benzema dechamps

بنزيما ضد ديشان.. "لا غالب ولا مغلوب" بعد 6 أعوام كاملة

مفاجأة من العيار الثقيل ألقاها مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان تمثلت باستدعاء مهاجم نادي ريال مدريد كريم بنزيما بعد استبعاده المتكرر منذ 2015 على خلفية إتهام فالبوينا له بقضية إبتزاز باتت تفاصيلها معروفة للعيان منذ أكثر من 6 أعوام. 

منذ ذلك الحين كانت قضية بنزيما والمنتخب فرنسا هي الحديث الذي لم يغب عن طاولة المؤتمرات الصحفية التي كان بطلها ديدييه ديشان، وكان دوماً الجواب واحداً: "قرار الاستبعاد رياضي بحت، أعتقد أن استدعائه لن يكون جيداً للفريق الوطني. أفكر في الأشياء بناءً على ما أعتقد أنه الأفضل للمنتخب".

السؤال الذي طرأ على بال جميع المتابعين: ما الذي تغيّر في الصورة العامة اليوم؟ 

الموضوع يُستكمل بالأسفل

أين تركنا قضية فالبوينا وهل انتهت؟

عودة بنزيما إلى المنتخب أعادت للأذهان قضية الشريط الإباحي الذي اتُهم بنزيما باستخدامه لابتزاز فالبوينا والذي على إثره أصدر الاتحاد الفرنسي قراراً بمنع بنزيما من المشاركة مع المنتخب الفرنسي "إلى أن تنتهي القضية".. فهل انتهت؟ 

فعلياً سيمثل بنزيما أمام المحكمة في شهر أكتوبر القادم في الـ22 منه، أي أن القضية أم تنتهِ بعد وما زال مهاجم ريال مدريد متُهم، وهنا التساؤل الأكبر: هل تم بالفعل استبعاده والاستمرار بذلك - وحرمانه من لقب كأس العالم 2018- بفعل القضية أم أن هناك عناصرًا أخرى في خانة "العنصرية" بحق اللاعب ذو الأصول العربية المسلمة. 

ما زلنا نُحاول وضع إصبعنا على سبب عودة بنزيما المفاجئة، بعد أعوام من التجاهل والعناد والإصرار على عدم استدعاؤه، زادها حدة تتويج فرنسا بلقب كأس العالم نُسخة 2018 بدون تواجد مهاجم ريال مدريد، الأمر الذي عزز موقف ديشان حينها والاتحاد الفرنسي بأن المنتخب "لا يحتاجه للتتويج بأكبر البطولات وأهمها"، 

لماذا الآن؟ لا نعلم، بكل بساطة، لا نعلم خفايا القرار، فإن كان فنياً فقد جهد ديشان ببناء فريق لا يعتمد بتاتاً على تواجد بنزيما لذلك لا يسعنا إلا التفكير بأنه كان مستبعدًا قسرياً بسبب القضية التي لم تنتهِ بعد. 

رسميًا .. ديشان يستدعي بنزيما لقائمة فرنسا لليورو

بين 2015 و2021.. كلمة كريم كانت الأعلى

مهما كان انتماؤك الرياضي مستحيل أن تنكر اختلاف وجهي كريم بنزيما بين 2015 و2021، حين كان إلى جوار كريستيانو رونالدو وفي ظلّه وحين أصبح الرجل الأول في ريال مدريد وحامل مسؤولية الفريق، 

الرجل الذي انتقل بين مشهدين، اللاعب الذي يستهزئ به بعض من يتابعه ويحاول أن يؤطره في خانة الضياع التهديفي وبين من يضعه اليوم في خانة اللاعب التكتيكي الأهم في ريال مدريد وصاحب الفضل في معظم المباريات التي كان الريال يُعاني فيها وخرج منتصراً.

كريم في 6 أعوام شهد على تحوّل كبير في مسيرته، البعض يعتبرونه "غير مبالي" و"بارد" تجاه أي خسارة أو إقصاء، مبتسم دائماً بشكل مستفز للبعض، لكن هذه "البرودة" التي ترافق ردود أفعاله على الهزائم هي نفسها التي رافقته في هذه القضية والاستبعاد، دوماً ما كان موقفه واضحاً بأنه "يستسخف" هذه الادعاءات وأحياناً يراها عنصرية. 

6 أعوام أجبرت ربما ديشان على تغيير وجهة نظره، وضعته في موقف يُجبره على قبول عودة بنزيما..هذا هو التفسير الوحيد. 

تشكيلة منتخب فرنسا حالياً بتواجد بنزيما 

تشكيلة منتخب فرنسا

كيف تغيّرت نبرة ديشان بين الأمس واليوم؟ 

في الماضي كان الحديث بين ديشان وبنزيما عبر تصاريح إعلامية في المؤتمرات الصحفية ومنشورات وسائل التواصل، بين معسكرين: الأول مناصر للاعب ريال مدريد وموقفه والآخر منحاز لقرار الاتحاد الفرنسي، الذي يرى بان استبعاد بنزيما لم يؤثر على المنتخب وهو نتيجة طبيعية لمعاقبة لاعب متورط بهذا النوع من الفضائح، فالحقيقة واضحة، ديشان بطلاً للعالم وبنزيما لا يملك هذه الصفة. 

لكن اليوم الوضع اختلف، حسب ديشان نفسه، التقى الرجلين و"تناقشا مطولاً، فكرا مطولاً بما توجها به لبعضهما البعض"، رفض ديشان الخوض في مجريات الحديث لكنه أكّد أنه وضع رئيس الاتحاد الفرنسي في خضمّه وأن الأخير على وفاق مع هذا القرار. 

اليوم الوضع "لا غالب ولا مغلوب"، ديشان تنازل عن موقفه وأعاد بنزيما المتألّق إلى المنتخب، لكن الأخير ما زال متهماً ولا يملك نجمة ذهبية في تاريخه الكروي. 

الاتحاد لم يُقدّم أي تصريح أو تفسير أو سبب وترك الأمور مفتوحة على جميع التأويلات.. الخوف على بنزيما أن يفشل في عودته مع المنتخب فيسقط مجدداً في فرنسا. 

إقرأ ايضاً: 

إعلان