أداء محبط وخروج مخيب من نصف نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية لآرسنال ضد ليفربول، في مباراة ظهرت فيها كل عيوب الفريق اللندني.
أكثر ما هو مثير للإحباط في هذه الهزيمة، كان ضياع الأداء المشرف والمبهر في مباراة الذهاب على ملعب أنفيلد، والتي انتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف، رغم إكمال آرسنال اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد جرانيت جاكا.
فريق المدرب ميكيل أرتيتا سقط بهدفين لديوجو جوتا، ليودع كأس الرابطة، بعد الخروج من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام نوتينجهام فورست في 9 يناير الجاري.
ويأتي ذلك بعد السقوط غير المستحق ضد مانشستر سيتي ببداية الشهر بهدفين مقابل هدف بالدوري الإنجليزي على ملعب الإمارات.
وهو ما يجعلنا أمام 3 خسائر متتالية موجعة للمدفعجية، فهل هي مجرد كبوة أم بداية النهاية لأحلام الفريق؟
طفرة حقيقية
Gettyآرسنال يعيش فترة مميزة مع أرتيتا هذا العام، حيث بدأت أخيرًا تظهر ملامح مشروع المدرب الإسباني، الذي كان مهددًا بالإقالة أكثر من مرة.
إدارة النادي راهنت على شعار "Trust the process" الذي وضعه أرتيتا مع إيدو المدير الرياضي، ليتحول من مجرد شعار إلى حقيقة.
أرتيتا راهن على آرون رامسديل الذي نعته الكثيرون بالحارس الفاشل ولكنه نجح ووضع لينو على دكة البدلاء، عكس الاعتقاد بأن الألماني أفضل منه بمراحل.
راهن كذلك على مارتين أوديجارد، رفض تفضيل الجميع التعاقد مع جيمس ماديسون من ليستر سيتي، ولكن النرويجي تألق وأثبت صحة وجهة نظر مدربه.
إيمرسون رويال كان الصفقة المفضلة إعلاميًا باعتباره يلعب في برشلونة، ولكن أرتيتا رفضه، وقرر التعاقد مع الياباني تاكهيرو تومياسو الأقل شهرة، ليربح هذا الرهان أيضًا ويقضي تمامًا على أزمة الظهير الأيمن.
وأما عن بن وايت فحدث ولا حرج، الصفقة تعرضت لسخرية واسعة لأن اللاعب كلف النادي 50 مليون جنيه استرليني لضمه، وهو ما يزيد بكثير عن ما دفعه مانشستر يونايتد لضم العملاق رافاييل فاران من ريال مدريد.
ولكن صدق أو لا تصدق، بن وايت المغمور نوعًا ما هو العملاق هذا الموسم وليس فاران، وتفوق عليه من كل النواحي، وكون شراكة مبهرة مع زميله البرازيلي جابرييل.
الرهانات التي دخلها أرتيتا ربحها جميعًا، لنخرج في النهاية بفريق متوازن، به حارس ممتاز وخط دفاع صلب ومجموعة مميزة من الشباب مثل أوديجارد وبوكايو ساكا وسميث روي وجابرييل مارتينيلي، بالإضافة لبعض المشاكل الأخرى.
ما هي المشاكل؟
بالنظر إلى آرسنال سنجد مشكلة واضحة في خط الوسط، لا يمكن الاعتماد سوى على توماس بارتي، وبدرجة أقل المتهور جرانيت جاكا ومحمد النني وألبرت لوكونجا.
وهو ما يضعنا أمام حقيقة أن المدفعجية بحاجة ماسة إلى سوق الانتقالات، لضم لاعب وسط جديد ليكون الشريك الأنسب لبارتي في خط الوسط.
الحديث الآن عن أرتور ميلو، وهي صفقة ربما تناسب آرسنال في الوضع الحالي بصورة الإعارة، لتحسين جودة الوسط، لحين إعادة النظر في هذا المركز بالصيف
ونذهب إلى الهجوم، هناك الكثير من المبدعين، ساكا وأوديجارد وروي ومارتينيلي وحتى نيكولاس بيبي الذي بدأ يستعيد بريقه مع ساحل العاج في أمم إفريقيا، ولكن أين المهاجم الذي يستغل هذا الإبداع؟ الفريق يلعب من دون أي مهاجم هداف.
بيير أوباميانج مهمش وفي طريقه نحو الرحيل، أليكساندر لاكازيت يجتهد ولكن فقد حاسته التهديفية، ويظهر بصورة المهاجم الأليف أمام المرمى.
لذلك التعاقد مع مهاجم لا يقل أهمية عن لاعب الوسط، ويجب أن يتم تكثيف المحاولات مع دوشان فلاهوفيتش لاعب فيورنتينا، رغم كل ما يحيط بالصفقة من صعوبات، لأن الصربي يمتلك الحاسة التهديفية اللازمة لصناعة الفارق للمدفعجية.
Gettyولو لم ينجح آرسنال في ضم صاحب الـ21 سنة، يجب تدعيم هذا المركز بأي شكل من الأشكال بمهاجم آخر يمكنه استغلال الحالة الإبداعية للاعبي الوسط والأجنحة.
فرصة ذهبية
Gettyلتخليص الصورة تمامًا، سنجد أن آرسنال حاليًا في المركز السادس بجدول الدوري الإنجليزي، وهدفه الأول هو التأهل لدوري أبطال أوروبا باحتلال المركز الرابع على اقل تقدير.
الفريق لعب 20 مباراة وله 3 مباريات مؤجلة، لو فاز بهم سيعادل رصيد تشيلسي صاحب المركز الثالث بـ44 نقطة، مقابل 36 نقطة لتوتنهام الخامس، و37 نقطة لوست هام الرابع.
الفرصة سانحة وربما لن تتكرر لسنوات، 18 مباراة فقط من أجل العودة للأبطال، وآرسنال يمتلك الميزة عن باقي الفرق المنافسة لعدم الانشغال بأي بطولة أخرى محلية أو قاري.
الأمر يتعلق فقط بصفقتين، مهاجم هداف ولاعب وسط، ولو حدث ذلك سنرى آرسنال يعود للأبطال من جديد، لأن الفريق قدم ما يكفي هذا الموسم ليؤكد أن طفرته حقيقية، لكنها بحاجة لبعض الإضافات من أجل الاكتمال.
اقرأ أيضًا ..