Salah Egypt Amr WardaGettyImage

من عمرو وردة إلى الهروب من منتخب مصر .. محمد صلاح الذي تحول لـ "مو صلاح"!

Tod AFCON 2024 upper bannerTod

ما أشبه الليلة بالبارحة، تمر الأيام وتتغير الأحداث لكن هناك دائمًا ما يبقى!

منتخب مصر ومحمد صلاح وأمم إفريقيا، ثلاثية اعتادت دائمًا أن تثير الأحداث خارج الملعب أكثر من داخل الملعب، سواء كان ذلك بوصول الفراعنة للمباراة النهائية أو الخروج من دور الـ 16 وهو البلد المنظم، أو حتى وهو يعبر من عنق الزجاجة دون أي انتصار أو خسارة من دور المجموعات.

الأزمة هذه المرة بدأت حتى قبل انطلاق الأمم الإفريقية، وذلك بسبب تصرفات محمد صلاح المستغربة بفتح وكسر الراء، ولكن ما حدث في عدة أيام فقط في النسخة الحالية من البطولة المقامة في كوت ديفوار تجاوز المدى.

الثلاثية بدأت منذ 2019 واستمرت حتى النسخة الحالية مرورًا بنسخة جيدة وصل فيها الفراعنة للنهائي وفقدوا اللقب من علامة الجزاء.

فكيف حدث ذلك، وكيف كان لصلاح دورًا حيويًا في كل الأزمات التي عاشها الفراعنة في بطولات إفريقيا المختلفة.

والأهم كيف تحول محمد صلاح من ابن الشارع المصري، إلى مو صلاح نجم ليفربول وقلب الميرسيسايد النابض.

لا تفوت متابعة كوكبة من النجوم العالميين في كأس أمم إفريقيا .. اشترك في منصة TOD من هنا



  • رفع قميص عمرو وردة

    أزمة محمد صلاح والمنتخب المصري بدأت عمليًا في 2018 وذلك بعد ما حدث في معسكر الفراعنة في كأس العالم بروسيا، وهو ما عبّر عنه نجم ليفربول نفسه عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي ليلجأ للجمهور سلاحًا أمام الاتحاد.

    ومن بعدها وأصبحت الأمور أكثر سوءًا، وهذا ما شاهدناه في أمم إفريقيا 2019 والتي نظمتها مصر، وذلك بعد أزمة تسريبات فيديوهات منسوبة عمرو وردة تتهمه بالتحرش، ليسرع الاتحاد ويتخذ قرارًا عاجلًا بحرمان اللاعب من التواجد مع المنتخب، هكذا دون تحقيق أو تدقيق.

    لكن اللاعب اعترف، ولسبب ما أصبح اعترافه واعتذار – للجماهير وليس للفتيات – مبررًا لاعتباره بطلًا، بل ورفع قميصه والصراخ في وجه الجمهور، هؤلاء الذين وصفوا وردة بما هو فيه.

    النتيجة كانت خذلان، وخروج مبكر من البطولة، ليخرج محمد صلاح – الذي دافع بوضوح عن وردة – في الإعلام الغربي ويؤكد أن اللاعب بحاجة للعلاج، وهذه الازدواجية تؤكد شيئًا سوف نذكره بنهاية المقال.

    وفي 2021 لم تكن أزمة محمد صلاح بالتحديد، لكنها فوضى الاتحاد المصري لكرة القدم التي ظهر أثرها في النسخة الحالية من أمم إفريقيا.

    فحينما خسر المنتخب المصري أمام نظيره النيجري، خرج رئيس الاتحاد ليهدد بإقالة المدرب كارلوس كيروش، ورغم ذلك استمر المدرب حتى الوصول إلى النهائي، لكنّه أثار الكثير من الفوضى والجدل وقتها.

  • إعلان
  • قفزة للحاضر .. فوضى محمد صلاح تضرب في الاتحاد

    وفي النسخة الحالية تعرض محمد صلاح للإصابة، أمر عادي قد يحدث لأي لاعب في أي بطولة، لكنّه – عكس ما فعل في كأس العالم 2018 – قرر مغادرة معسكر المنتخب والعودة إلى ليفربول في وسط البطولة.

    الخبر ظهر قبل ساعات من لقاء كاب فيردي المصيري، ليجعل رفع قميصه بعد هدف مصطفى محمد بمثابة إهانة لهذا المنتخب، فالقائد يرغب في الرحيل لمجرد شد في العضلة الخلفية، ومع ذلك البقية يتبعونه ويرفعون اسمه.

    صلاح أثبت أنّه لا يهتم على الإطلاق بالمنتخب، وربما حتى بالشعب المصري ككل، فيكفي أن نصير مزراوي يتواجد في معسكر المغرب وهو مصاب دون أن يبقى في ميونخ للعلاج.

