John Terry Champions League Chelsea 2012Getty

تشيلسي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا .. ديجا فو تعيدك لـ 2012 واختبار حقيقي أول منتظر

جرت العادة في كرة القدم والحياة بشكل عام أن تكرار ما حدث في الماضي أو ما يشبهه يجعلك قادرًا على توقع تكراره في المستقبل بنفس السيناريو، أو بشيء شبيه، الخلاصة أن استحضار المقدمات ذاتها يجعلك تستحضر النتائج ذاتها أيضًا.

واليوم، انتهت مواجهة تشيلسي وبورتو بخسارة الفريق الإنجليزي على أرضه بهدف مقابل لا شيء، في المباراة التي جمعت بينهما في إياب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا ليتأهل البلوز للدور نصف النهائي، ليأتي سؤال؛ وماذا بعد؟

تأهل تشيلسي لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا يأتي لأول مرة منذ 2014، حين وصل البلوز لقبل النهائي تحت قيادة جوزيه مورينيو وخرجوا أمام أتلتيكو مدريد الذي خسر النهائي من ريال مدريد حينها، وفي ذلك الوقت لم يكن الفريق منافسًا على لقب البريميرليج وكان حاملًا للقب الدوري الأوروبي للموسم الذي سبقه، بعد أن خرج من الدور الأول من دوري أبطال أوروبا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

قبلها بعامين، حقق تشيلسي اللقب، وأنهى موسمه في الدوري الإنجليزي الممتاز سادسًا، وقام بتغيير مدربه في منتصف الموسم، وكان قريبًا من توديع دوري الأبطال بعد خسارته ذهابًا في دور الستة عشر، لحظة صمت ثم مهلًا، عن أي عام نتحدث؟

ديجا فو أو وهم سبق الرؤية، هو أن ترى شيئًا ما فيتبادر إلى ذهنك أنك رأيته من قبل، كأنك ذهبت إلى مكان عملك مثلًا وحدثك أحد زملائك في موضوع ما، فتجد نفسك وكأنك سمعت ذلك الكلام من قبل وشاهدت الكادر الذي يجلس فيه وحركات يده من قبل، ما يجعلك تصمت للحظات لتحاول إدراك الأمر. 

ذلك ما جعلنا نتحدث عن سيناريو وصول تشيلسي إلى الدور قبل النهائي من دوري أبطال أوروبا، حيث لم نشاهد تشيلسي هنا منذ 10 سنوات إلا وكان وضع الفريق غير مستقر، ولم يحقق الفريق اللقب سوى في مرة واحدة، كان يعاني فيها من أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق حتى دور الستة عشر.

ذلك الأمر يجعل التوقعات الجماهيرية مخالفة للمنطق فيما يتعلق بفوز الفريق باللقب، ولكنها متوافقة تمامًا مع مبدأ تكرار سيناريوهات الماضي ومع ظاهرة الديجا فو التي تجد مكانها دائمًا بين صفوف مشجعي اللعبة الشعبية، حيث أكثر البشر اعترافًا بمبادئ التفاول والتشاؤم وربط المستقبل بالماضي.

مواجهة نصف النهائي على الأرجح ستكون أمام ريال مدريد، وهو فريق لم يلتقِ به تشيلسي في العصر الحديث رسميًا ولا مرة، ولكن في الوقت ذاته، هو القطب الآخر لبرشلونة الذي عرف أمامه البلوز كل سيناريوهات كرة القدم الممكنة تقريبًا. 

Marcos Alonso Chelsea BarcelonaGetty Images

بفصل الصورة الحالية عن أي شيء حدث في السابق، تجد أن الموسم الحالي للبلوز بدأ متوسطًا، ثم خرجت الأمور عن السيطرة من بين يدي لامبارد، ثم رحل، فجاء توخيل، فقام بتوجيه الدفة في الاتجاه الصحيح، فصحح المسار، وعاد الفريق إلى رشده، باختصار شديد هذا كل ما حدث. 

محليًا، الفريق كان قريبًا من الخروج من المراكز الـ 10 الأولى، ولكنه عاد ليسلك طريقه نحو المنافسة على مقعد أوروبي، أما أوروبيًا، فقد كانت هناك عوامل مساعدة في وصول الفريق إلى قبل النهائي، حتى لا تسوق السيناريوهات الحالمة الأمور بنا عكس اتجاهها الصحيح. 

مواجهة أتلتيكو مدريد في الدور ثمن النهائي كانت مواجهة صعبة بكل تأكيد، ولكنها حدثت في الوقت الذي يمر فيه الفريق الإسباني بفترة غير مستقرة يخسر فيها النقاط أمام ليفانتي وزملائه، صحيح لم يكن انتصار البلوز سهلًا ولكنه ليس مقياسًا على أي شيء يخص التتويج. 

بعدها، أوقعت القرعة تشيلسي مع الحلقة الأضعف، بورتو الذي أقصى يوفنتوس لأن الأخير كان دون المستوى وليس فقط في مستوى سيئ، ولكن على الرغم من ذلك، لا يمكن الانتقاص مما قدمه البلوز أمام الفريقين. 

المواجهة الحقيقية الأولى ستكون في نصف النهائي، أمام ريال مدريد على الأرجح، تخطي البطل التاريخي للبطولة سيكون خطوة إثبات خطورة تشيلسي كمنافس على اللقب، خاصة وأنه سيصعد إن حدث ذلك للنهائي، حيث أي فريق يمكنه الفوز على أي فريق.

مختفي وأهدافه غير هامة .. ماذا يفعل ميسي في المواجهات الكبيرة مع برشلونة؟

في النهاية، أنت أمام مرحلة الحسم، حيث كل شيء جائز، ولكنك لست قادرًا على أي شيء سوى نسخ خيوط ما مضى مع ما هو آت، والتفكير في احتمالية تكرار ما هو قابل للتكرار، والاستمتاع بكرة القدم بين هذا وذاك.

إعلان