الهلال الاسم الأبرز حاليًا في سوق الانتقالات الشتوية بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، النادي الذي يحاوط كافة منافسيه على لاعبيهم خوفًا من أن يستيقظوا على ارتدائهم القميص الأزرق بشكل مفاجئ.
الزعيم لدغ الاتحاد في يناير الجاري فتعاقد مع ظهيره الأيمن سعود عبد الحميد، وطعن الأهلي فخطف حارسه الأساسي محمد العويس، خطف الظهير الأيسر عبد الرحمن العبيد من النصر، ويقترب من لاعب وسط الاتحاد عبد الإله المالكي، ولا تزال في جعبته المزيد، وبحسب التقارير فإن الجميع سيُلدغ من الزعيم في الشتاء الجاري.
صفقات قوية ولكن..
al hilal Twitterسعود، العويس، العبيد والمالكي أسماء كبيرة لا شك وأصحاب إمكانيات عالية، لكن من قال أن الاسم الكبير وحده يكفي لنجاح أي صفقة بأي نادٍ؟
دفن سعود نفسه في نادٍ يمتلك أربعة لاعبين في مركزه؛ محمد البريك، مد الله العليان، حمد اليامي وأمير الكردي، هل يستطيع الوافد الجديد أن يزيح البريك من مكانه؟
العويس ذهب بقدميه إلى أكثر حارس يحمل ضغينة له في قلبه؛ عبد الله المعيوف، فهو من تحمل انتقادات ومقارنات بينهما، حتى يردد البعض أن حارس الأهلي السابق هو سبب اعتزال حارس الزعيم دوليًا.
هل سيجلس العويس احتياطيًا أم المعيوف؟، أو ربما يطبق الجهاز الفني سياسة التبادل في هذا المركز الحساس؟ وهي السياسة التي أثبتت فشلها في بعض المراكز كحراسة المرمى التي تحتاج الاستقرار.
المالكي – حال صدق التقارير – فإنه ذاهب لمحمد كنو، سلمان الفرج وناصر الدوسري، أيهم سيفرض نفسه؟
أخيرًا العبيد ربما هو الصفقة المنطقية الوحيدة التي أبرمها الهلال حتى الآن، ليحل أزمة مركز الظهير الأيسر التي حملها ياسر الشهراني على عاتقه في السنوات الأخيرة، حتى اضطر الجهاز الفني مؤخرًا لاعتماد ناصر الدوسري؛ لاعب الوسط، في هذا المركز لسد العجز.
جلاكتيكوس ريال مدريد أم ثورة الأهلي؟!
البعض يصف تحركات الهلال في الميركاتو الشتوي الجاري بالتكديس، الهم الأول والأخير له أن يضرب منافسيه دون النظر لمنطقية التحركات والتعاقدات، والبعض الآخر يحتفل بالصفقات ويشيد بقدرات مجلس الإدارة برئاسة فهد بن نافل.
ربما لا يمكننا الحكم حاليًا بصورة واقعية على الصفقات، نعم حتى الآن نرى أنه مجرد تكديس، سيضيع على الكرة السعودية مواهب ونجوم كان الأفضل لهم البقاء في أنديتهم، كونهم يشاركون بشكل أساسي، وهي الفرصة التي قد تكون صعبة بالنسبة له في الزعيم بالوقت الحالي، لكن الملعب سيقول كلمته وما إذا كانت النظرة صحيحة أم مجرد قراءة سطحية للموقف.
هذا الموقف يذكرنا بما حدث في بداية القرن الـ21 في ناديي ريال مدريد الإسباني والأهلي المصري..
Fuente: Getty"جلاكتيكوس" مصطلح يعرفه جيدًا عشاق الكرة الإسبانية، فمن ينسى تحركات الريال في عهد رئيسه السابق فلورنتينو بيريز؟
لويس فيجو، زين الدين زيدان، ديفيد بيكهام، مايكل أوين، روبينيو، سيرخيو راموس، كتيبة الجلاكتيكوس الأول في الملكيـ أحضرها بيريز للريال، واحتفلت الجماهير وتأهبت لحصد البطولات، لكن ماذا كانت الحصيلة؟ نجاحات في أولى السنوات بحصد لقب الدوري المحلي مرتين ودوري أبطال أوروبا مرتين وكأس العالم للأندية، كل هذا تحقق في ظرف عامين، ثم بدأت الإخفاقات تتوالى على النادي رغم وجود هذه الكتيبة فخاصمته البطولات منذ 2004 وحتى 2006.
إذا رددت هذه الأسماء أمام أيٍ من الجيل الحديث من المستحيل أن يصدق أن هذه الكتيبة قد فشلت ولم يحصد من ورائها ريال مدريد النجاحات، ولن يصدق أن مصطلح "جلاكتيكوس" أصبح دليلًا على الفشل.
أسباب عدة كانت سبب فشل الجلاكتيكوس، على رأسها تكديس النجوم والتأثير السلبي لوجود نجوم كُثر دون النجاح في إحداث توازن، فتم دعم مراكز على حساب أخرى.
Twitter/FIFAعلى الجانب الآخر، في الفترة نفسها كان الأهلي المصري يقوم بثورته العظيمة، التي سيطرت على قارة إفريقيا لسنوات فحصدت الأخضر واليابس بقيادة المدرب البرتغالي العظيم مانويل جوزيه.
الأهلي تعاقد مع محمد أبو تريكة، محمد بركات، وائل جمعة، جيلبيرتو، أمادو فلافيو، محمد شوقي وإسلام الشاطر، وغيرهم من النجوم الذين كانوا بمثابة الرعب لفرق إفريقيا.
الهلال يسير حاليًا على نفس الطريق الذي سار عليه ريال مدريد والأهلي في بداية القرن الـ21، وما بين من يرى أنه مجرد فكر جلاكتيكو من فهد بن نافل على غرار فلورنتينو بيريز – مع الفارق الكبير بين نجوم الفريقين – ومن يرى أنها ثورة للهيمنة لسنوات، تبقى الأيام والملعب هما الحكم على خطوات إدارة الهلال الحالية.
اقرأ أيضًا..
العويس .. لن يخسر الأهلي وطامة كبرى على الهلال!
لابد من وقفة .. حل واحد لإيقاف سطوة الهلال والنصر على الدوري السعودي
اكتفى بدور المتفرج .. الدوري السعودي ترك أوروبا تدافع عن حقوقه!
