صراع الهلال "الخفيّ" وضحية السوشيال ميديا .. أزمات الكبار "خارج الملعب" تمنح أندية الوسط فرصة ذهبية!

هذا نادي الهلال، الذي كانوا يتغنّون باستقراره وقطع جذور أي خلافات داخلية من وأدها، اليوم، بات يشهد أحداثًا تنذر بوجود صراع محتمل، وإن كان غير مّعلن عنه، بين الأمير نواف بن سعد، رئيس مجلس إدارة شركة النادي، وأسطورة الزعيم، سامي الجابر.

وأثار الجابر جدلًا كبيرًا بسبب هجومه المتواصل ضد الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، رغم أن الزعيم حقق مؤخرًا سلسلة انتصارات متتالية، سواءً محليًا أو قاريًا، إلا أن الجابر كان ينتقد طريقة لعب الأزرق "الدفاعية"، الأمر الذي بلغ به حد السخرية من عدم الاستعانة بالمرحوم عبد الله الشريدة، في مباراة الديربي أمام الشباب.

ورغم دفاع البعض عن الجابر، باعتباره رأي موضوعي أيده بعض المحللين والنقاد، برفض طريقة إنزاجي الدفاعية، إلا أن البعض الآخر ألمح بأن خروج التصريحات الهجومية على لسان الجابر، قد يحمل أبعادًا أكبر منها داخل الملعب، في ظل الخلافات السابقة بين الطرفين، منذ أن تولى الجابر رئاسة الهلال، بعد رحيل الأمير نواف بن سعد في ولاية سابقة.

وقال الجابر إن شركات التدقيق المالي للتقارير الخاصة بالهلال، خلال فترة رئاسته، قدمت تقريرًا يفيد بوجود مبلغ 170 مليون ريال غير مدققة، كما قامت الشركات برفع النتائج للهيئة العامة للرياضة (وزارة الرياضة حاليًا)، ليردّ ابن سعد باللجوء إلى القضاء، فيما قررت المحكمة الجزائية في فبراير 2020، بمعاقبة الجابر بغرامة مالية قدرها 50 ألف ريال، للحق العام، والاعتذار العلني، بداعي الإساءة لابن سعد، دون وجود دليل.

على صعيد آخر، زاد الأمير نواف بن سعد، من الجدل، عندما صرّح بأن هناك بعض النقاط الذين كانوا يمتدحون إنزاجي، قبل أن يتولى - ابن سعد - رئاسة الهلال، ولكنهم أصبحوا يهاجمونه الآن، ليثير التساؤلات هو "المقصود" من حديثه.

أما عن النصر، فرغم أن الفريق يحقق أفضل انطلاقة في تاريخه بدوري المحترفين السعودي، فضلًا عن اعتباره أحد أبرز المرشحين للقب دوري أبطال آسيا 2، بعد تحقيق العلامة الكاملة، في أولى 4 جولات، إلا أن هناك أمور خارجية قد تؤثر بشأنها على مسيرة الفريق.

النصر أقحم نفسه في أزمة "المواليد"، بعدما أصدر بيانًا رسميًا، أعرب فيه عن اعتراضه الشديد على التعديلات المقترحة في لوائح اللاعبين الأجانب تحت 21 عامًا، من فئة "المواليد"، في الفترة الشتوية، مشيرًا إلى أن هذا القرار يهدد نزاهة وعدالة المنافسة، ويخدم مصالح نادٍ محدد، دون الإشارة إلى هويته.

ورغم حق النصر في الانتقاد، ورسائل الإشادة بـ"شجاعة" الإدارة، إلا أن تقارير إعلامية أفادت بأن الاتحاد السعودي لم يطرح - من الأساس - أي أطروحة حول الأجانب، منذ آخر يوم في الميركاتو الصيفي، كما تم نفي ما يتم تداوله حول وجود تصويت على قرار لاعبي المواليد، بالإبقاف أو الإلغاء.

ورغم الأداء المتميز لكتيبة جورج جيسوس، وحسم عدد من المباريات بنتائج كبيرة، إلا أن ذلك يبدو أنه لم يقنع عددًا من النقاد الذين قالوا إن النصر "لا يملك شخصية البطل"، التي تقوده للمنافسة على لقب الدوري.

ليس ذلك فحسب، بل إن الإعلامي سعود الصرامي، قال إنه - رغم البداية القوية للأصفر - إلا أن فوزه بالدوري "مستحيل"، كونه معتاد على تقديم كرة ممتعة منذ عام 2018، ولكنه لا يفوز بالألقاب.

أما عن الأهلي، فإن بطل النخبة الآسيوية، بات أشبه بوحش مقيد من أطرافه، في ظل كثرة الأزمات الخارجية التي يعاني منها، منذ بداية الموسم.

