بدأ الاتحاد مشروعًا جديدًا مع الرئيس أنمار الحائلي صيف 2019، أسفر في النهاية عن خروج الفريق من النفق المظلم والتقدم للأمام تدريجيًا حتى نجح في إنهاء الموسم الماضي من الدوري السعودي ثالثًا، ويتواجد هذا الموسم في الصدارة.
العديد من المحللين والنقاد والجماهير يرون أن نجاح الاتحاد يعود للخيارات الأجنبية، خاصة أحمد حجازي ومارسيلو جروهي وكريم الأحمدي ورومارينيو، ومن ثم إيجور كورونادو، لكني أرى أن بداية النجاح كانت بالتعاقدات المحلية القوية صيف 2019.
اقرأ أيضًا | أحدهم لم يُخيب التوقعات، وتراجع كبير لآخر .. أجانب حان رحيلهم في الدوري السعودي
العميد نجح في سوق الانتقالات الصيفي لموسم 2019-2020 في التعاقد مع مجموعة من المواهب السعودية الواعدة جدًا، مثل عبد الإله المالكي وعبد الرحمن العبود وحمدان الشمراني وهارون كمارا، وقد احتاج هؤلاء موسمًا وبعضهم أكثر للتأقلم والانسجام وتخطي خطوة الانتقال من نادٍ متوسط لنادٍ عملاق يُنافس على الألقاب ولا يرضى سوى بالفوز.
هذه المجموعة ظهرت جيدًا وبدا تأثيرها الإيجابي واضحًا حين تم دعمها فيما بعد بمجموعة من اللاعبين الأجانب الممتازين (هذا ما توقعت حدوثه في بداية الموسم وحدث، كما يظهر في التغريدة أعلاه)، خاصة حجازي وجروهي، مع تطور مستوى رومارينيو وشخصية الأحمدي القيادية والموسم الجيد لجاري رودريجيز وصعود سعود عبد الحميد من الفئات السنية، ومن ثم رفعت الإدارة مستوى الجودة عاليًا بضم كورونادو صانع ألعاب الشارقة المبهر.
التاريخ في الدوري السعودي علمنا أن الأبطال لا يصنعهم اللاعبون الأجانب، بل المحليون، ولدينا في الهلال وسيطرته على المشهد خلال السنوات الماضية خير دليل، وقد رأينا كيف جلب النصر نجومًا أجانب كبار لكنه لم ينجح معهم واضطر الآن لمنح المحليين فرصة أكبر للظهور، وإن احتجنا دليلًا جديدًا علينا النظر فقط لنشاط الهلال في سوق المحليين هذا الشهر.
Hilal Twitter & Goal ARاللاعب المحلي أهميته قد لا تكون واضحة في التشكيل الأساسي، لكنه حيوي جدًا للمنافسة طويلة الأمد لأنه يُوفر للمدرب البديل الكفء الجاهز لتعويض الأجنبي كلما اقتضت الحاجة لذلك، ونحن نرى الآن كيف استطاع كمارا مثلًا إنقاذ الفريق وجلب 6 نقاط حاسمة في صراع اللقب.
إدارة الحائلي بذلت جهدًا كبيرًا وحققت نجاحًا ملفتًا في ملف الأزمة المالية كذلك، وقد نجحت في تسديد الديون والحصول على الكفاءة المالية وحل عديد القضايا الداخلية والخارجية، ومع هذا دعمت الفريق بتوازن ممتاز.
الاتحاد يدخل الآن مفترق طرق، إذ فقد اثنين من نجومه الكبار والمؤثرين في مشروعه الناجح، سعود عبد الحميد وعبد الإله المالكي، بعدم تجديد عقديهما وانتقالهما للهلال في صفقة انتقال حر ... العميد فقد اللاعبين فنيًا والأسوأ أنه لم يستفد منهما ماليًا.
خسارة اللاعبين كبيرة حقًا، مهما حاول البعض التقليل منها، كما أنها تُعطي انطباعًا سلبيًا حول اقتناع اللاعبين بالمشروع، وما يزيد من فداحة الخسارة صعوبة التعويض لقلة الخيارات المتاحة محليًا ولسطوة الهلال والنصر المالية على سوق انتقالات اللاعبين السعوديين.
الخوف الآن من خسارة المزيد من اللاعبين المحليين المميزين خلال السنوات القادمة، لأن ذلك لو حدث سيُعيد العميد لنقطة الصفر من جديد ويُجدد معاناته حتى لو ضم أفضل العناصر الأجنبية، ودعونا لا نُهمل تأثير ذلك على الخزينة والميزانية والكفاءة المالية.
إدارة الحائلي أمام اختبار قوي ومفترق طرق مهم للمشروع الذي انطلق عام 2019 مع وصول الرئيس لمنصبه، إذ يتوجب عليه أولًا إيقاف رحيل النجوم عن الاتحاد وضمان تجديد عقودهم مبكرًا حتى لا يتكرر هذا الموقف مجددًا، والأهم تعويض الراحلين بالشكل الذي يُحافظ على مستوى الجودة حتى لا يتراجع الفريق وخوفًا من عودته لنقطة الصفر من جديد.
