رغم الهزيمة، إلا أن فريق نادي الهلال ظهر بالمستوى الرائع الذي أحرج به فريق نادي تشيلسي، وهو الأمر الذي جعل الجميع لا يحزن للهزيمة، بسبب الأداء الرائع الذي قدمه الزعيم الآسيوي.
وعكس ما كان متوقعًا، قدم الهلال "بطل آسيا" مباراة للتاريخ أمام تشيلسي الإنجليزي "بطل أوروبا"، حيث كان قريبًا من تحقيق المفاجأة وإحراج أرزق لندن، ولكن هذا هو حال كرة القدم.
وبعد فترة كبيرة من الانتقادات والهجوم من جانب الجماهير، المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم بدأ في جني ثمار ما زرعه بفريق نادي الهلال منذ أن تولى المسؤولية، ليقضي على علقية "يكفينا الأداء المشرف" ويحرج بطل أوروبا أمام أعين العالم!
مباراة تكتيكية عالية قدمها الهلال بقيادة جارديم، سواء على المستوى الدفاعي أو الهجومي، ليفرض الزعيم كلمته في مباراة كان الجميع ينتظر فيها تفوق تشيلسي.
ونستعرض سويًا أبرز النقاط الفنية لمباراة الهلال وتشيلسي، والتي انتصر فيها الأخير بهدف دون رد، ليتأهل إلى نهائي كأس العالم للأندية، ويواجه بالميراس البرازيلي..
كيف استغل تشيلسي الانكماش الهلالي؟
استغل فريق نادي تشيلسي الانكماش والتحفظ الدفاعي للاعبي نادي الهلال خلال الشوط الأول، وذلك بتنويع طرق الهجوم على مرمى عبد الله المعيوف.
التركيز كان على الجانبين الأيمن والأيسر، عن طريق حكيم زياش وكاي هافيرتس، وهو الأمر الذي تسبب في مشاكل دفاعية لفريق الهلال على صعيد الظهيرين محمد البريك وياسر الشهراني.
لاعبو تشيلسي لعبوا على تمرير الكرات خلف دفاعات الهلال، مستعلين تحركات المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي كان دائمًا ما يتحرك خلف الظهيرين، مما خلف إزعاج لدفاعات الهلال.
مدرب تشيلسي بدأ يمنح تعليمات للاعبي الوسط سواء ماتيو كوفاسيتش أو جورجينيو بقطع الكرات من لاعبي الهلال والانطلاق إلى الأمام لدعم الجناحين.
وبالفعل أتت هذه التعليمات بثمارها، بعد أن قطع كوفاسيتش الكرة من لاعب الهلال وانطلق في الناحية اليسرى لفريقه، ليمرر الكرة إلى هافيرتس الذي اخترق منطقة الجزاء وأرسل كرة عرضية نتج عنها هدفًا لتشيلسي سجله لوكاكو.
أخطاء لاعبي الهلال الكبرى!
بالرغم من الضغط الهجومي لفريق تشيلسي بالشوط الأول، إلا أن هناك بعض المشاكل والثغرات الفنية التي كان يجب على الهلال استغلالها بشكل جيد لترجمتها إلى أهداف وهو ما لم يحدث.
من الممكن أن نصف الأمر بقلة ثقة ظهرت على لاعبي الهلال خاصة بالشوط الأول، وهو الأمر نفسه الذي تسبب في كثرة التمريرات الخاطئة وفقدان الكرة بكل سهولة!
عدم تركيز لاعبي الهلال تسبب في منح الحرية للاعبي تشيلسي في بناء الهجمات بسرعة فائقة، حيث كانت سرعة تحول الهجمات من الدفاع إلى مرمى الزعيم تصل من 10 ثواني إلى 15 ثانية بحد أقصى.
وعلى المستوى الهجومي، تركيز الهلال كان على تمرير الكرات إلى موسى ماريجا بشكل أكبر الذي كان يشغل مركز الجناح الأيمن، وبنسبة أقل إلى سالم الدوسري الجناح الأيسر.
البرازيلي ماتيوس بيريرا لم يقدم المستوى المنتظر منه، حيث كان تائهًا بين الدفاع والهجوم، بالإضافة إلى عدم قدرته مواجهة ضغط لاعبي وسط تشيلسي.
كيف صحح جارديم الأوضاع بالشوط الثاني؟
وجدنا وجهًا مغايرًا للهلال، الذي ظهر لاعبيه أكثر ثقة مما جعل نسبة التمريرات الخاطئة تقل بشكل كبير، بالإضافة إلى الاحتفاظ بالكرة كانت نسبته أعلى.
وجدنا ثمار ثقة لاعبي الهلال بأنفسهم على أداء الفريق، وبدأ الزعيم في تنويع الطرق الهجومية والضغط على لاعبي وسط تشيلسي، بالمتألق محمد كنو، والجندي المجهول جوستافو كويلار.
الهلال استطاع أن يتحول من حالة الدفاع إلى الهجوم، بالإضافة إلى استخلاص الكرة بشكل سريع، قبل بناء هجمات مرتدة من جانب لاعبي تشيلسي، وهو ما نجح فيه لاعبي الزعيم.
ولولا تألق الحارس كيبا بالتصدي لأكثر من فرصة للهلال، كانت النتيجة من الممكن أن تكون مفاجأة للجميع، لأن الزعيم كان قريبًا جدًا من هدف التعادل.
أغلق جارديم كل سبل بناء الهجمات لفريق تشيلسي، ومنح لاعبي الهلال التعليمات بزيادة الجرعات الهجومية من أجل تسجيل هدف التعادل، ولكن كانت الأزمة هنا.
الأزمة حقيقية كانت في رعونة لاعبي الهلال داخل منطقة الجزاء، سواء النيجيري أوديون إيجالو، أو موسى ماريجا أو غيرهما.
في النهاية قدم لنا الهلال لوحة فنية رائعة، كان ينقصها فقط النتيجة، ولكن ما تم تقديمه يشير إلى أن الكرة العربية تمتلك فريقًا مشرفًا يستطيع مجاراة أي فريق بالعالم، حتى لو كان بطل أوروبا.
اقرأ أيضًا ..
رفعوا الرأس ويخشون "طقطقة" النصر .. ردود الفعل على مباراة الهلال وتشيلسي
تشيلسي للزعيم: الوعد اليوم .. وهلالي: المباراة بالغد، لا تجون!