المتحدث الرسمي السابق، فيصل زيد، لخّص أزمات الأهلي الخارجية، في رسالة إنذار للإدارة، بعدم الانسياق خلف الأمور التي قد تبعد الفريق خارج الملعب، بعد فوزه بالنخبة الآسيوية والسوبر.

واستشهد زيد بقضية فراس البريكان وشكوى الفتح، والاعتراضات على "جدولة" الدوري، ووضع مباراة الهلال قبل مواجهة بيراميدز، والأخبار المتداولة بشأن "نجم محلي" في الأهلي، قد يكون تحت أنظار نادٍ جماهيري في الفترة المُقبلة، بعد اعتزال نجم دولي كبير بعد كأس العالم 2026.

أضف إلى ذلك، مطالبة نادي القادسية، لمركز التحكيم الرياضي، بإعادة نهائي كأس السوبر السعودي، وسحبه من الأهلي، بداعي قرارات لجنة الاستئناف التي أعقبت انسحاب الهلال من البطولة، واعتباره خاسرًا من القادسية بنتيجة (0-3) في نصف النهائي.

وكان اتحاد الكرة قد وجه الدعوة إلى الأهلي للمشاركة في كأس السوبر، بعد انسحاب الهلال، قبل أن يحقق الراقي المفاجأة، باكتساح القادسية في نصف النهائي (5-1)، ثم الفوز على النصر في النهائي بركلات الترجيح، ليحصد اللقب.

من الطبيعي أن تصير العيون على الاتحاد، باعتباره حامل لقبي دوري روشن وكأس خادم الحرمين الشريفين، إلا أننا نشاهد نسخة "جريحة" تنذر بعودة سيناريو 2023 "المأساوي" للعميد مع مارسيلو جاياردو.

فهد سندي، رئيس مجلس إدارة شركة نادي الاتحاد، أراد أن يكون التواصل مباشرًا بينه وبين جماهير "السوشيال ميديا"، إلا أن الأمر انقلب عليه، خاصة في ظل النتائج المتذبذبة للعميد منذ بداية موسم 2025-2026.

أحيانًا إجابات سندي على أسئلة الجماهير، لا تقدم الإجابة الواضحة التي تحسم الجدل، كما حدث مع ملف الرحيل "المحتمل" للمدير الرياضي رامون بلانيس.

وعبر السوشيال ميديا، اعترض سندي على "أخطاء التحكيم" في كلاسيكو الهلال، ورد على رسائل الهجوم حول طريقته في الإدارة، ورفض سياسة البيانات، إلا أن سلوك رئيس الاتحاد، عرّضه أيضًا للانتقادات، خاصة وأن النادي يملك متحدثًا إعلاميًا، من شأنه الرد على الشائعات والأمور الجدلية.

وها هو سندي يشير إلى "مضايقات" الجماهير، عبر السوشيال ميديا، والتي بلغت حدّ الرسائل المؤذية، بين تهديد وسب وقذف وتنمر وتهكم، وتأثر أبنائه مما يقرأونه من تلك الرسائل.

كي تكون بطلًا، يجب أن تتمتع بـ"النفس الطويل"، داخل الملعب وخارجه، هذا الدرس الذي طالما تعلمناه من كرة القدم.

ولكن، أن تصل إلى منصات التتويج أيضًا، يجب أن تتمتع بـ"الاستقرار"، وهذا هو التحدي الأبرز أمام كبار دوري روشن، في ظل الأزمات الخارجية التي ظهرت على السطح مؤخرًا، في ظل وجود فرق أخرى "تعمل في صمت".

ورغم وجود القادسية الذي كان على مقربة أيضًا من حصد بطولة في الموسم الماضي، إلا أنه - أيضًا - أقحم نفسه في أمور خارجية، تتعلق بشكواه حول كأس السوبر السعودي التي ذكرتها سلفًا.

المثال الأبرز على حديثي هو نادي "التعاون"، الذي عوّض "هزة البدايات" بخماسية النصر، ليزحف إلى الوصافة بـ7 انتصارات متتالية، وأيضًا نادي الخليج، الذي يمثل تهديدًا حقيقًا للكبار، بعد اكتساح الشباب وفوز كان قريبًا من الاتحاد، قبل "الريمونتادا التاريخية" بالعودة في آخر دقيقة، في مباراة الـ(4-4).

خلاصة القول، إن تكرار الأزمات الخارجية، فضلًا عن التوقفات العديدة على مدار الموسم، وبطولات المنتخبات، تجعل هذا الموسم أصعب من ذي قبل، وقد تحمل البشرى لأندية الوسط، بمقارعة الكبار، وإن لم يكن بالفوز بالألقاب، فبالتأهل إلى البطولات الآسيوية في الموسم المُقبل.