Man City Everton ratings gfxGetty Images

مانشستر سيتي وإيفرتون .. عقوبة كارثية قد تكون سر نكسة جوارديولا وهذا ليس إرلينج هالاند!

بعد الانتصار في مرة واحدة فقط من آخر 12 مباراة لعبها الفريق بكل البطولات، دخل مانشستر سيتي مباراته مع إيفرتون، اليوم، الخميس، على ملعب الاتحاد، طمحًا في كسر هذه السلسلة السلبية.

الأمور كانت تسير على ما يُرام في البداية، بسيطرة كاسحة ومحاولات مستمرة للتسجيل، لينجح برناردو سيلفا في وضع فريقه بالمقدمة، ليسأل الجميع نفس السؤال، هل عاد مانشستر سيتي أخيرًا؟

الإجابة كانت عند إيليمان ندياي لاعب إيفرتون، والذي قالها صريحة "لا" بتسجيله هدف التعادل للضيوف في الدقيقة 36 من خطأ ساذج لدفاع سيتي.

إرلينج هالاند حصل على فرصة لمحو كل هذه السلبيات، والعودة مرة أخرى لهز الشباك، ولكنه أهدر ركلة جزاء في الدقيقة 53، ليؤكد أن الإجابة "لا" ومانشستر سيتي يمر بالكبوة الأسوأ له مع جوارديولا.

المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 1/1، ليخطف شون دايش ورفاقه نقطة جديدة من الكبار مثلما فعل مع آرسنال وتشيلسي، بينما بتجمد رصيد سيتي عند 28 نقطة في الدوري الإنجليزي من 18 مباراة، ليظهر سؤال آخر: ماذا يحدث في ملعب الاتحاد؟

  • Manchester City FC v Everton FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    نتيجة لا تعبر عن الأداء

    لو نظرت إلى نتيجة الشوط الأول دون متابعة المباراة، ستعتقد أن إيفرتون كان بمثابة الند والخصم العنيد لمانشستر سيتي، ولكن الحقيقة لم تكن كذلك على الإطلاق.

    جوارديولا قرر دخول مباراة التوفيز بفكرة مختلفة، ونجحت إلى حد كبير قبل اهتزاز شباك الحارس ستيفان أورتيجا، وهي الاعتماد على جيريمي دوكو وسافينيو كأجنحة، مع تواجد فيل فودين وبرناردو سيلفا في العمق أمام ماتيو كوفاتشيتش.

    سافينيو ودوكو ساهما بشكل أو بآخر في توسيع الملعب ومنح فودين وبرناردو الحرية الكاملة للاختراق من العمق، مما ساهم في تفكيك دفاع إيفرتون الذي صمد أمام آرسنال وتشيلسي مؤخرًا.

    ربما يعيب سافينيو ودوكو اللمسة الأخيرة، خاصة البرازيلي الذي يراوغ ويفعل كل شيء في الكرة بصورة تشبه ما كان يفعله الجزائري رياض محرز في ملعب الاتحاد، ولكنه لا يمتلك نفس اللمسة الأخيرة التي تمتع بها جناح الأهلي السعودي الحالي.

    برناردو نجح في هز الشباك مبكرًا في الدقيقة 14 من تمريرة لدوكو، لتكون الأمور ممهدة تمامًا لأصحاب الأرض لكسر السلسلة السيئة بانتصار سهل وصريح، ولكن شون دايش ورفاقه رفضوا الاستسلام.

    سيتي ركز على الاختراق من العمق في أكثر من لقطة، حيث حصل برناردو على فرصة أخرى في الدقيقة 34 ولكنه سددها بجوار المرمى، قبل أن تأتي الصدمة بعدها بدقيقتين فقط من إيليمان ندياي لاعب إيفرتون.

    ربما غاب كايل ووكر عن سيتي، وهي الأنباء السعيدة لجماهير ملعب الاتحاد بسبب المستوى المتواضع للظهير المخضرم، ولكن ريكو لويس ليس أفضل منه كثيرًا، وكان سببًا رئيسيًا في تعادل التوفيز بالمشاركة مع مانويل أكانجي، بسبب فشلهما في التغطية في لقطة هدف التعادل.

