اقترب ميكيل أرتيتا من العام الثاني في فترته مع آرسنال، ولا يعرف أحد لماذا يحتفظ بمهمته كمدرب للمدفعجية حتى هذه اللحظة.
ربما نجح الإسباني في الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، لكنه فشل في كل الاختبارات التي خاضها باستثناء هذه البطولة.
أرتيتا خرج من الدوري الأوروبي الموسم الماضي، واحتل المركز الثامن في الدوري الإنجليزي وهو الأسوأ للمدفعجية منذ سنوات.
وفي هذا الموسم ودع الإسباني اليوروباليج مرة أخرى بأداء باهت ضد فياريال في نصف النهائي، ويحتل المركز التاسع بجدول البريميرليج وخرج من كل البطولات.
البعض يؤمن أن مسيرة أرتيتا تتشابه بشكل كبير مع أولي جونار سولشاير مدرب مانشستر يونايتد الحالي، الذي طالب البعض برحيله قبل أن يتحسن الفريق معه ويصبح في المرتبة الثانية بعد مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي.
ولكن هل من الصحيح إجراء هذه المقارنة؟
مزايا النرويجي
Getty Imagesبداية سولشاير كانت نارية مع الشياطين الحمر، حيث اعتقد البعض أن الفريق عاد مرة أخرى ليصبح على قمة البريميرليج مثلما كان في عهد السير أليكس فيرجسون.
الصورة المبهرة تراجعت كثيرًا بعدها، وبدأ الفريق يتعرض لكل سقطة تلو الأخرى محليًا وأوروبيًا، ووسط هذه التعثرات كان يحقق بعض الانتصارات التي تحفظ له وظيفته.
سجل سولشاير ضد الكبار يعتبر من أهم المزايا التي يتمتع بها النرويجي، حيث حقق العديد من النتائج الإيجابية أمام الخمسة الكبار وخاصة مانشستر سيتي.
علاقته باللاعبين تبدو مميزة جدًا، وهو ما انعكس على مستواهم الفردي، بعد المعاناة التي مروا بها مع المدرب السابق جوزيه مورينيو.
لاعبو مانشستر يونايتد ظهروا وكأنهم يقاتلون من أجل المدرب في كل مرة تزداد فيها الشكوك حوله، ولكن هل هو الأمر نفس مع أرتيتا؟
مشاكل بلا حدود
(C)Getty Imagesأزمات أرتيتا منذ قدومه لآرسنال لا تتوقف، وهو ما عكس يقوم به سولشاير، الذي يمكنه وضع نجم بحجم بول بوجبا على دكة البدلاء دون أن تحدث ضجة أو أزمة طاحنة بالفريق.
بداية من أزمة مسعود أوزيل، وصولًا بموقفه الغريب من المدافع الشاب ويليام ساليبا وطريقة معاملته لنيكولاس بيبي وجابرييل وسيدريك سواريس وألكساندر لاكازيت وجابرييل مارتينيلي.
سولشاير لم يمتلك الخبرة الكافية قبل قدومه للشياطين، حيث أشرف على تدريب مولده وكارديف سيتي ولم يحقق نجاحات مبهرة.
أرتيتا كذلك لم يعمل كمدير فني قبل القدوم إلى آرسنال، ولكن ما يجعل سولشاير أفضل منه، هو أن الأخير لا يدخل في صدامات غير محسوبة.
الإسباني يصر على الدخول في صدامات مع لاعبين مهما كان صغر سنهم مثل ماتيو جيندوزي وساليبا، لأسباب غير معروفة ولا يتحدث عنها بشكل صريح.
الأمر الذي خلق بعض الأجواء السلبية داخل آرسنال، تسببت في انخفاض شعبيته، ولهذا السبب ينجح سولشاير ويفشل أرتيتا حتى الآن، لأن النرويجي يحتوي اللاعبين بشكل أفضل.
الإمكانيات
Getty Imagesلو نظرنا إلى تشكيل مانشستر يونايتد الذي يملكه سولشاير، والأموال المتوفرة للنرويجي في سوق الانتقالات، سنجدها تعوض نقص الخبرة لدى النرويجي.
الفريق لديه دافيد دي خيا، هاري ماجواير، لوك شاو، بول بوجبا، سكوت مكتوميناي، برونو فيرنانديش، إدينسون كافاني وماركوس راشفورد، وهم نجوم على أعلى مستوى.
وعلى الجانب الآخر سنجد أن آرسنال ليس لديه نفس الجودة، باستثناء بيير أوباميانج وتوماس بارتي الذي انخفض مستواه بصورة مرعبة منذ قدومه من أتلتيكو مدريد.
نقص الجودة أحيانًا يمكن أن تعوضه خبرة وقدرات المدرب، وهو ما لا نراه على أرتيتا، الذي يظهر وكأنه يستكشف وظيفة جديدة للمرة الأولى.
اقرأ أيضًا .. النني لجماهير آرسنال: عليكم مساندتني بدلًا من إحباطي
لأن إسقاط الكبار لا يكفي .. لماذا لم ينجح أرتيتا مع آرسنال حتى الآن؟
بعد أكثر من عام ونصف، لا نعرف من هو الظهير الأيمن الأساسي، ومن هم قلبي الدفاع للفريق، وحتى ثنائي الوسط وكذلك الثلاثي الهجومي.
الجودة قد تدفع الفريق للأمام أحيانًا لو كانت هناك مشكلة لدى المدرب، وأرتيتا لا يمتلك هذه الميزة بفريقه، ولن يمتلكها بسبب طبيعة آرسنال المتحفظة في الانتقالات.
لذلك من غير المتوقع أن تتغير الأمور لتصبح تجربة مكررة مثل التي نراها في أولد ترافورد، ولهذا السبب يبدو استمرار الإسباني في ملعب الإمارات مجرد مضيعة للوقت لا أكثر..
