برشلونة ضد أولمبياكوس | كلمة سر من 6 حروف تحسم موقعة "محفوفة بالمخاطر".. وكابوس "خفي" يفزع فليك قبل الكلاسيكو

"لو كان برشلونة يواجه فريقًا أفضل لواجه مشاكل أكبر الليلة"، هكذا يمكن تلخيص مباراة برشلونة وأولمبياكوس بكل بساطة. النادي الكتالوني خرج فائزا بثنائية نظيفة في الشوط الأول، رغم عدم تقديم الأداء الذي يبرر ذلك.

جاء الشوط الثاني، وقلص أولمبياكوس الفارق في الدقيقة 53، واعتقد الجميع أن المباراة سوف تشتعل، لكن أولمبياكوس تلقى الصفعة الكبرى بطرد لاعبه الأرجنتيني سانتياجو هيزي (المثير للجدل)، والذي أنهى المباراة تمامًا، وفتح الباب أمام لاعبي برشلونة لإغراق شباك الضيوف برباعية في 11 دقيقة فقط.

فرض رجال هانسي فليك سيطرتهم منذ البداية، مستحوذين على الكرة مع ضغط هجومي مستمر داخل مناطق أولمبياكوس، ويمكن القول إن الفعالية وجودة الإنهاء كانت كلمة السر، حيث نجح برشلونة في تحويل سيطرته إلى خطورة حقيقية، مسجلاً "فرصتين خطيرتين" تمكن من تحويلهما إلى هدفين، ليُظهر فعالية هجومية عالية.

بدأ الشوط الثاني ببارقة أمل غير متوقعة للضيوف، لكن "نقطة التحول" الحاسمة التي قصمت ظهر أولمبياكوس كانت البطاقة الحمراء. هذا الطرد زاد من أفضلية برشلونة الواضحة في الاستحواذ، وحوّل المباراة من منافسة إلى حصار كامل.

استغل برشلونة النقص العددي بأقصى درجات الفعالية، فجاء الرد قاسيًا وسريعًا. وأطلق "عاصفة" هجومية أسفرت عن ثلاثة أهداف في غضون 5 دقائق فقط؛ حيث سجل ماركوس راشفورد (74')، وأكمل فيرمين لوبيز الـ "هاتريك" (76')، قبل أن يضيف راشفورد هدفه الشخصي الثاني (79').

يمكن القول إن الـ"فعالية" كانت كلمة السر في حسم برشلونة المباراة دون معاناة تذكر، فالنجم فيرمين لوبيز سجل الهدف الأول في الدقيقة السابعة من الفرصة الأولى للنادي الكتالوني، قبل أن يستغل هدوءه وثقته بأفضل صورة ويهز الشباك ثانية من الفرصة الثانية بالدقيقة 38.

ورغم تصدي الحارس لمحاولته الأولى في الشوط الثاني لتسجيل الهاتريك، إلا أنه لم يفوت الفرصة في المرة الثانية. وإجمالًا استغل النادي الكتالوني 5 تسديدات على المرمى في الشوط الثاني، ليسجل 4 أهداف، علمًا بأن الأهداف الستة جاءت من 14 تسديدة (7 منها فقط بين الخشبات الثلاث).

استغل فيرمين لوبيز عودته من الإصابة بأفضل طريقة ممكنة، اضطر المدرب الألماني للاعتماد عليه في التشكيل الأساسي، نظرًا للغيابات العديدة في مركز الوسط المهاجم (رافينيا وداني أولمو للإصابة).

قدّم نجم خط وسط برشلونة أداءً هجوميًا مثاليًا سجل خلاله الهاتريك الأول في مسيرته.

تكشف أرقام لوبيز، الذي لعب المباراة كاملة (90 دقيقة)، عن فعالية قاتلة أمام المرمى؛ حيث سدد 4 كرات فقط طوال اللقاء، وكانت جميعها على المرمى (دقة 100%)، ونجح في تحويل 3 منها إلى أهداف.

اللافت في أداء لوبيز هو جودة إنهائه للهجمات؛ حيث بلغ معدل "الأهداف المتوقعة" (xG) لفرصه 0.7 فقط، ما يشير إلى أن الفرص المتاحة له لم تكن بالضرورة سهلة، إلا أن معدل "الأهداف المتوقعة على الهدف" (xGOT) ارتفع بشكل هائل إلى 3.24، مما يثبت البراعة الاستثنائية التي سدد بها كراته.

وإلى جانب أهدافه، كان لوبيز محورًا في بناء اللعب بـ 73 لمسة، وحافظ على دقة تمرير عالية بلغت 86% (50 تمريرة ناجحة)، منها 82% في نصف ملعب الخصم، كما نجح في 3 مراوغات، ليقدم مباراة متكاملة هجوميًا.

بهذا الأداء أثبت لوبيز صحة وجهة نظر فليك، الذي رفض الاستغناء عنه تمامًا في الصيف الماضي، بعدما تلقى النجم الإسباني الشاب عرضًا مغريًا من تشيلسي الإنجليزي.

الفريق اليوناني بدأ المباراة بخطورة مباغتة كادت تسفر عن هدف، ثم أهدر فرصتين أخرتين في الشوط الأول، قبل أن يأتي الهدف الأول في بداية الشوط الثاني.

اعتقد الجميع أن المباراة ستشتعل من جديد، إلا أن قرار حكم المباراة بطرد لاعب أولمبياكوس سانتياجو هيزي، أنهى المواجهة بشكل شبه تام.

واجه الفريق الكتالوني صعوبة كبيرة في اختراق ضغط لاعبي الخصم والخروج بالكرة من الخلف (قبل الطرد)، هذا إلى جانب التمريرات الخاطئة الخطيرة في النصف الخلفي، والتي يأتي على رأسها تمريرة الحارس فويتشيك شتشيسني لأحد لاعبي أولمبياكوس أمام منطقة الجزاء، ناهيك عن معاناة الحارس البولندي في اللعب بقدميه، ما يثير مخاوف كبيرة، قبل موقعة الكلاسيكو أمام ريال مدريد يوم الأحد المقبل في سانتياجو برنابيو.