إذا سألت جمهور مدينة جدة حاليًا عن وضعهم، ستجد أن الردود تتمحور حول تمنيات لو أنها لم تكن مدينة سعودية حتى يمر الميركاتو الشتوي الجاري فقط، ثم تعود لوضعها، أو حتى أنه لن يُفرض عليها حظرًا كليًا ومنع اقتراب أو تصوير حتى يمر الخطر.
الاتحاد والأهلي؛ قطبا مدينة جدة في كرة القدم، ومطمع لأندية الرياض، فكلاهما يحاول بالكاد الحفاظ على نجومه أمام هجمات الهلال والنصر.
في الميركاتو الشتوي الجاري، خطف الزعيم سعود عبد الحميد من الاتحاد، ومحمد العويس من الأهلي، وهناك تقارير تؤكد أن عبد الإله المالكي؛ لاعب وسط العميد، هو الصفقة المقبلة للأزرق، ومطالب جماهير هلالية بضرورة الإسراع من التعاقد مع نجم الأهلي المتألق الشاب عبد الرحمن غريب، والبقية ستأتِ إذا أراد الزعيم.
ليس هذا الميركاتو الأول الذي يخطف به أندية الرياض نجوم جدة في السنوات الأخيرة، فمن ينسى رحيل عبد الفتاح عسيري من الأهلي إلى النصر.
المفارقة أن كل هذه الصفقات ليس هدفها الأول الجانب المادي، حتى أن أندية هؤلاء اللاعبين ربما عرضت أكثر مما عرضه مسؤولو وجهتهم الجديدة، لكنهم ضحوا بالأموال مقابل الرحيل عن جدة فقط.
الأمر ليس وليد اللحظة، فلم يستيقظ هؤلاء اللاعبين مقررين أن يرحلوا، إنما هي تراكمات، وأزمات تراكمت فجعلت الأموال بلا قيمة أمام الرحيل من العميد والراقي.
ثلاث سنوات عجاف:
al ittihad twitter12 مايو 2018، اليوم الأخير الذي شهدت به مدينة جدة احتفالات لتتويج أحد فرقها ببطولة، وقتما حصد الاتحاد لقب كأس خادم الحرمين الشريفين بالفوز أمام الفيصلي 3-1.
أما الراقي فآخر احتفالات لفريقه كانت في الثامن من أغسطس 2016، وقتما توج بطلًا لكأس السوبر السعودي بالفوز أمام الهلال في ركلات الترجيح بنتيجة 4-3.
لكن على مستوى الدوري السعودي فآخر تتويج للعميد في موسم 2008-2009، والأخير للراقي كان موسم 2015-16.
أما الإخفاقات القارية فحدث ولا حرج، يكفي أن نذكر أن الاتحاد كانت أمامه فرصة للمشاركة في النسخة المقبلة من دوري الأبطال، لكن الديون حرمته من الحصول على الرخصة الآسيوية!
لذلك خرج هؤلاء النجوم بحثًا عن التتويج ببطولة، وهو الأمر المتوفر في أندية الرياض سواء الهلال أو النصر، فهما المهيمنان في السنوات الأخيرة.
لا للاستقرار:
al ahli twitter"لا للاستقرار" شعار رفعه الاتحاد والأهلي في السنوات الأخيرة، سواء أكان استقرارًا فنيًا أو إداريًا أو ماليًا..
على مستوى الإدارات، فتاريخ الراقي في السنوات الأخيرة يتحدث عن نفسه، يكفي أن نذكر الأمير منصور بن مشعل، وبعده سيتبادر إلى الأذهان على الفور الأزمات التي شهدها النادي بسبب شخص واحد، وهو الشخص نفسه الذي خرج وهاجم الجمهور، وغيره الكثير من الأزمات.
أما الاتحاد فرغم استقرار أنمار الحائلي على مقعد الرئاسة منذ 2019 إلا أنه عانى من الكثير من الأزمات في بدايته، وتعرض لهجوم وحرم فريقه من إبرام صفقات جديدة في يناير 2021، لفشله في الحصول على شهادة الكفاءة المالية.
من الناحية الفنية، فتغييرات بالجملة، وصراع للبقاء بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، عانى منه الاتحاد على مدار موسم 2018-19 و2019-20، والآن يعاني الأهلي من الأمر نفسه، حتى يتوقع البعض له أن يهبط بنهاية الموسم الجاري.
احموا جدة من طعنات الرياض:
SPL Twitterفي الفترة الحالية خرجت صافرات الإنذار من عديد من النقاد والمحليين حتى ممن ينتمون إلى الهلال والنصر، محذرين من سيطرة الزعيم والعالمي على الصفقات، ومن ثم الإضرار بالكرة السعودية بشكل عام.
الدوري السعودي من الدوريات العربية القليلة التي تمتلك أكثر من ناديين قادرين على المنافسة على البطولات، هناك الهلال والاتحاد والنصر والأهلي والشباب، المنافسة مفتوحة، على عكس دوريات أخرى تنحصر المنافسة بها على فريقين فقط، كالدوري المصري على سبيل المثال، فقط أهلي وزمالك.
لكن ما يحدث حاليًا ستدفع الكرة السعودية ثمنه عاجلًا أم آجلًا، لذلك لا بد أن يتم التراجع عن قرار رفع سقف رواتب اللاعبين المحليين، ليكون خطوة أولى نحو تصحيح الوضع بدلًا من أن تصبح جدة حقًا مدينة أشباح في كرة القدم.
اقرأ أيضًا..
الهلال .. ما بين جلاكتيكوس ريال مدريد أم ثورة الأهلي؟!
العويس .. لن يخسر الأهلي وطامة كبرى على الهلال!
عبد الحميد ثم المالكي .. حذار يا "الاتحاد" من العودة لنقطة الصفر