  • إعلان
  • Erling Haaland penalty Man City EvertonGetty/Prime Video

    حتى أنت يا هالاند!

    ما اعتدنا عليه مع المهاجم النرويجي، هو قيامه بإنقاذ مانشستر سيتي في الأوقات الحرجة، وتسجيل الأهداف من "اللاشيء" حرفيًا، وليس أن يهدر الفرص السهلة حتى ركلات الجزاء!

    هذا هو الحال الذي وصل إليه هالاند الآن، حيث اختفى اللاعب تمامًا عن المشهد، ولم يفعل أي شيء يذكر طوال أحداث المباراة، ولم يساهم حتى في ربط اللعب ومساعدة الأجنحة وأي لاعب آخر خلفه.

    هالاند الآن ليس اللاعب الذي عرفناه مع سالزبورج وبوروسيا دورتموند وسيتي نفسه، فهو لا يراوغ بطريقة مفيدة، لا يتحرك بالسرعة الكافية، لا يتواجد في أماكن سانحة للتسجيل، لا يلمس الكرة كثيرًا، ولا يستغل الفرص المتاحة أمامه، وهذا ليس بجديد، الأمر حدث ويحدث وقد يستمر في الحدوث إذا لم يتدخل جوارديولا.

    النرويجي كان بلا منازع أحد أسوأ اللاعبين في الملعب، وهذا بشهادة الأرقام التي نشرها موقع "سوفا سكور"، حيث عكست حالة هالاند التي لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن قدراته الحقيقية، وكأن النكسة التي يعيشها فريقه أصابته بفيروس ما!

    صاحب الـ24 سنة سدد كرة واحدة فقط على المرمى، ولم يسدد خارجها طوال المباراة وأهدر ركلة جزاء، وحاول المراوغة 3 مرات نجح في مرتين، ولمس الكرة 22 مرة فقط، ووصلت دقة التمرير لديه إلى 77% بمجموع 10 تمريرات صحيحة من أصل 13، ولعب تمريرتين مفتاحيتين.

    وفقد الدولي النرويجي الاستحواذ على الكرة في 6 مناسبات، وفاز بالتحامين هوائيين من 3 محاولات ونفس الأمر بالنسبة للالتحامات الأرضية.

  • Manchester City FC v Everton FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    انتقالات يناير ضرورة قصوى

    قبل انطلاق المباراة تحدث جوارديولا لشبكة "أمازون برايم"، عن إمكانية دخول ناديه لسوق الانتقالات لمواجهة الأزمة الحالية، وقال إنه قد يفعل ذلك، ولكنه اعترف بأن الميركاتو الشتوي ليس سهلًا ولا يمكن ضمان أي شيء فيه.

    تشكيل مانشستر سيتي اليوم شهد العديد من التغييرات، أبرزها غياب إيدرسون وماتيوس نونيز وجون ستونز وجاك جريليش وكايل ووكر عن قائمة الفريق تمامًا، مع استمرار جلوس كيفين دي بروينه على دكة البدلاء، ولكن كل هذه التغييرات لم تحل أي شيء.

    تخيل أن الفريق الذي كان يمتلك رودري صاحب الكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم في مركز الوسط المدافع، أصبح لديه الآن ماتيو كوفاتشيتش، الكرواتي الذي أصبح لا يجيد أي شيء، لا تمرير ولا قطع للكرة أو تحكم في نسق اللعب مثلما كان يفعل نظيره الإسباني.

    سيكون على بيب حل هذه المشكلة بلاعب آخر في خط وسط، وكذلك بمدافع أيمن جديد لأن ريكو لويس ليس الحل لكوارث ووكر، ولا يزال أمامه الكثير للتطور من أجل اللعب كأساسي بفريق بحجم مانشستر سيتي.

    والآن مع خط الهجوم، ومرة أخرى يجب أن نلوم جوارديولا على عدم ضم أي لاعب بعد التخلي عن خوليان ألفاريز لأتلتيكو مدريد الصيف الماضي، حيث ترك المدرب الكتالوني إرلينج هالاند وحده، تزامنًا مع انخفاض مستوى فيل فودين النجم الأول للفريق الموسم الماضي.

