بقلم علي سمير تابعوه على تويتر
أخيراً وبعد طول انتظار عادت السيطرة مرة أخرى للكرة الإنجليزية بالمراحل الإقصائية للمسابقات الأوروبية، بتواجد 4 فرق في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
حالة من الضعف التام لأندية البريميرليج طوال السنوات الماضية، قبل عودة بدأت النسخة السابقة وتجسدت في أقوى صورها الموسم الحالي.
مانشستر يونايتد وسيتي وتوتنهام وليفربول، رباعي جسد انتفاضة الإنجليز في الوقت الذي ظن فيه الجميع أنهم يلعبون في بطولة محلية، ولا يستطيعون مجاراة عمالقة أوروبا.
العصر الذهبي
Getty



دعونا نبدأ من معجزة اسنطبول في موسم 2004/2005، عندما تواجد ثنائي إنجليزي في نصف النهائي هما ليفربول وتشيلسي.
الريدز لعبوا أمام البلوز وتأهلوا للنهائي من اجل الفوز في نهائي تاريخي على ميلان بركلات الترجيح، رغم التأخر بثلاثية نظيفة خلال المباراة.
الموسم التالي تواصل التواجد الإنجليزي بتأهل أرسنال للنهائي الذي خسره أمام برشلونة بنتيجة 2/1.
بعدها ولمدة 3 مواسم متتالية استمرت الهيمنة، بتواجد مانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول مرتين متتاليتين بنصف النهائي، قبل أن يحل أرسنال بدلاً من الريدز في الموسم الثالث.
وفي عام 2010 اكتفى الانجليز بالتواجد في ربع النهائي، ثم حجز مانشستر يونايتد مكاناً له في نصف النهائي بالنسخة التالية.
تشيلسي أعاد سمعة الإنجليز مرة أخرى وحصد اللقب بعد تغلبه على برشلونة في نصف النهائي، قبل إسقاط بايرن ميونيخ بركلات الترجيح.
بداية من نهائي إسطنبول وحتى 2012 حصد الإنجليز اللقب 3 مرات، وتواجدوا بقوة في المراحل الحاسمة للبطولة قبل أن يأتي السقوط.
بداية التراجع
Gettyشهد عام 2013 النسخة الأسوأ من الإنجليز في الأبطال، بعدم تواجد أي فريق بربع النهائي في ظاهرة خطيرة على المستوى الأوروبي، وتكرر الأمر نفسه في العام التالي.
تشيلسي خسر نصف نهائي 2013/2014، وفي النسخة التالية خرج كل الإنجليز من دور الـ16، وبعدها ودع سيتي البطولة في قبل النهائي أيضاً أمام ريال مدريد.
السقوط استمر في 2016/2017 ولم يحضر في دور الثمانية سوى ليستر سيتي الذي خرج أمام أتلتيكو مدريد.
تلك الفترة شهدت حالة من الضعف وغياب التنافسية على لقب البريميرليج بين الكبار، وهو ما انعكس على المردود الأوروبي، فحتى بالوصول للمراحل الإقصائية، لم يظهر أحدهم كمرشح قوي للقب.
العودة الحقيقية لم تكن من الموسم الحالي، بل الماضي عندما أقصى ليفربول مانشستر سيتي من ربع النهائي، وشق طريقه نحو المباراة النهائية التي خسرها من ريال مدريد، بفضل كوارث حارسه المُعار لوريس كاريوس.
ماذا تغير؟
Getty Imagesمن أجل الوصول لاستنتاج منطقي تجاه حالة التحول التي شهدتها الكرة الإنجليزية على الصعود الأوروبي، يجب النظر لكل فريق على حدة لاختلاف ظروف الأندية الكبيرة.
أندية التوب فور زاد عددها إلى الرقم 6، وحدثت العديد من المتغيرات على المستوى العام والخاص أيضاً لكل فريق.
مانشستر يونايتد
الشياطين الحمر كانوا في الصورة خلال حقبة السير أليكس فيرجسون بأكملها، ولكن المنافسة الأوروبية لم تكن كما هي بآخر عهده.
التخلي عن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في 2009، وعدم تعويضه بلاعب بنفس الحجم، مع اقتراب نهاية جيل فيرجسون يعتبر سبباً رئيسياً في هذا التراجع.
ليفاندوفسكي مستاء من ضعف هجوم بايرن ميونيخ أمام ليفربول
حالة التخبط التي عانى منها الشياطين الحمر بعد رحيل السير وتغيير المدربين، أخرت عودته القوية للساحة الأوروبية من جديد قبل قدوم أولي سولشار ليحقق المعجزة.
النادي يمتلك مجموعة مميزة من النجوم مثل دي خيا ومارسيال وبوجبا ولوكاكو وماتيتش وراشفورد، ولم يحتاج سوى مدرب مثل سولشار ليستحضر روح السير في المحافل الأوروبية ويصعد على طريقته أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16.
الفريق الحالي لمانشستر من حيث الجودة، يعتبر هو الأفضل له منذ سنوات طويلة، ويستطيع الوصول لمراحل بعيدة بالمزيد من التنظيم في المستقبل.
أرسنال
Gettyبالطبع سقوط المدفعجية لم يكن أوروبياً فقط، بل محلياً أيضاً مع تراكم الديون ونقص الإمكانيات، جودة الفريق بدأت في التراجع بعد رحيل جيل اللاهزيمة.
رغم كل الصعوبات أرسن فينجر قاد أرسنال لنصف النهائي في 2009، قبل أن تبدأ عقدة دور الـ16 ويتراجع الفريق تماماً.
أرسنال لم يكون حتى الآن فريقاً بحجم الذي شارك في نهائي باريس، لبيع النجوم وعدم الإنفاق، ولازال الوضع على ماهو عليه بالابتعاد تماماً عن الأبطال، لحين إشعار آخر مع المدرب الحالي أوناي إيمري.
تشيلسي
عاش البلوز حقبة ذهبية مع جوزيه مورينيو، حيث تأهل البرتغالي لنهائي 2008 وخسره من مانشستر يونايتد بركلات الترجيح.
تواجد تشيلسي استمر مع نضوج الفريق وارتفاع طموحه من المحلي للأوروبي، ليحصد اللقب في 2012 رغم تعاقب المدربين.
البلوز عادوا مرة أخرى لنصف النهائي مع مورينيو في فترته الثانية بـ2014، ولكنه ودع المسابقة أمام أتلتيكو مدريد.
رحيل مورينيو خلف العديد من المشاكل للمدرب أنطونيو كونتي، والمعروف عنه الفشل الأوروبي، ليبدأ السقوط في الموسم الثاني للإيطالي ويغيب عن البطولة هذا العام.
مانشستر سيتي
Gettyتغير شأن النادي الإنجليزي منذ 2008 بعد تغير ملكيته لأحد الشركات الإماراتية، حرص على استقطاب النجوم الكبار ولكن منافسته اقتصرت على الجانب المحلي فقط.
رغم تحقيق البريميرليج مع بيلجريني ومانشيني، إلا أن التجربة الأنضج لسيتي لم تظهر سوى مع بيب جوارديولا.
المدرب الإسباني قام بتكوين مجموعة شبه متكاملة، بها كيفن دي بروينه، برناردو سيلفا، رحيم سترلينج، ليروي ساني، إيميريك لابورت وكايل ووكر، قادرة تماماً على منافسة جميع كبار القارة.
التجربة الكاملة لسيتي لم تظهر سوى مع بيب، حيث لا يعاني الفريق من أي نقص بداية من الحراسة وحتى خط الهجوم، ليصبح الأمر منطقياً بالمنافسة بل انتزاع اللقب في وقت قريب.
توتنهام

