Augusto Pinochet Chile v URSS WC Qualifying 1973

السياسة في المونديال | تشيلي تواجه "الفريق الشبح" في تصفيات كأس العالم


بقلم    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر

كما أن كل ديكتاتور في أوروبا حاول الاستفادة من كرةالقدم لتحقيق مجد شخصي أو بسط شعبيته، دول أمريكا اللاتينية عانت الأمر ذاته.

من هتلر في ألمانيا وموسوليني في إيطاليا وفرانكو في إسبانيا، حتى نصل إلى تشيلي مع ديكتاتور جاء بانقلاب عسكري ويسمى بينوشيه.

وبعد استعرض ما حدث في الأرجنتين بمونديال 1978 وما فعله موسوليني لإيطاليا في 1934 و1938 نعود للأراضي اللاتينية بقصة تتعلق بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم في 1974.


الانقلاب يبدأ قبل المباراة


Augusto Pinochet Chile v URSS WC Qualifying 1973

في 11 سبتبمبر عام 1973، أسقطت القوات المسلحة التشيلية بقيادة أوجستو بينوشيه رئيس البلاد سيلفادور ألليندي وتولى الرئاسة.

ومثل أي انقلاب عسكري، بدأ بينوشيه أيامه الأولى في الحكم باعتقال رموز المعارضة والزج بهم في السجون، حتى وصل عددهم في أول أسبوع له إلى 40 ألف أغلبهم في سجن "سانتياجو" الوطني والذي لا يبتعد كثيرًا عن ملعب المنتخب في العاصمة.

واجه الانقلاب الوليد مباراة الملحق بين تشيلي والاتحاد السوفيتي والذي كان من المفترض أن تقام مباراة الذهاب بعد أسبوع واحد فقط في العاصمة الروسية موسكو، وبالطبع سافر اللاعبون إلى هناك 


السياسة تضرب فريق تشيلي


URSS Chile 1973, repechaje

اللقاء الأول كان في روسيا، وهناك واجه لاعبو تشيلي أزمات عديدة بدأت في المطار بإيقاف بعض لاعبيه واحتجازهم بحجة أنّ شكلهم لا يشبه الصور الموجودة في جواز السفر.

ويرى ليوناردو فيليز، لاعب تشيلي، ما حدث وقتها بقوله: "أوقفوني في المطار أنا وزميلي ألياس والسبب أنني حلقت شاربي قبل المباراة، كما أنّ شعر زميلي كان أطول مما في الصورة".

الجمهور أيضًا كان جافًا جدًا مع لاعبي تشيلي وشعر اللاعبون بأنهم غير مرحب بهم في الاتحاد السوفيتي.

ولكن على الميدان لم يسجل أحد أي أهداف لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي على أن تقام مباراة الإياب 21 نوفمبر في ملعب "سانتياجو". 


مباراة ضد أشباح


هذا هو الوصف الأمثل لما حدث في المباراة، لكن تشيلي واجهت نفسها في الملعب.

ما حدث أن الكرملين أصدر قرارًا بعدم سفر المنتخب السوفيتي لخوض مباراة الإياب ضد تشيلي رفضًا لديكتاتورية بيونشيه.

الاتحاد التشيلي طلب اعتبار منتخب بلاده متأهل بسبب انسحاب السوفيت، لكن الفيفا أصّر على خوض المباراة وتسجيل هدف على الأقل ليتأهل اللاروخا.

وهذا بالضيط ما حدث. 17 ألف متفرج حضروا اللقاء لمشاهدة 11 لاعبًا من تشيلي يمررون الكرة حتى سجل قائدهم فرانشيسكو تشاماكو الهدف وتتأهل تشيلي رسميًا لمونديال ألمانيا.

جدير بالذكر أن تشيلي قدّم مستوى متواضع في كأس العالم 1974 وودع البطولة مبكرًا.

إعلان