وأخيراً، حسمت الأمور في تشيلسي عقب فترة من الفوضى التي تسببت بها الأزمة الأوكرانية الروسية، وما ترتب عليها من عقوبات على مالكه السابق رومان أبراموفيتش.
تم تغيير ملكية البلوز رسميأً من الروسي الذي صنع أمجاده ورسخ مكانته كأحد كبار أوروبا على مدار العشرين عاماً الماضية، واستحوذ عليها تحالف تود بوهلي وشركاه، ليبدأ رسمياً عصراً جديداً بقيادة رجل الأعمال الأمريكي الذي ليس بغريب عن عالم الرياضة.
بوهلي الذي يملك في بلاده العملاقين لوس أنجلوس ليكرز بدوري كرة السلة الأمريكي، والدودجرز في كرة القاعدة سيكون أمام مهمة ليست بالسهلة لإعادة الأمور لنصابها في تشيلسي، والأهم، اكتساب ثقة الجماهير التي بعد نجاحات أبراموفيتش تواجه صعوبة في التعامل مع خليفته مهما كان اسمه أو مكانته أو وعوده.
الحفاظ على الحرس القديم
أولى القرارات المفصلية للملاك الجدد ستكون هي هيكلة إدارة البلوز بعد الاستحواذ، وهو ما طرح الحديث عن مستقبل الأسماء البارزة مثل مارينا جرانوفسكايا، مسؤولة الانتقالات، وبروس بك، الرئيس الحالي للنادي.




صحيفة "independent" عنونت وقالت إن بوهلي ينوي أن يلعب دوراً شبيهاً بأبراموفيتش فيما يتعلق بإدارة الأمور، وسيكون له الكلمة الفاصلة في القرارات الأساسية الخاصة بالنادي، ولكن سيشاركه بهداد إيجبالي، أحد أعضاء التحالف الذي اشترى النادي، في اتخاذ القرارات المالية الخاصة بعمليات النادي.
أما فيما يتعلق بالمرأة الحديدة جرانوفسكايا، والتي كانت تعد الحاكم الفعلي للبلوز وأمين أسرار أبراموفيتش، وبك، فقالت "The Times" إن بوهلي قرر الإبقاء على الثنائي في منصبهما لما يتمتعان به من خبرات ودراية كبيرة بالأجواء، ولكن سيضم لهما مجموعة من الإضافات مثل دانييل فينكلشتاين، الصحفي في تايمز، كمدير غير تنفيذي، وكذلك أخصائية العلاقات العامة باربرا شاروني.
Gettyالغريب أن بحسب التقارير في إنجلترا، حاول بوهلي ضم جوناثان جولدشتاين الذي نافسه على شراء البلوز لمجلس إدارته، وبالتحديد تعيينه في منصب مشرف على تطوير ملعب الفريق "ستامفورد بريدج"، ولكن بحسب "صن"، تم إبعاد جولدشتاين بسبب كونه مشجع للغريم والجار توتنهام وامتلاكه تذكرة موسمية، ولكن أشار التقرير أيضاً إلى احتمالية أن يستعين بوهلي به رغم ذلك ولكن في الظل بسبب خبراته المطلوبة في تطوير الملعب.
مسألة تطوير الملعب كانت من النقاط المحورية في قبول عرض بوهلي بالأساس لشراء تشيلسي، إذ يضع خطة طموحة بقيمة 1.25 بليون يورو تحت استشارة من عدة مهندسين مخضرمين، وعلى رأسهم جين سميث ودافيد هيكي، أصحاب الخطة التي وضعها أبراموفيتش بالفعل لتطوير "ستامفورد بريدج" وتوسعته.
مجلس إدارة بوهلي في تشيلسي سيضم أيضاً هانسيورج فيس، رجل الأعمال السويسري، ومارك والتر، شريك بوهلي في ملكية الدودجرز، والثنائي بالفعل ضمن التحالف الذي نجح في شراء النادي، ويتمتعان بعلاقات متينة وقديمة مع الأمريكي، مما يفسر التحرك سوياً فيما يخص البلوز.
