Real Madrid coach Carlo Ancelotti and president Florentino PerezAFP

ذاكرة السمك .. ولأن العلاقة بين أنشيلوتي وريال مدريد ليست ودية!

في تطورات سريعة، أعلن ريال مدريد رسميًا استعادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي ليكون مدربًا للفريق خلفًا لزين الدين زيدان، الأمر الذي أعقبته ردود أفعال متباينة كان أغلبها سعيدًا بعودة رجل العاشرة وعرّاب دوري الأبطال. 

السبب الرئيسي في حالة الارتباح لدى البعض بعودة أنشيلوتي ليس تكتيكيًا وكرويًا في المقام الأول، ولكنه يبدو عاطفيًا نظرًا للعلاقة التي تربط جماهير ريال مدريد مع الرجل الذي منحهم العاشرة ورحل رغمًا عنهم. 

هذه هي الصورة السائدة أليس كذلك؟ ولكن لأن ذاكرة السمك هي من تحكم العالم، فربما حدثت بعض الأشياء بين كارلو وفلورنتينو بيريز أو بينه وبين جماهير ريال مدريد ولكنها ليس عالقة في الأذهان نظرًا لأن الصورة الحالمة الجميلة طغت عليها. 

البداية حدثت حين كان كارلو مدربًا لريال مدريد ثم تطورت الأمور بعدما رحل، ولكن كونه رجل لا يحب الصدامات، فإن ذلك لم يستمر، وكون الجماهير تنسى، فإن ذلك لم يصنع حاجزًا نفسيًا بينهم وبينه، وبما أنه ينسى هو الآخر، ذاب كل شيء وكأنه لم يكن.

في موسم 2015 وفي مباراة فالنسيا وريال مدريد على ملعب ميستايا التي خسر فيها الملكي بهدفين مقابل هدف واحد، لعب النجم الويلزي جاريث بيل واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق منذ أن لمس الكرة لأول مرة تحت شرفة منزله، بلا مبالغة على الإطلاق.

وقتها قام أنشيلوتي بإخراج جاريث بيل محاولًا إنقاذ الفريق من الخسارة، نظرًا لأن المستوى الذي قدمه اللاعب الويلزي ليلتها لا يبشر بأن هدفًا سيأتي وإن حاول الفريق هجوميًا حتى صباح اليوم التالي.

ماذا حدث وقتها؟ بيريز مع كارلو أنشيلوتي لم يكن مختلفًا عن عاداته في مثل هذه المواقف التي يأتي فيه أي أحد ويهدم صنم من أصنامه المربحة ماديًا، خاصة وأن بيل كان اللاعب الأغلى في التاريخ في ذلك الوقت.

Most assists in 2015 | Gareth Bale Real MadridGetty Images

بيريز اصطدم به بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا "العاشرة التاريخية" بأشهر قليلة والسبب أنه قام بإخراج جاريث بيل الذي أتى مقابل 100 مليون يورو ويجب أن يلعب دائمًا لأغراض تسويقية، لم يكن هناك اعتبار للوضع الفني والرياضي الذي اتخذ على أساسه المدرب الإيطالي ذلك القرار. 

بعد ذلك بدأت الصدامات، خاصة مع الإصابات وتراجع النتائج وانشقاق الصفوف، لتبدأ صافرات الاستهجان في مدرجات سانتياجو برنابيو على المدرب الإيطالي، ويبدأ هو في الرد عليها أمام وسائل الإعلام وفي المؤتمرات الصحفية. 

أنشيلوتي وقتها أكد أنه من حق الجماهير الاعتراض على ما تحب ولكن ليس في ذلك الوقت الحساس من الموسم وليس بهذه الطريقة التي تؤثر على اللاعبين بشكل سلبي ولا تمنحهم الدعم الكافي. 

الأمور تطورت حين اعترضت الجماهير على تبديلات المدير الفني الإيطالي في مواجهة أمام فياريال انتهت بالتعادل، ليرد أن ذلك من اختصاص المدير الفني وليس من اختصاص الجماهير التي لا تفهم في مثل هذه الأمور بشكل كافٍ. 

وقتها تم التعامل مع تلك التصريحات على أنها اتهام لجماهير ريال مدريد بأنها لا تفهم في كرة القدم، وبدأت الصافرات تعلو في وجه المدرب الإيطالي، في انشقاق في صفوف جماهير البرنابيو بين الدعم والاستهجان. 

في نهاية الموسم جاءت الإقالة، ولكن الغريب أن كل هذه الأشياء قد نُسيت من قبل الجميع وكانت الأجواء حزينة للغاية وسط تمسك من الجماهير بالمدرب الإيطالي ومنه بالبقاء في منصبه. 

بعد ذلك جاء ريال مدريد برافائيل بينيتيز الذي أقيل بعدها بأشهر، ليخرج أنشيلوتي لينتقد قرار بيريز مؤكدًا أنه لا يفهمه، ويؤكد شعوره بالأسف من أجل المدير الفني الإسباني. 

ريال مدريد يرد على زيدان: ماذا عن نقد الذات؟!

ولكن كما قلنا في البداية، فإن الطباع الهادئة لأنشيلوتي وكونه محبوبًا في أغلب الأوساط جعلت كل هذه الأشياء تسقط مع الزمن، ويعود أنشيلوتي وسط حفاوة كبرى، ومعها سؤال ماذا بعد؟ والذي لا ينتهي أبدًا ولن ينتهي أبدًا في ظل وجود فلورنتينو بيريز في منصب الرئيس.

إعلان