    سيكون على سيتي التعاقد مع لاعب جديد مع هالاند من أجل مساعدته وتخفيف الأعباء الموضوعة عليه، لأنها بدأت تنال منه وتسببت في إهداره لركلة جزاء ضد إيفرتون، وهي الكرات التي اعتاد على تسجيلها بمنتهى السهولة منذ وقت قريب.

  • Manchester City FC v Everton FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    لغز النكسة والنظرية الأقرب

    ما شاهدناه اليوم ضد إيفرتون لم يحدث للمرة الأولى، هذا السيناريو عانى منه مانشستر سيتي في أكثر من مباراة، الفريق لا يفوز حتى لو ظهر بمستوى مميز في أغلب الفترات وقام بالهيمنة على الكرة وصنع الكثير من الفرص.

    مانشستر سيتي قدم مباراة جيدة في خسارته برباعية أمام توتنهام بالدوري، وخلال تعادله مع فينورد 3/3 في دوري أبطال أوروبا والعديد من المناسبات الأخرى بمختلف البطولات، وهذا ما حدث اليوم أيضًا، شوط أول مثالي وهدف تم تسجيله والعديد من الفرص الضائعة.

    كل شيء كان يسير على ما يُرام، حتى اللحظة الحالكة التي استقبل فيها الفريق هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، حيث تغير بعدها كل شيء وانقلبت الأمور تمامًا.

    كما قلنا في مواجهة أستون فيلا، سيتي عندما كان يتأخر في النتيجة أو يقترب من التعثر بعد نهاية الشوط الأول، كان يذهب في الثاني ليأكل الأخضر واليابس، ولكنه لم يفعل ذلك، بل ترك الفرصة لإيفرتون لتسجيل الهدف الثاني في أكثر من لقطة.

    عبد الله دوكوري أهدر فرصة سانحة للتسجيل في الدقيقة 69 من زمن اللقاء لكنها مرت بسلام، لتتاح فرصة أخرى لزميله أوريل مانجالا في الدقيقة 83، ولكنها اصطدمت في الدفاع ومرت إلى ركنية، وحتى عندما أتيحت الفرصة لهالاند لخطف الفوز من ركلة جزاء، أضاعها وسط تألق من جوردان بيكفورد، لتتحول المباراة إلى كابوس جديد.

    التوفيز كانوا قريبين من التسجيل، وكأنهم الفريق الحاصل على لقب الدوري الإنجليزي في آخر 4 سنوات ويقاتل من أجل لقب آخر، وهو ما يعكس حالة الانهيار الغريبة التي يمر بها أحد أقوى الفرق في أوروبا من حيث العقلية والثبات والاستمرارية على مدار السنوات الماضية.

    دعنا نخبرك فقط أن فريق هايدنهايم الألماني المغمور، هو الوحيد الذي استقبل أهدافًا أكثر من مانشستر سيتي في جميع المسابقات الكبرى في أوروبا منذ بداية نوفمبر، بمجموع 28 هدفًا مقابل 26 لسيتي ورفاقه.

    هناك نظرية ظهرت مؤخرًا، تقول إن حالة الانهيار سببها يعود إلى معرفة اللاعبين في مانشستر سيتي بعقوبة قادمة على النادي قد تؤدي إلى هبوطه تمامًا، تزامنًا مع التحقيق في تورط العملاق الإنجليزي في 115 تهمة تخص خرق اللعب المالي النظيف.

    المعطيات الحالية تؤكد أن هذه النظرية قريبة جدًا من المنطق، لأن الفريق يلعب بلا شغف أو رغبة في القتال على أي شيء، كما يمكن تفسير قيام بيب باستبعاد بعض اللاعبين بشكل عشوائي لأسباب غير معلومة، بأنه يعاقبهم على عدم القتال بالشكل الكافي.

    العديد من التفسيرات خرجت في كل مكان على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتحول الأمر إلى لغز يحاول الجميع إلى حله، لأن هذا ليس مانشستر سيتي ولا هذا بيب جوارديولا الذي نعرفه!