"هل تتذكر كيف كنا نقول دائمًا أنك تتسبب لنا في الألم؟ وأنك أسوأ كلب في العالم؟ لا تصدق ذلك ولو لدقيقة واحدة، نحن لم نكن لنجد أفضل منك"، تلك الكلمات البسيطة التي ودع بها أوين ويلسون الممثل الأمريكي كلبه في فيلم "مارلي أند مي" هي الأصدق في التعبير عن معرفة الإنسان لقيمة الشيء عندما يفقده.
الأمر نفسه يتكرر في كرة القدم لكن بصورة مختلفة، عندما يقدم اللاعب مستويات قد تراها الجماهير بعيدة عن المأمول ثم يغيب للإصابة أو للرحيل وتدرك قيمته تجد هؤلاء الذين كانوا يشكون على طول الخط يبكون غياب ذلك اللاعب أو رحيله.
وضع اقتصادي مريع في برشلونة .. النادي مدين لميسي بـ 63 مليون يورو من راتبه!
هذا العام يتكرر الأمر مع الإسباني جيرارد بيكيه، التي كانت جماهير برشلونة تراه في أحيان كثيرة عبء على دفاع النادي الكتالوني، لكن بمجرد إصابته وغيابه لأشهر وجدوا أنفسهم في ورطة.
بيكيه ليس المدافع الوحيد الأول في فريقه الذي تسببت الإصابات هذا الموسم في ابتعاده لفترة طويلة عن الملاعب، ففيرجيل فان دايك حالة مقاربة له.
النجم الهولندي هو المدافع الأول في فريقه، ووجود يعني المزيد من الطمأنينة بشكل تلقائي، مع الفارق في تقدير جماهير الريدز له أكثر من الطريقة التي تعامل بها جماهير برشلونة بيكيه.
لكن أي من اللاعبين كانت إصابته أكثر تأثيرًا على ناديه خلال الأشهر الماضية؟ جيرارد بيكيه أم فيرجيل فان دايك؟ ذلك ما سنحاول الوصول له فيما يلي:
بيكيه ومعضلة دفاع برشلونة المستمرة منذ سنوات
يعاني برشلونة بالفعل في وجود بيكيه منذ سنوات على المستوى الدفاعي، بالتحديد منذ بدء نيل الإصابات من القائد المعتزل كارليس بويول.
الأمر أصبح سيئًا للغاية بتراجع مستوى ماسكيرانو ثم رحيله، ثم الإصابات المتكررة لصامويل أومتيتي حتى أصبح القوام الأساسي لدفاع الفريق الكتالوني هو بيكيه وبجواره لونجليه أو لاعب آخر شاب حال كان الفرنسي الآخر مصابًا.
Goal/Gettyومع إصابة بيكيه مطلع هذا الموسم أصبح قلب دفاع برشلونة دون قائد حقيقي، وظهرت القيمة الحقيقة لجيرارد.
قلب دفاع برشلونة الآن مكون من لاعبين من فرق الشباب وآخرين فرنسيين تتبادل عليهما الإصابات الأدوار، وأحدهما لا يستطيع اللعب لمباراتين على التوالي!
تأثر واضح ولكن!
برشلونة في غياب بيكيه تأثر بشكل واضح ورأينا هلهلة دفاعية لفترات طويلة قبل الاستقرار في الفترة الأخيرة، والذي لم يخلو من نتائج سلبية عديدة أيضًا.
النادي الكتالوني لعب 20 مباراة في غياب بيكيه، حقق الفوز في 14 منهم، بنسبة انتصار 70% وتلقت شباكه 17 هدفًا في تلك اللقاءات.
Goal/Gettyالغريب في الأمر وبالرغم من شكل الدفاع الذي أصبح أضعف في غياب بيكيه، أن أرقام الخط الخلفي في برشلونة أفضل بشكل واضح في غيابه.
فالفريق في وجوده خاض عشر مباريات فاز في خمسة فقط، وتلقت شباكه 11 هدفًا، بمعدل 1.1 هدف في المباراة الواحدة.
فان دايك وأسطورة تحويل ليفربول لفريق بطولات!
قبل قدوم فيرجيل فان دايك لصفوف ليفربول كان الفريق كسيارات فترة بداية الألفينات بمحركات نفاثة، وهيكل بلاستيكي ضعيف.
الفريق قبله كان في مكان آخر تمامًا غير ذلك الذي انتقل له عندما انضم من صفوف ساوثامبتون، وأصبح يملك أفضلية واضحة على المنافسين بوجوده.
Goal/Gettyوبعدما تعرض للإصابة فان دايك تماسك ليفربول لفترة لم نكن نتخيل أن تحدث قبل أن ينهار الفريق بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة.
النتائج هي خير دليل على تلك الكلمات، فبعد أن استعاد الفريق على قمة ترتيب الدوري الإنجليزي واستمر عليها لأسابيع وجدناه فجأة يسقط للمركز الرابع قبل أن يعود بعد لقاء وست هام بالأمس للمركز الثالث عقب تعثر ليستر سيتي.
أرقام خادعة!
بالنسبة لفان دايك فأرقام ليفربول في غيابه ووجوده خادعة للغاية، فالفريق خاض ثمانية لقاءات قبل إصابته لعبهم وفازوا في أربعة منهم فقط.
تلقت شباك الفريق 16 هدفًا في تلك المباريات، لكن سبعة من تلك الأهداف جاءت من أستون فيلا في مباراة واحدة لم يكن ليفربول فيها بيومه أبدًا.
Goal/Gettyفي المقابل تلقت شباك ليفربول 18 هدفًا في 24 مباراة غاب عنها فيرجيل فان دايك حتى اليوم في الموسم الجاري.
شر لابد منه!
هل يُكرر كلوب سنواته الأخيرة "الفاشلة" مع ليفربول؟ الوضع لا يبدو نفسه!
في النهاية من المؤكد أن إصابة فان دايك وبيكيه قد أثرت بشكل واضح على ليفربول وبرشلونة في الأشهر الماضية، والمؤكد بشكل أكبر أن وجودهما كان سيحسن النتائج ولو بشكل طفيف.
لكن لتنظر جماهير الناديين للنصف الممتلئ من الكوب وتفهم مزايا إصابة الثنائية، ففي برشلونة صعد لاعبين شابين، حتى لو لم يستمرا في الفريق الأول فالإدارة تستطيع الاستفادة منهما ماديًا بشكل أفضل بعد أن خاضا كل تلك الدقائق في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
وعاد الهولندي رونالد كومان مضطرًا للاعتماد على صامويل أومتيتي الذي بدأ في استعادة مستواه من جديد بعدما كان ضمن المنبوذين في الصيف الماضية وعلى بعد خطوات من الخروج.
أما بالنسبة لليفربول فالأمر مماثل، بالرغم من اعتماد يورجن كلوب على الشباب بشكل أقل من نظيره رونالد كومان في مركز قلب الدفاع.
لكن المدرب الألماني اكتشف القدرات الدفاعية الكبيرة للثنائي فابينيو وجوردان هندرسون، وأصبح يملك بدل البديل الواحد ثلاثة وأربعة في نفس المركز.




