قنبلة فجرها مانشستر يونايتد خلال هذا الصيف، بإبرام صفقة الموسم عن طريق التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من يوفنتوس.
صفقة تكلفتها قليلة ولكن قيمتها عظيمة بكل تأكيد، لأن رونالدو بلا شك من عظماء اللعبة، ولا يزال في قمة مستوياته وعمره 36 سنة.
عودة رونالدو إلى بيته القديم الذي غادره في 2009 تحمل بعض المشاعر المختلطة، منها السعادة برجوعه وتساؤلات، هل هو نفس اللاعب الذي ترك أولد ترافورد إلى ريال مدريد؟
الدولي البرتغالي تمت مقارنته كثيرًا بمحمد صلاح، الجناح المصري الذي تفوق على العديد من أساطير اللعبة رقميًا مع ليفربول ومنهم رونالدو.
ولذلك هذه العودة تعني إعلان التحدي لنجم مانشستر يونايتد في هذه المقارنة، لينهي عمله الذي بدأ في 2003 وانتهى بصورة مؤقتة في 2009.




لماذا ظهرت المقارنة؟
(C)Getty Imagesمسيرة صلاح اتخذت مسارًا آخر بعد انتقاله إلى الفريق الإنجليزي في 2017، حيث تحول من مجرد موهبة ولاعب جيد إلى أحد أهم النجوم في العالم.
جماهير اللعبة تحب دائمًا المقارنات، رونالدو نفسه دخل في مقارنة مع واين روني خلال تواجدهما في مانشستر يونايتد، وصلاح كذلك مع ساديو ماني.
صلاح حقق الدوري الإنجليزي، دوري أبطال أوروبا، كأس العالم للأندية، السوبر الأوروبي مع الريدز طوال مشواره في أنفيلد حتى الآن.
وفرديًا حاز على الحذاء الذهبي مرتين، وجائزة أفضل لاعب مرتين وأفضل لاعب في أفريقيا مرتين أيضًا، وهو ما يعكس مدى التفوق الذي أظهره اللاعب.
وأما رونالدو فقد حصل على الحذاء الذهبي في 2008 مع مانشستر يونايتد، والكرة الذهبية، وهداف دوري أبطال أوروبا.
ومن الناحية الجماعية فاز بالدوري الإنجليزي 3 مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة ودوري أبطال أوروبا مرة وكأس الرابطة مرتين وكأس العالم للأندية مرة واحدة وكأس الدرع الخيرية مرتين.
ظهور المقارنة يبدو منطقيًا باعتبار أن رونالدو كان جناحًا في مانشستر يونايتد ونفس الأمر لصلاح مع ليفربول، الصعود المذهل للأخير جعل البعض يؤكد أنه تفوق على نظيره البرتغالي في وقت اقصر.
أسلوب رونالدو مع مانشستر كان مختلفًا عن صلاح، حيث كان يميل إلى المراوغة والمشاركة في صناعة اللعب بجانب النواحي التهديفية، ولكن مهمة صلاح مباشرة بشكل أكبر، وللمفارقة أن رونالدو اتبع هذا الأسلوب المباشر منذ سنوات مع يوفنتوس وريال مدريد.
لمن الأفضلية؟
Getty/Goal compositeالجوائز الفردية والجماعية تبدو إلى حد كبير لصالح رونالدو، الذي يمكنه إضافة المزيد بكل تأكيد ولكن صلاح تفوق على النجم البرتغالي في بعض الجوانب.
الدولي المصري سجل 99 هدفًا وصنع 40 في 161 مباراة فقط لعبها مع ليفربول منذ انضمامه للفريق الإنجليزي في بطولة الدوري.
وأما رونالدو فقد أحرز 84 هدفًا وصنع 45 في 196 مباراة بنفس المسابقة، وهو ما يعني تفوق صلاح في عدد أقل من المباريات التي ظهر بها.
Gettyوبشكل عام أهداف رونالدو المسجلة مع مانشستر يونايتد وصلت إلى 118 هدفًا في 292 مباراة بكل المسابقات.
وعلى الجانب الآخر يتفوق صلاح بشكل عام، حيث أحرز 127 هدفًا في 206 مباراة في كل المناسبات مع الريدز.
التحدي المنتظر
(C)Getty Imagesالفارق بين الثنائي ليس كبيرًا ويمكن لرونالدو التغلب عليه وحسم المقارنة لصالحه، بسبب توافر الإمكانيات المتاحة له في مانشستر يونايتد والنجوم الذين يلعبون من حوله.
يجب الأخذ في الاعتبار أيضًا أن رونالدو حقق هذه الأرقام وهو يلعب كجناح، الآن يعود وهو مهاجم صريح لذلك من المتوقع زيادة معدله التهديفي بشكل كبير.
وماذا عن صلاح؟ النجم المصري يمكنه إضافة المزيد لرصيده، وسيكون من المثير الطريقة التي سيتعامل بها مع هذه المقارنة خلال تواجد رونالدو في الدوري الإنجليزي.
Gettyوفي الحقيقة فإن وجود البرتغالي قد يزيد الدوافع لدى صاحب الـ29 لتقديم المزيد، لأنه بطبيعته يعشق التحديات وتحطيم الأرقام القياسية.
فكرة التغلب على أحد أساطير اللعبة رقميًا، ستزيد من رصيد صلاح كأحد أهم اللاعبين في أوروبا بالعصر الحديث، لذلك سيكون هذا التحدي الجديد مثيرًا للاهتمام.
صلاح سبق أن كسر بعض أرقام رونالدو، وأهمها كان في موسم 2017/2018، عندما سجل 32 هدفًا في موسم واحد بالدوري الإنجليزي، ليحطم رقم رونالدو الذي حققه في 2007/2008 وفاز من خلاله بالكرة الذهبية.
وهو ما يأخذنا أن تألق صلاح هذه المرة ووصوله لنفس مستوى هذا الموسم، يمكنه أن يزيد حظوظه في الفوز بالكرة الذهبية، ولكن هذه المهمة تبدو أكثر صعوبة الآن من التفوق على رونالدو.
اقرأ أيضًا ..
