مثل سوبر مان ...
لاعب نقل فريق بحجم مانشستر يونايتد من حال إلى حال، تطور الوضع كثيرًا بوجوده وأصبح قطعة أساسية تحرك وتغير وتتحكم في سير المباريات، يجلس بديلًا فيعجز الشياطين عن التسجيل وحينما يشارك يقلب الطاولة.
بالطبع تعرض للسخرية والانتقادات، حتى أنّه اتهم بالغياب في المباريات الكبيرة اعتمادًا على إحصائية عدم التسجيل أو الصناعة في تلك المواجهات، لكنّ الرد جاء بإقصائه الغريم ليفربول من بطولة الكأس.
برونو فيرنانديش، لاعب مانشستر يونايتد ومنتخب البرتغال، والذي يمكن اعتباره نقطة تحول بارزة مع الشياطين الحمر وأفضل الصفقات التي دخلت مسرح الأحلام ربما منذ رحيل السير أليكس فيرجسون.
ورغم تألقه مع مانشستر يونايتد وتفوقه في الدوري الإنجليزي، لم يظهر برونو مع البرتغال بالشكل ذاته، بل اضطر سانتوس حتى لعدم البدء به في مباريات بالنسخة الحالية من يورو 2020 وحينما شارك ضد بلجيكا لم يمتلك الحل السحري ولم ينقذ بلاده.
لماذا تألق برونو في مانشستر يونايتد وتراجع في البرتغال؟ وهل يعد اللاعب مجرد فقاعة صنعها غياب النجوم في مسرح الأحلام؟
هل برونو مانشستر يونايتد هو سوبر مان؟
اختصار برونو فيرنانديش في أنه مسدد ضربات الجزاء وفقاعة لا يظهر في المباريات الكبيرة فهو أمر ظالم تمامًا خاصة بعد المستوى الذي ظهر به في الموسم المنصرم مع مانشستر يونايتد.
برونو أصبح لاعب حرًا تمامًا هجوميًا وأقرب إلى صانع لعب ويتحرك بأريحية تمامًا في المنطقة 14 في عمق الملعب، ولو نظرنا لمعدلاته التهديفية نجد أنّها أكثر من المتوقع بنحو هدفين وحتى معدلات الأهداف المصنوعة كذلك.
نرى صانع ألعاب يسجل بمتوسط هدف في كل مباراتين ويصنع بمعدلات مرتفعة أيضًا وفي المجمل نجد أنّ أرقام برونو ربما ليست خارقة مقارنة بصناع اللعب أمثال كيفين دي بروينه أو ليونيل ميسي لكنّها متوازنة، مما يجعله قادرًا على القيام بأكثر من دور بشكل جيد.
برونو أيضًا هو الأكثر ثباتًا على مستواه في مسرح الأحلام، فربما يمتلك بول بوجبا إمكانيات أعلى لكنّه اللاعب الذي لا يمكن توقع تواجده باستمرار في كل الأوقات.
Goalلماذا يظهر برونو وكأنّه سوبر مان؟
منذ فترات طويلة وتوقف المحللون عن التعامل مع اللاعبين على أنهم مجرد أفراد يعملون بشكل مستقل دون النظر إلى أي معايير أخرى، فاللاعب هو جزء من المنظومة والمنظومة تؤثر كثيرًا على تألقه وتراجعه ولذلك هناك بعض النجوم الذين لا يناسبون منظومة محددة وينجحون في أخرى، وهكذا.
برونو قدّم هذه الإضافة لمنظومة سولشاير في مانشستر يونايتد، وكان مؤثرًا وحاسمًا نظرًا للأدوار المطلوبة منه ومع فلسفة لعب تحتاج لذلك اللاعب تحديدًا.
نتحدث عن لاعب قادر على الركض في المساحة أمام المرمى، يتحرك بصورة جيدة بين الخطوط ويتواجد دائمًا كلاعب إضافي يمنح لزملائه حرية التمرير والحركة، ولذلك تألق وأبدع وصنع الفارق.
لكن ما يعيبه هو أنّ أرقامه فيما يتعلق ببناء الهجمات ضعيفة نوعًا ما وهذا يعني أنّه من اللاعبين الذي يفضلون الحرية الهجومية وشكل مع بوجبا ثنائية قوية لدور الأخير في بناء اللعب والعودة للخلف للخروج بالكرة، وهنا مربط الفرص.
سوبر مان يخشى الكريبتونيت
Gettyالوضع في البرتغال مختلف تمامًا، فنحن نتحدث عن مدرب يفضل التواجد في المناطق الخلفية مع الاعتماد على الأطراف في عملية التحول وقدرة كريستيانو رونالدو على حسم الفرص.
وبالرغم من أنّ سانتوس يعتمد على رسم 4-2-3-1 وبرونو بمهام صانع الألعاب الصريح وبالتالي لديه الحرية الهجومية، لكنه اعتمد على كارفاليو ودانيلو كمحاور وكلاهما غير قادر على القيام بنصف دور بوجبا حتى.
لو قررنا العودة للوراء قليلًا، نجد أنّ الطاقم التدريبي بالكامل لمنتخب البرتغال متواضع فنيًا للغاية واعتمد كثيرًا على أن المنتخب هو فريق Underdog غير مرشح لحصد أي شيء وحينما تُوّج بيورو 2016 وصل المدرب لمكانة لا يستحقها.
الآن البرتغال اختلفت؛ المنتخب صار كثير المواهب في كل المراكز تقريبًا ولن ينجح أبدًا كفريق Underdog وسياسة التحولات فقط غير كافية، لذلك كان يجب الاستفادة من باقي العناصر.
برونو كان قادرًا على لعب دور أفضل في منظومة مختلفة، وربما لو شارك كثيرًا بجوار سانشيس ولعب بيرناردو في الوسط بدلًا من الأطراف لكن وضعه أفضل.
وبالنظر إلى البرتغال ككل، فبرونو ليس الوحيد المظلوم، فموهبة مثل جواو فيليكس لا يجد لنفسه مكانًا كمهاجم ثان لأن المنظومة التي وضعها سانتوس لا تناسبه وبالتالي لا يقدم أفضل ما لديه، وهكذا!
وأخيرًا، فكل شيء حينما يُوضع في إطاره الصحيح يظهر بأفضل شكل ممكن، وحينما يحيد عنه تظهر العيوب والأزمات!
اقرأ أيضًا:-
إنجلترا نحو لقب اليورو .. برتغال من دون رونالدو وساوثجيت يغسل عاره
يورو 2020 | مجموعة الموت .. لم يعش أحد!
جول بيديا | لماذا يقام كأس العالم وبطولة يورو كل أربع سنوات؟