    تصرف صلاح جاء بعد أقل من ساعات على تصريحاته بالمؤتمر الصحفي حول العقلية المصرية، ليسقط نفسه في كارثة لم يسبقه له أحد، ولولا تصريحات يورجن كلوب لربما تحطمت احتفالات الشعب المصري بالتأهل على خبر مغادرة نجم ليفربول.

    لعنة محمد صلاح حلت وفضيحة أحمد حجازي .. ردود الفعل بعد تأهل مصر لدور الـ16 بكأس إفريقيا

  • Salah CongoGettyImage

    حلم كل شباب مصر

    دعونا نتجاوز المواقف هذه الفردية ونتحدث عن الصورة العامة، فمحمد صلاح الذي نعرفه ليس هو محمد صلاح الذي حكينا قصته منذ سنوات، وتعلق به أجيال وأجيال من الشباب المصري ليصبح بمثابة الأمل والحلم.

    محمد صلاح خرج من مصر في 2012 مرتديًا ثوب الشاب المكافح الخارج من الريف، والذي لا يبالي بكل المحبطين الذين يعدونه الفقر والفشل في أوروبا.

    خرج ليصبح حلم المصريين، وجعل مباريات بازل السويسري هدفًا للمتابعة عبر كل المقاهي، خاصة بعد تألقه في الدوري الأوروبي أمام توتنهام أو تشيلسي وتأكيد رهانه على أنّه المصري القادر على وضع نفسه بين الكبار.

    بعدها رحل صلاح إلى تشيلسي، لتتحول صفحة الفريق الإنجليزي على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جملة واحدة "طّلع هازارد ونزل صلاح"، وأصبحت مقاطع "ملخص لمسات صلاح" رقم واحد في مشاهدات الجماهير المصرية.

    وحتى بعد الإخفاق مع البلوز، فإنّ رحلته إلى فيورنتينا ثم روما جعلته في مكانة أعلى في قلوب المصريين، خاصة بعد ارتدائه القميص رقم 74 مع الفيولا، وصوره المستمرة بالمصحف مع الذئاب.

    وحتى عودته للدوري الإنجليزي من بوابة ليفربول، كانت بمثابة الأمل للجمهور المصري الذي رأى فرصته لإثبات ذاته مع مدرب متمرس في تطوير المواهب مثل يورجن كلوب.

    ومع أول موسم مع ليفربول وتألقه ومنافسة ليونيل ميسي على الحذاء الذهبي وتحطيمه الأرقام القياسية في البريمييرليج وفوز بالهداف وبجائزة الأفضل، كل مشاعر الحب طغت على الجماهير.

    لكن ذروة المشاعر وصلت إلى لقاء الكونغو الديمقراطية حينما سجل هدف عودة مصر إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عامًا.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • هذا صلاح لم يعد كصلاح

    لكن بعد ذلك كل شيء تغير..

    منذ الخروج مهاجمًا الاتحاد المصري ومواقفه في أمم إفريقيا 2019 وغيرها من المواقف تأكد أن محمد صلاح لم يعد كذلك، بل أصبح بالأحرى مو صلاح.

    محمد صلاح ارتدى زي الإنجليز بصورة كاملة، ولم يخف الأمر أبدًا بل أبدى ذلك بصورة واضحة أمام الجميع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي دون أي مداراة أو تهرب.

    مو صلاح يحتفل بالكريسماس كما يفعل الإنجليز، ويُنعي وفاة الملكة، ويتجنب التعليق على الكثير من الأحداث في مصر والشرق الأوسط.

    مو صلاح يسأل هل يتحدث بالعربية أم الإنجليزية في حفل تقديم جوائز جلوب سوكر في دبي الإماراتية العربية، ثم يتحدث العربية تارة والإنجليزية تارة وكأنه حديث عهد بلغة أجداده.

    مو صلاح لم يعد يهتم، الأمر بسيط، لم يعد يضع الجمهور المصري ضمن دائرة اهتماماته، وقالها حتى بإنّه ليس قدوة ولا مثل أعلى لأي شخص، بل وانتقد العقلية المصرية مرارًا وتكرارًا.

    مو صلاح أخرج لسانه للجميع في مصر، ولكن محبيه وعشاقه يرفضون أن يرون ذلك، يتجاهلون تصريحاته ويبررون تصرفاته، لأنّ أصعب شيئَا أن يتحطم الحلم والأمل.

    هذا صلاح لم يعد كصلاح، فهو مو صلاح، أسطورة ليفربول، الذي يفضل التواجد في الميرسيسايد على التعافي من الإصابة في كوت ديفوار، ويفضل أن يكمل حياته – حتى بعد الاعتزال – كنجم الدوري الإنجليزي وليس ابن نجريج الذي جرّ أحلام المصريين جميعًا معه إلى أوروبا!

    Tod AFCON 2024 lower bannerTod

0