سيد مراوغة الضغوطات .. كيف ينجح زيدان في كل مرة يتعرض فيها للضغط؟

لا يمكن لأي بداية أن تكون أصعب من بداية زين الدين زيدان في ريال مدريد بعد هزائم متتالية وساحقة من الخصوم في كافة البطولات.

زيدان عندما بدأ مع ريال مدريد في 2016 كان الفريق قد وصل لأسوأ حال ممكن، وبالرغم من ذلك نجح في العودة بهم في منافسة الدوري التي كانت قد انتهت إكلينيكيًا وحقق دوري أبطال أوروبا في معجزة.

الأهم من تحقيق دوري الأبطال أن الفريق استعاد هويته بقدوم زيدان في عدة أيام، ففاز بخماسية على لاكورنيا وبمثلها على خيخون ثمن سجل سداسية في إسبانيول ورباعية في بيلباو وسباعية في سيلتا فيجو.

بعد كل تلك الانتصارات قال البعض على زيدان أن فريقه لا يجيد التعامل مع الكبار وكل ما يستطيع فعله هو التسجيل في الفرق الضعيفة.

تم التدليل على ذلك بالتعادل مع ريال بيتيس وملقة وزاد الضغط بعد الخسارة من أتلتيكو مدريد في سانتياجو برنابيو، ووصل لأقصى حد قبل لقاء الكلاسيكو في ملعب كامب نو.

فذهب زيدان لملعب كامب نو وحقق الفوز بهدفين لهدف وقرب المنافسة في الدوري الإسباني بعدما كانت قد انتهت تقريبًا.

استئصال العنصرية من إنجلترا ونهائيات ريال مدريد .. عناوين الصحف 27 أكتوبر 2020

خسر زيدان بهدفين نظيفين في ألمانيا أمام فولفسبورج وخروج الجميع ليقول أن الموسم الصفري هو المصير النهائي لريال مدريد.

عاد زيدان في لقاء العود بفضل البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تعامل معه المدرب الفرنسي بأفضل صورة ممكنة وأخرج أقوى ما عنده في لقاء العودة الذي انتهى بثلاثية نظيفة.

بعد أن بدأ الموسم الثاني لزيدان وهو بطل دوري أبطال أوروبا أكد الفرنسي أن هدفه الأهم هو الدوري الإسباني.

وبالرغم من الانطلاقة الجيدة تعادل الفريق في لقائين متتاليين أمام فياريال ولاس بالماس ثم تعادل في ألمانيا مع بوروسيا دورتموند بدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.

بدأت الأصوات المعتادة تقول أن زيدان لا يملك الحلول لريال مدريد وأنه من الأفضل أن يخرج مبكرًا قبل أن يفسد الموسم ويكون صفريًا.

لكن سريعًا استفاق فريق زيدان وأنقذ مدربه بسداسية في ريال بيتيس خارجة الأرض تبعتها خماسية في ليجيا وارسو وفوز خارج الأرض على أتلتيك بيلباو وسباعية في ليونيسا بالكأس.

في منتصف ذلك الموسم وتحديدًا بعد العودة من بطولة كأس العالم للأندية بدأ ريال مدريد في فقدان المزيد من النقاط سواء في الدوري أو دوري أبطال أوروبا.

حتى أن الفريق ودع كأس ملك إسبانيا مبكرًا أمام سيلتا فيجو بعد أن خسر على أرضه وتعادل في الخارج.

ومن جديد عادت الشكوك في زيدان الذي لا يملك في رصيده سوى حب الجماهير لأسطورته كلاعب وبطولة دوري الأبطال التي جاءت بعد هدف عكسي من مانشستر سيتي في نصف النهائي وبركلة جزاء أهدرها جريزمان في النهائي.

من جديد عاد زيدان واستمر في حصد النقاط كقطار لا يتوقف حتى نهاية الموسم.

بعد أن استمر ريال مدريد في الانتصار بالدوري الإسباني ولم يتوقف سوى أمام لاس بالماس وأتلتيكو مدريد جاء السقوط أمام برشلونة في الكلاسيكو.