انتقالات على طريقة ليفربول
السطور الماضية ناقشت التغييرات الإدارية المتوقعة، ولكن مشجع تشيلسي ما يهمه بالمقام الأول هو أحوال فريقه الكروي، وكيف سيتعامل بوهلي وشركاه مع بطل أوروبا الحالي الذي تراجعت نتائجه بسبب حالة عدم الاستقرار مؤخراً.
من ضمن الشروط الأساسية أثناء عملية البيع كانت أن يضمن كل شخص تقدم بعرض أن يستثمر بليون يورو في فريق الكرة الخاص بالرجال وذاك الخاص بالسيدات وأكاديمية الفريق خلال العقد المقبل، وهو ما قدم بوهلي ضمانات على تحقيقه، وكان أحد أسباب قبول عرضه.
Getty Imagesوحسب معلومات مراسل جول الخاص بتشيلسي "نيزار كينسيلا"، ستتغير سياسات البلوز فيما يخص الانتقالات تحت قيادة التحالف الجديد، لن يكون هناك مصروفات ضخمة كما كان يفعل أبراموفيتش خصوصاً في سنواته الأولى، وسينتهج النادي نظاماً محافظاً أكثر يتماشى مع المتغيرات في عالم الكرة والقواعد المالية الصارمة الجديدة.
معلومات "جول" تشير إلى توجه الملاك الجدد لانتهاج نظام يشبه الذي يتبعه ليفربول، والذي يعتمد على تبني وجهة نظر الجهاز الفني فيما يخص الصفقات وضم اللاعبين، والذي أثبت نجاحه مع الريدز وانعكس على قدرة الفريق في التنافس باستمرار في السنوات الأخيرة مع يورجن كلوب.
نقطة أخرى سيعمل تحالف بوهلي على تعزيزها هي أكاديمية البلوز التي تحولت تحت قيادة أبراموفيتش وجرانوفسكايا لمصدر قوة كبير، سواء بتزويد الفريق الأول باللاعبين على شاكلة ميسون ماونت وريس جيمس حالياً، أو مصدر للأموال بما تقدمه من عناصر قد لا تفيد تشيلسي فنياً ولكن بيعها مثل تامي إبراهام وغيره بمبالغ ضخمة.
ولكن نقطة تثير قلق بوهلي وشركاه بحسب معلومات "جول" هي بعض القرارات الخاطئة فيما يخص الانتقالات الفترة الأخيرة، وأبرزها المبلغ الضخم المدفوع لشراء روميلو لوكاكو، والفشل الكبير للبلجيكي منذ عودته، إذ تريد الإدارة الجديدة تفادي مثل تلك العمليات، وتحليل الأسباب وراء حدوثها وتفادي تكرارها مستقبلاً.
Getty Imagesكما يريد الملاك معرفة السبب وراء التأخير في تجديد عقود العديد من لاعبي الفريق الأساسيين مثل أنطونيو روديجروسيزار أزبيليكويتا، والذي ترتب عليه رحيلهم مجاناً الصيف القادم، وتفادي حدوث ذلك مع ميسون ماونت والبقية.
متغيرات عديدة متوقعة الفترة المقبلة في تشيلسي، سواء إدارياً أو فنياً، البعض منها يشوبه الغموض مثل مصير مدرب الفريق توماس توخيل أو بعض من لاعبيه، وبالتأكيد أن عصر أبراموفيتش بكل إيجابياته وسلبياته قد انتهى رسمياً وحقبة جديدة ستكتب في لندن مع بوهلي وشركاه، والأيام ستكون هي الفيصل في الحكم عليها ومقارناتها التي بدأت بالفعل مع الروسي الذي بنى إرثاً لا يمكن محوه في قلعة "ستامفورد بريدج".
