خريج نادي الأساطير، "الإله" أبعده عن السوشيال ميديا واللاعب الأكثر استفزازًا له .. حكايات ماريجا

وُلد ماريجا في فرنسا لعائلة مالية مهاجرة، ومثل بقية المهاجرين واجه مع عائلته معاناة كبيرة وظروفًا صعبة، وكانت كرة القدم وسيلته للهروب من تلك الحياة الصعبة والحصول على عدة ساعات من المتعة.

التحق ماريجا منذ الصغر بنادي أومنيسبورت ليس يوليس "Club Omnisports Les Ulis" الواقع على بُعد 20 كيلومتر تقريبًا خارج باريس، وهو النادي الذي شهد بداية العديد من اللاعبين المهاجرين وعلى رأسهم ثنائي المنتخب الفرنسي تيري هنري وباتريك فييرا ومهاجم مانشستر يونايتد المعار لإشبيلية هذا الموسم أنتوني مارسيال.

بعد 3 سنوات قضاها ماريجا في الدوري الفرنسي الدرجة الثالثة، انضم إلى الترجي التونسي مطلع موسم 2014-2015.

صاحب الـ23 عامًا آنذاك لم يستمر مع ناديه سوى 6 أشهر لم يلعب خلالها أي مباراة رسمية، وذلك لعدم قيده في القائمة المحلية والقارية لعدم وجود مكان فارغ للاعب أجنبي.

الترجي اقترح على ماريجا خيار الخروج بالإعارة لأي فريق حتى يُتاح له مكان، لكنه رفض وطلب فسخ عقده لينتقل إلى مارتيمو البرتغالي في يناير 2015 .. أي ندم يا نادي باب سويقة!

فاجأ ماريجا الجميع حين كان مع بورتو بالابتعاد عن حساباته في السوشيال ميديا رغم اكتظاظها بالمتابعين.

اللاعب أوضح سر ذلك خلال مقابلة مع قناة روتانا خليجية، إذ قال أن وصفه بالإله من جانب مشجعي بورتو وكيل عبارات المديح المخالفة للدين الإسلامي له دفعه للابتعاد عن السوشيال ميديا تمامًا، قبل أن يعود لها مؤخرًا.

وأضاف "في فترة ما ابتعدت عن هذه الوسائل، لم أعطها ذلك الاهتمام، عندما كنت في نادي بورتو، وأواصل التهديف، بدأت تصلني الكثير من التعليقات مثل ماريجا الإله، وغيرها من الردود المرتبطة بالرب، وأنا أخاف الله، وهذه من الأمور غير المحببة بالنسبة لي والتي يرتكب بها بعض المشجعين أخطاءً في الوصف، فمن بعد تلك الفترة أصبح لدي مسؤول يدير أعمالي ويجعلني على إطلاع مستمر بأخبار المنصات الاجتماعية، لكنني بعيدًا عنها شخصيًا".

تألق ماريجا مع بورتو وانتهاء عقده وتوفره في السوق بشكل مجاني شجع العديد من الأندية لخطف وده.

وصلته عروض من أندية إنجليزية وإسبانية لكنه رفض الاستمرار في أوروبا واختار ارتداء قميص الهلال السعودي، وقد أوضح في مقابلة صحفية أن تواجد الهلال في السعودية الدولة المسلمة التي تضمن مدينة مكة المكرمة كان الدافع الأهم لقبوله بالعرض الأزرق.

إذ قال "قضيت 5 سنوات مع بورتو وأحببت بعد ذلك تجربة شيء جديد، أحببت تغيير الحياة والوجهة والقارة، كنت أود أنا وعائلتي أن نعيش في بلاد إسلامية، ولذا لم أتردد لحظة واحدة حين تلقيت عرضًا من السعودية وتحديدًا الهلال، ويكفي وجود مكة القريبة إلينا جدًا كمسلمين في السعودية".

ارتبط ماريجا بحادثة شهيرة جدًا أثارت ردود فعل وجدلًا واسعًا في الإعلام الأوروبي، سواء المختص بكرة القدم أم غيرها، وهي مغادرته الملعب ورفضه إكمال المباراة اعتراضًا على تصرفات عنصرية ضده.

ماريجا نجح في إحراز هدف فوز بورتو على فيتوريا جيماريش 2-1 في الدوري البرتغالي على ملعب الأخير في فبراير 2020، وقد تعرض بعدها لهتافات وإهانات عنصرية كبيرة مما دفعه للخروج من الملعب غاضبًا ورفضه كل محاولات المدرب سيرجيو كونسيساو وزملائه اللاعبين إقناعه بالبقاء.

اللاعب قال بعدها لإذاعة "إر إم سي" الفرنسية "لم أستطع البقاء على أرض الملعب بعد الإهانات وصيحات القرود التي واجهتها، شعرت بإذلال كبير، لا يمكن مواصلة اللعب في وقت يسخر به بعض الناس من لون بشرتك".

الحادثة أثارت استياء كبار المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم رئيس البرتغال، مارسيلو ريبيلو دي سوسا، الذي أدان الواقعة ووصف ما حدث بالجريمة.

كشف ماريجا خلال مقابلة متلفزة عن تأثره كثيرًا بقصة الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر وظل محتجزًا به حتى توفي داخله بعد أيام من البحث عنه وسط دعم ومتابعة حثيثة من العالم أجمع.

وأفاد ماريجا أن سر تأثره الكبير بتلك القصة هي أن اسم ابنه الوحيد ريان، وتلك كانت المرة الأولى التي يكشف بها نجم الهلال عن أحد جوانب حياته الشخصية التي يُخفيها تمامًا عن الإعلام.

كشف ماريجا في حوار صحفي عن أن زميله في الهلال علي البليهي هو الأقرب له، مشيرًا في نفس الوقت إلى أنه الأكثر استفزازًا له بمزاحه.

إذ قال لقناة روتانا خليجية "علي البليهي هو اللاعب الأقرب لي في الهلال، لأنه شخص طيب وصاحب قلب أبيض، لكنه أحيانًا ينجح في استفزازي من باب المزح، هو يجعلني أصل لأقصى مراحل الاستفزاز".

كان موسى ماريجا أحد نجوم بورتو الذي أقصى يوفنتوس من دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، بعدما هزمه ذهابًا 2-1 وخسر أمام إيابًا 2-3 في ثمن النهائي، وقد ترك بصمته في اللقاء بإحراز أحد هدفي الفوز في البرتغال.

خسارة يوفنتوس وفشله في الفوز بدوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي بعد ضم النجم الأسطوري كريستيانو رونالدو أقنع الأخير بضرروة الرحيل عن الفريق والبحث عن تحدٍ جديد، وقد حدث بالفعل ورحل البرتغالي قبل عام من نهاية عقده إلى مانشستر يونايتد.