تعثر زيدان أمام برشلونة في اللقاء الذي سجل فيه ميسي هدفه الشهير وظن الجميع وقتها أن الفريق سيستمر في السقوط وسيهدي لقب الدوري لبرشلونة.

لكن بعد لقاء برشلونة خاض زيدان سبعة لقاءات في الدوري الإسباني حقق الفوز في جميعهم وبفارق مريح عدا لقاء فالنسيا الذي انتهى بهدفين لهدف وحيد.

بعد أن حقق دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي ومعه الدوري الإسباني أصبحت الأمور أصعب على زيدان في ريال مدريد.

لن يستطيع زيدان أن يتفوق على موسمه الماضي سوى بتحقيق الثلاثية، وهو الأمر الذي جعل الضغوط على المدرب الفرنسي مهولة.

كان الدور الأول في الدوري هو الأسوأ لريال مدريد منذ سنوات، وبرشلونة شبه حسم المنافسة بعد الكلاسيكو الذي جاء في الأسبوع الـ 17.

كل هذا جاء بعد أن بدأ الفريق الموسم بشكل مميز، وهو ما جعل الضغوط لا تطاق على المدير الفني.

بالرغم من ذلك نجح زيدان في نهاية الموسم في التتويج باللقب الثالث على التوالي في دوري أبطال أوروبا محتكرًا للبطولة أمام جميع خصومه.

وبالرغم من تخلصه من الضغط بالفوز باللقب الثالث إلا أنه قرر الرحيل عن ريال مدريد والراحة قليلًا.

عاد زيدان هذه المرة في الجولة الـ 28 من الدوري الإسباني على أمل تصحيح المسار لكن الفريق كان قد غادر دوري الأبطال بالفعل وكذلك الأمر في الكأس.

حقق زيدان القدر الذي يستطيع تحقيقه من النقاط وخسر أربعة لقاءات وتعادل مرتين لكنه ألقى بكل ذلك خلف ظهره فالفريق كان قد خسر كل شيء بالفعل، وبدأ التحضير للموسم الجديد كأن شيئًا لم يكن.

في بداية الموسم الماضي تعادل ريال مدريد وتعرض للخسائر أمام بلد الوليد وفياريال وباريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد وكلوب بروج وريال مايوركا.

ومن جديد ظهر التشكيك في زيدان على السطح من جديد، وبالفعل الفريق لم يكن يقدم كرة قدم تشفع له النتائج السيئة حتى.

لكن عاد المدرب الفرنسي وقاد فريقه لسلسلة لا هزيمة استمرت لـ 21 مباراة في كل البطولات منحته أفضلية نوعية على برشلونة الذي تعثر عدة مرات.

في منتصف الموسم وبالتحديد قبل توقف فترة كورونا مر ريال مدريد بأسوأ فتراته فتعادل أمام سيلتا فيجو وخسر من ليفانتي ومانشستر سيتي وأصبح خروجه من دوري الأبطال مسألة وقت.

عاد الفريق وخسر من جديد أمام ريال بيتيس وأهدى برشلونة صدارة الدوري وكل شيء يشير لموسم صفري أول تحت قيادة زيدان.

لكن جاء فيروس كورونا وتوقفت كرة القدم وعاد ريال مدريد في أفضل حالاته في يونيو فحقق الانتصار في عشر مباريات متتالية وحسم الدوري لصالحه قبل جولة من النهاية.

كروس: أتمنى العودة لألمانيا، لكنني سأعتزل في ريال مدريد

أصبح لعب الكلاسيكو في ملعب كامب نو من الأنباء السارة بالنسبة لزيدان الذي دومًا يحقق نتائج إيجابية هناك في ملعب الفريق الكتالوني.

وبعد أن خسر الفريق في مواجهتين على التوالي من قادش وشاختار عاد واستعاد الثقة ونجح زيدان في الخروج من الضغوط بالفوز على برشلونة مطلع الأسبوع بثلاثة أهداف لهدف وحيد.