مر سبيرز بتطور كبير مع مدربه الأسبق مارتن يول وهاري ريدناب وغيرهم، ولكن الموقف مختلف تماماً مع ماوريسيو بوتشيتينو.
كحال جوارديولا، ما يقدمه الأرجنتيني حالياً هو النموذج الأفضل لتوتنهام على مدار تاريخه، رغم العجز المستمر في المنافسة على البريميرليج.
عكس أرسنال فالنادي اللندني يتمسك بلاعبيه ويستطيع الحفاظ عليهم، منذ رحيل الويلزي جاريث بيل إلى ريال مدريد.
توتنهام يبذل كل ما لديه لمقاومة جميع المحاولات لضم إريكسن وديلي ألي وهاري كين، لعلمه جيداً أن تقدمه للأمام يتوقف عليه، والآن هو يحصد النتيجة بالتواجد لدور الثمانية للأبطال.
ليفربول

منذ رحيل رافائيل بينيتيز لم يتمكن أي مدرب من تكوين فريقاً مماثلاً لما يمتلكه الريدز مع الألماني يورجن كلوب.
صلاح وفيرمينو وماني وأليسون وفيرجيل فان دايك وروبرتون وأرنولد، منذ فترات طويلة من الزمن لم يتمتع ليفربول بهذه الجودة والتكامل في تشكيل فريقه.
الدفاع والحراسة من أهم الأزمات التي عانى منها الريدز، وتلاشت تماماً مع كلوب الذي استطاع استخدام موارد النادي وإعادته للطريق الصحيح.
ليفربول أثبت نضوجه وثقله بعد زوال المشاكل وعودة الاستقرار لأنفيلد مع كلوب، ليتأهل لنهائي النسخة الماضية، والآن يطيح ببايرن ميونيخ ويتأهل لدور الثمانية.
الصدفة
Getty Imagesمن حسن حظ الأندية الإنجليزية الكبيرة في وقتنا هذا، تواجد مدربين بنوعية مميزة في نفس التوقيت بأكبر عدد ممكن من الفرق.
ماوريسيو بوتشيتينو، بيب جوارديولا، يورجن كلوب، أولي سولشار ومن قبله مورينيو الذي قام ببناء الفريق الحالي لمانشستر يونايتد.
هذا بالنسبة للرباعي المتواجد، وحتى الثنائي غير المشارك وهما أرسنال وتشيلسي، لديهما ماوريسيو ساري وأوناي إيمري، اللذان يستطيعان إعادة قطبي لندن للمنافسة.
جميع الأعذار الواهية بتراكم المباريات في إنجلترا ولعب عدد كبير في وقت قصير جميعها لا يعني أي شيء، البريميرليج نظامه لم يتغير، فقط الجودة تحسنت لدى الجميع في نفس التوقيت.
هل الجودة لها علاقة بالأموال؟ ربما هذا صحيح لكن الجميع ينفق ليس الإنجليز وحدهم، لكن الحدة والتنافسية وتواجد هذا الكم من النجوم كلاعبين ومدربين في دوري واحد لم يتكرر منذ سنوات طويلة.
كم دوري في العالم بما فيهم الإسباني والإيطالي والألماني والفرنسي، يمتلك هذا العدد من المدربين الكبار في آن واحد؟ فقط البريميرليج
