بصورة أسرع من المتوقعة، أبرم ريال مدريد اتفاقًا مع مدرب إيفرتون كارلو أنشيلوتي لخلافة زين الدين زيدان في قيادة النادي الملكي، مع منحه عقدًا يمتد لثلاثة أعوام.
الحديث عن منصب المدير الفني في ريال مدريد للموسم المقبل ليس جديدًا، فمن المعروف أن زيدان أراد التنحي بنهاية الموسم، غير أن اسم أنشيلوتي لم يكن أبدًا من ضمن المرشحين.
في الواقع، كان اسم ماسيميليانو أليجري مرشحًا بصورة دائمة بجوار مدرب باريس سان جيرمان الحالي ماوريسيو بوتشيتينو، كما طُرح اسم راؤول جونزاليس وبرز اسم أنطونيو كونتي أيضًا.
صحيفة "ماركا" في تقرير مطول لها كشفت عن الأسباب التي أدت بريال مدريد للتعاقد مع أنشيلوتي لا غيره من الأسماء الأخرى المطروحة بنهاية المطاف.
لماذا تعاقد ريال مدريد مع كارلو أنشيلوتي تحديدًا؟
نعتت ماركا في تقريرها المفاوضات بين ريال مدريد وكارلو أنشيلوتي أنها "أبسط مفاوضات" منذ عقود في سانتياجو برنابيو، لم يستغرق الأمر وقتًا أبدًا، محادثة واحدة مع فلورنتينو بيريز وتم الاستقرار على الإيطالي.
المرة الأولى التي ظهر فيها اسم أنشيلوتي على طاولة إدارة الريال كان منذ أسبوعين، وحدثت بعد ذلك المكالمة بينه وبين بيريز وأظهر فيها الإيطالي أنه "رجل نبيل" يعشق النادي الملكي، ورحب بالعودة فورًا رغم عقده في إيفرتون.
في النهاية، صحيح لم يكن أنشيلوتي المرشح الأول لكنه كان طوق النجاة للتعويض عن التأخر في التعاقد مع مدرب آخر، الأمر هنا كان يتعلق برغبة النادي في مدرب يعرف كيف تسير الأمور في العاصمة جيدًا.
أما بقية الاختيارات التي طرحت أمام إدارة بيريز، فكلها أثارت القلق داخل الإدارة لعدم تمتعها بالخبرة اللازمة أو الإدراك لطريقة العمل في ريال مدريد، باستثناء راؤول، الذي كان التعاقد معه ليكون مخاطرة أيضًا بسبب قلة خبرته.
على هذا الأساس، بات من المنطقي التعاقد مع أنشيلوتي، رجل يعشق مدريد وعلى علم بخبايا النادي، محادثته مع الرئيس بيريز كانت مثالية للطرفين، ونجاحه مضمون.
لماذا لم يتعاقد ريال مدريد مع كونتي أو بوتشيتينو؟
الواضح للجميع أن اسم ماوريسيو بوتشيتينو كان الأول على قائمة ريال مدريد، لكن أدركت إدارة بيريز أن جلبه إلى سانتياجو برنابيو مستحيل بسبب موقف إدارة باريس سان جيرمان منه وتمسكها الكبير به.
ويحظى الأرجنتيني باحترام شديد داخل الغرف المغلقة في فالديباس، فهناك إيمان بأن التعاقد مع مدرب مثله كان ليكون مثاليًا لخلافة زيدان في ظل علاقته المميزة جدًا باللاعبين، تمامًا على طريقة الفرنسي.
من جهة أخرى، لم يكن مدرب إنتر المستقيل أنطونيو كونتي، يومًا على طاولة بيريز، فلا خلاف في مدريد على قيمته التدريبية الكبيرة، إلا أن شخصيته مثّلت قلقًا جعل الإدارة تفضل عدم التحدث عنه مطلقًا.
ماذا حدث بخصوص أليجري وراؤول ويواخيم لوف؟
ماركا فجرت مفاجأة أخرى في تقريرها بالتأكيد على أن مدرب منتخب ألمانيا يواخيم لوف لم يكن مطروحًا على الطاولة، بينما من كان مطروحًا بالفعل ومنذ مدة طويلة مواطنه يوليان ناجلسمان، الذي ذهب لتدريب بايرن ميونخ في النهاية.
أما ماسيميليانو أليجري، فتؤكد الصحيفة المقربة من النادي الملكي أن اسم رُدد بقوة في الأسابيع الماضية، غير أن سبب عدم التعاقد معه بسيط، وهو قيامه بالتوقيع في نهاية المطاف ليوفنتوس والعودة لتدريب البيانكونيري.
أخيرًا، ظلّ اسم راؤول على طاولة بيريز منذ رحيل زيدان وحتى لحظة إعلان أنشيلوتي، صحيح أنه لم يكن هناك اتصال مباشر مع مدرب الكاستيا ولكن هذا للإيمان بأنه لا حاجة لذلك، فمكالمة واحدة في أي وقت سيوافق فيها فورًا على خلافة زيزو.


