باتت رؤية وجه باولو مالديني في مباريات ميلان مألوفة في ملعب سان سيرو؛ مؤخرًا لا نراه على أرض الملعب كما اعتدنا لكن في المدرجات يؤازر ناديه الذي بات جزءًا من إدارته.
اسم مالديني وحده كفيل برسم بسمة وإعادة ذكريات جميلة لكل مشجعي نادي آيه سي ميلان الإيطالي فالعائلة جزء من تاريخ النادي بداية من الوالد تشيزاري مرورًا بالقائد التاريخي باولو وحتى الحفيد دانييل.
لكن لباولو مكانة خاصة ربما لأنه من عاصرناه منذ بداياته وربما لأنه كان مدافعًا أنيقًا قال عنه الأسطورة البرازيلي رونالدو، لاعب إنتر السابق، إنه أشرس مدافع لعب ضده.
يصادف اليوم السبت 26 يونيو ذكرى ميلاد باولو الثالثة والخمسين والتي ربما تكون مناسبة جيدة للحديث عن باولو الإداري في السنوات القليلة الماضية وليس باولو المدافع الفذ.
عودة بعد غياب بمنصب جديد
عاد باولو بعد غياب عن ميلان؛ اللاعب الذي لم يرتد سوى قميص ميلان ومنتخب إيطاليا طوال 22 سنة منذ ظهوره الأول مع الروسونيري اعتزل كرة القدم في 2009 وابتعد عن ناديه قليلًا.
ابتعاد باولو عن ميلان ربما كان بسبب اختلاف وجهات النظر بينه وبين سلفيو بيرلسكوني مالك النادي الأسبق وأدريانو جالياني المدير التنفيذي الأسبق للنادي.
لكن مالديني الابن عاد في صيف 2018 إلى ناديه في منصب مدير التنمية والتطوير الرياضي في فترة صعبة جدًا بعد استحواذ صندوق إيليوت الأمريكي على النادي بعد أزمة لملاك النادي الصينيين على رأسهم يونج هونج لي في سداد قرض للصندوق مول به الملاك الجدد جزء من استحواذهم على ميلان من بيرلسكوني في 2017.
عودة باولو منحت بعض الطمأنينة لجمهور ميلان في وقت صعب فالرئيس التنفيذي الجديد لميلان باولو سكاروني قال عن عودة باولو إنها "خطوة من الصندوق لإعادة بناء النادي ليكون مؤسسة قوية وإعادته لمكانته الطبيعية لكن ذلك سيتطلب وقتًا".
كيف يؤدي باولو خارج الملعب؟
عودة مالديني كانت في أعقاب عودة ليوناردو، مدرب الفريق الأسبق ليشغل منصب إداري هو الآخر، المدير العام للنادي.
أول ما واجه الثنائي هو الموازنة بين الإنفاق وكرة القدم أو بمعنى أدق جودة فريق كرة القدم في مقابل الإنفاق ففي الموسم السابق لقدومهما أنفق ميلان 175 مليون يورو تقريبًا في صفقات ما خلق خللًا في ميزان قواعد اللعب المالي النظيف أقصي الفريق بسببه من بطولة الدوري الأوروبي في موسم 2019-20.
وقت قدوم مالديني كان مدرب الفريق جينارو جاتوزو زميل مالديني السابق لسنوات في الفريق؛ باولو دعم صديقه القديم لكن مع نهاية موسم 2018-19 لم تشفع الصداقة لجينارو الذي رحل عن الفريق وحل مكانه ماركو جيامباولو خيار لم يستمر كثيرًا لتتم إقالته في أكتوبر 2019 وبعده يتولى ستيفانو بيولي المهمة حتى الآن.
بيولي تحديدًا ربما النجاح الأكبر لباولو وليوناردو ففي أول مواسمه حل سادسًا في بطولة الدوري ووصل إلى نصف نهائي الكأس الذي ودعه بأفضلية الهدف خارج ملعبه على يد يوفنتوس لكن ميلان بعدها بشهر استعرض وهزم بطل الدوري يوفنتوس 4-2 في سان سيرو ولكن دون حضور الجماهير الغائبة بسبب جائحة كورونا.
بعد العودة من توقف كورونا قدم ميلان أداءً جيدًا جعل السؤال الصعب هل يستمر بيولي أم يأتي الألماني رالف رانجنيك لتدريب الروسونيري.
المدير الرياضي للايبزيج أصر على أن يكون مدربًا ومديرًا رياضيًا في ميلان وهو ما رفضته إدارة ميلان ليفشل الاتفاق ويمنح باولو وليوناردو ثقتهما في بيولي الذي يبدو كان على قدرها.
بدايات مبشرة الموسم الماضي لميلان مع تصدر جدول الدوري لوقت طويل لكن الموسم انتهى بالتأهل والعودة إلى دوري الأبطال بعد غياب بطل المسابقة سبع مرات عن المشاركة فيها لمدة 7 سنوات.
Getty Imagesبطاقة حمراء لرايولا
واحد من القضايا الشائكة في ميلان السنوات الماضية كان الحارس جيانلويجي دوناروما؛ النادي خضع لطلبات الحارس الشاب الكثيرة هو ووكيله مينو رايولا الذي كان شقيقه الأكبر أنتونيو دوناروما ضمن صفقة استمراره مع الفريق في صيف 2017.
مع قرب انتهاء عقد جيجي مع ميلان في الصيف الحالي زادت طلبات الحارس ووكيله قبل أن يخرج باولو ويعلن صراحة أن فريقه لن يجدد مع الحارس مع تحرك سريع للتعاقد مع البديل وهو الحارس الفرنسي مايك ماينان المتوج بالدوري الفرنسي مع ليل الموسم المنقضي.
دعم ميلان الجديد لاقى استحسان الجميع إلى حد جعل مدرب ريال مدريد الحالي وميلان السابق كارلو أنشيلوتي يشيد بها مؤكدًا أنه تحدث مع مالديني، لاعبه القديم، معربًا عن ارتياحه عن التعاقد مع ماينان دون ضجيج.
سلام بين الكورفا سود وباولو
في آخر مباراة لباولو مع ميلان رفعت جماهير أولتراس ميلان لافتة كتبوا عليها "ميلان ليس له سوى قائد واحد. فرانكو باريزي" مع الرقم 6 الذي ارتداه باريزي وليس اللرقم 3 الذي ارتداه باولو.
تصرف جماهير الكورفا سود ربما كان رد فعل لانتقادات سابقة من قائد الفريق لبعض تصرفات الجمهور.
لكن عمل باولو الجديد أذاب الجليد بينه وبين الأولتراس عقب عودة ميلان إلى دوري الأبطال حيث تجمعوا معه خارج "كازا ميلان" ووجه الطرفان الشكر لبعضهما مؤكدين أن ميلان هو الأهم لينتهي عمر من الخلاف بينهما ربما ساهم فيه عمل مالديني الجديد الذي لن يخلو من الأخطاء بالطبع.
أكثر من 900 مباراة خاضها باولو مع ميلان لاعبًا والآن يدعم النادي في منصبه الجديد لإعادة الروسونيري إلى مكانه الطبيعي ربما ذلك ليس غريبًا فموقع ناديه عند عودته كتبوا مرحبين به "اسم مالديني يمس قلوب كل مشجع لميلان لأنه رمز للوفاء والإخلاص والنجاح".
اقرأ أيضًا:
ندم ميلان الأكبر وحلم جوارديولا .. لوكاتيلي يحكم إيطاليا واليورو!


