الجابر؛ أسطورة الهلال والكرة السعودية.
اقرأ أيضًا | حكاية سعودي | ذكاء "البروفيسور" الذي أشعل ملعب الملك فهد - فيديو
في موسم 1415-1416 هجريًا من الدوري السعودي، تعرض الجابر لموقف لم يتعرض له خلال مسيرته، إذ خاصمته الشباك وغضبت غضبًا عارمًا عليه، فلم تقبل منه أي تسديدة، ولم تسمح له سوى من تسجيل هدفين في مرمى التعاون.
Getty Imagesوخلال الجولات الأخيرة من الموسم، كان الزعيم على موعد مع مواجهة الاتفاق، دخل الجابر مشحونًا، يصول ويجول، ولا ترضى عنه معشوقته، ليقرر المدير الفني آنذاك الهولندي ويم فان هانيجيم، سحبه من الملعب والدفع بيوسف الحيائي في الدقيقة الـ36 من الشوط الثاني.
انفعل أسطورة الهلال ورفض الخروج، يقف الحيائي على خط التماس لا يعرف ماذا يفعل، ويجلس هانيجيم على مقعده الفني لا يدري ماذا يحدث، الجابر يعترض؟، ما باليد حيلة، تراجع المدرب عن قراره، وانتظر ثمان دقائق ليفكر، ثم قام بالدفع بالحيائي وسحب يوسف الثنيان من الملعب.
الموقف لم ينته بعد، ففاجأ الجابر الجميع، بخروجه من الملعب متجهًا إلى غرف خلع الملابس غاضبًا، ليترك فريقه بعشرة لاعبين، لكن هانيجيم حل الموقف بالدفع بنواف التمياط.
موقف غريب على الجابر ومنظومة الهلال وجماهيره، لكن الأسطورة صالح جمهوره بعد ذلك في المباراة النهائية من الدوري أمام الأهلي، إذ فاز الزعيم بثنائية نظيفة، سجلها الجابر، ليحضر اللقب إلى خزينة ناديه، بعد خصام بينهما استمر لخمسة مواسم، ليكون أفضل تصالح بينه وبين المستديرة.