منصور بن مشعل - مرتضى منصور

منصور بن مشعل ومرتضى منصور.. وجهان لعملة واحدة

يقولون في كتب فن الإدارة "تجنب الملاحظات التي تحرج مرؤوسيك علنًا أو تخجلهم"، "إلقاء موعظة بتصرفاتك أفضل من إلقائها بشفتيك"، عبارتان لا يعرف عنهما أي شيء سواء الأمير منصور بن مشعل؛ المشرف العام على الكرة بنادي أهلي جدة السعودي أو المستشار مرتضى منصور؛ رئيس نادي الزمالك المصري..

تصرفات الثنائي متشابهة إلى حد كبير، كلاهما يعشق الخروج عبر شاشات التليفزيون لإطلاق التصريحات الرنانة والمثيرة للجدل، وكأن ليس المهم بالنسبة لهما هي مصلحة ناديهم، إنما اعتلائهم لعناوين الأخبار هو الأهم، نأسف لقول هذا على اثنين من مسؤولي ناديين من أكبر أندية الوطن العربي، لكن تصرفاتهما وأحاديثهما هي ما تجعلنا نقولها بكل أريحية.

منصور بن مشعل ومرتضى منصور كلاهما هاجم جمهور ناديه علنًا دون أي خجل، كلاهما هاجم مدربي الفريق عبر البرامج التليفزيونية، كلاهما هاجم رؤساء ناديه السابقين وشكك في ذمتهم المالية، كلاهما هاجم بعض لاعبي فريقيهما، وأخيرًا كلاهما يطيح بأيٍ من مسؤولي الناديين من منصبه إذا لم يطيعونهما، بحجج قانونية.

مفهوم الحديث بالغرف المغلقة غير موجود تمامًا في قاموس الأمير أو رئيس القلعة البيضاء، يهويان استعراض عضلاتهما عبر البرامج، في طريقة لا تعبر على الإطلاق عن كم الخبرات التي يمتلكها الثنائي.

أحمد الصائغ.. إقالة من رفض أن يكون عروس ماريونت في يد ابن مشعل!

الأمير منصور بن مشعل

منصور بن مشعل يكيل الاتهامات إلى رئيس النادي الجداوي السابق أحمد الصائغ، لمجرد معارضته في قرار إقالة المدرب الكرواتي برانكو، حتى أطاح به من مقعده، بحجج قانونية، ما كان ليلجأ إليها إذا لم تحدث المعارضة من الصائغ.

لم يكفِ الأمير إطاحته بالصائغ، لكنه خرج بعد رحيله مبررًا اعتراض الجماهير على عدم إبرام صفقات قوية في يناير الماضي، بأنه بالفعل كان في مفاوضات مع لاعبين على مستوى عالٍ، لكن تأخر الصائغ في الرحيل، لم يمكنه من إبرام هذه الصفقات، أي حجة هذه التي لا تدخل إلى عقل طفل صغير؟!، فقط يريد أن يحمل الرئيس السابق مسؤولية كل شيء خطأ يحدث في النادي!

مرتضى منصور

على الجانب الآخر، حدث ولا حرج عن قرارات مرتضى منصور التي لا يُقال عنها سوى أنها هوجاء، حتى أن جمهور ناديه أصبح لا يصدقه في أي قرار يتخذه، لعلمه التام بمدى تسرعه وعشقه لخطف الأنظار إليه، ثم يعود ويتراجع عن كل القرارات التي أعلن عنها عبر البرامج قبل مناقشتها في الغرف المغلقة مع أعضاء مجلسه، لم يفلت من تحت يده إلا قرارات بسيطة لا يتراجع عنها.

الحديث عن رئيس القلعة البيضاء وقراراته الهوجاء يحتاج لمجلدات لسردها، وإن كان الأمر أقل حدة عند منصور بن مشعل إلا أنهما يبقيان وجهان لعملة واحدة، لا تعرف شيء عن "فن الإدارة".

أي عمل إداري ناجح يُبنى على الاستقرار والهدوء والقرارات الحكيمة غير المتسرعة، لا نطلب من ابن مشعل ومرتضى أن يكونان مثل مسؤولي الأندية المنافسة للراقي والفارس الأبيض، لأن شخصيتهما بالطبع لن تتقبل ذلك، لكن عليهما إعادة النظر في طريقة إدارتهما للأمور والتحلي بحكمة أكثر، حتى أن عليهما نهائيًا الكف عن الحديث في البرامج إلى أن يتمكنا من ضبط النفس بالقدر الذي يجب أن يكون عليه مسؤوليْن في ناديين بحجم الأهلي والزمالك.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0