اللغز الكبير .. لماذا لا يلعب ماريجا مهاجمًا في الهلال؟

اقتربنا من نهاية الموسم في الدوري السعودي، ومازال اللغز قائمًا دون حل .. لماذا لا يلعب موسى ماريجا مهاجمًا في الهلال؟

بطل آسيا تعاقد مع المهاجم المالي في صفقة انتقال حر بعد نهاية عقده مع بورتو، وقد ظننا جميعًا أنه يُحضره ليكون المهاجم الأساسي عقب انتهاء حقبة بافيتمبي جوميس مع الفريق.

اقرأ أيضًا | الشهري، الغنام، كمارا وغيركم .. اهربوا من "جحيم" الدوري السعودي

لم يتخل الهلال عن جوميس، ولم يُجلسه المدرب ليوناردو جارديم على دكة البدلاء، بل فوجئنا جميعًا بتغيير تكتيكي كبير في الفريق بتحوله من طريقة لعب 4-2-3-1 إلى 4-4-2 بالاعتماد على المهاجمين جوميس وماريجا معًا في الملعب والتركيز على التمريرات العرضية من الطرفين، وكانت تلك من أكبر خطايا المدرب.

اتضح جليًا للجميع أن طريقة اللعب تلك لا تُناسب الهلال، وقد انتهت تمامًا بالتعاقد مع ماتيوس بيريرا في آخر أيام سوق الانتقالات، لتعود طريقة اللعب 4-2-3-1 .. لكن الغريب، أن جوميس مازال المهاجم وماريجا بدأ يلعب جناحًا أيمن!

تنوعت طريقة اللعب بعد ذلك على الورق بين 4-2-3-1 و4-4-2، لكن الواضح على الملعب كان وجود ماريجا جناح أيمن مهاجم، يتواجد خارج منطقة الجزاء أكثر من داخلها ويقوم بواجبات دفاعية واضحة، وكل هذا كان لأن جوميس لم يسمح له أبدًا باللعب كمهاجم بتألقه الملفت ومواصلة إحرازه للأهداف.

تخلى الهلال عن جوميس في يناير ورحل جارديم ووصل رامون دياز، وظن الجميع هنا أن ماريجا سيكون المهاجم الأساسي، وهو الهدف الذي ارتدى لأجله القميص الأزرق، لكن النادي تعاقد مع أوديون إيجالو هداف الدوري السعودي من الشباب وجعله المهاجم الأساسي واستمر تواجد اللاعب المالي في الجانب الأيمن من الثلاثي خلف النيجيري.

طرحت السؤال في عدة مقالات وتغريدات سابقة، ما السر في عدم لعب ماريجا مهاجمًا في الهلال؟ خاصة أن تألق اللاعب مع أنديته السابقة وآخرهم بورتو كان في مركز المهاجم، سواء المتمركز أو المتحرك.

الأغرب من كل هذا حدث مؤخرًا في دوري أبطال آسيا، حيث غاب إيجالو للإصابة ولم يلعب ماريجا مهاجمًا! بل واصل تواجده في الجناح الأيمن ولعب صالح الشهري ثم عبد الله الحمدان في مركز المهاجم!

اللغز الكبير مازال قائمًا .. لماذا يلعب ماريجا جناحًا أيمن في ظل وجود كاريلو والدوسري وميشيل وجميعهم قادرون على اللعب في الجانب الأيمن وتقديم أداء هجومي ودفاعي أفضل من المالي، وهنا أتحدث عن مهام الجناح .. سواء كان الأساسي أو المقلوب (أي صاحب القدم اليمنى يلعب في اليسار والعكس).

الدوسري يُقدم أداءً فريدًا في الجناح، بالدخول إلى العمق والتحول لصانع ألعاب أكثر، فيما يُفضل كاريلو اللعب على الخط تمامًا وصناعة الأهداف بالتمريرات العرضية، ويُشبهه ميشيل في هذا الأسلوب ... حتى عبد الله الحمدان يستطيع اللعب في الجناح وسبق أن تألق كجناح في صناعة الأهداف مع الشباب.

نرى في الشكل أدناه مقارنة رقمية بين كاريلو في الموسم الماضي وماريجا في الجاري، وكلاهما لعب في خانة الجناح الأيمن للهلال .. نلاحظ الفارق واضح في التمريرات الحاسمة وصناعة الفرص، وتلك الأرقام ما هي إلا دليل على ما هو واضح في الملعب بالفعل.

ماريجا سجل مع الهلال 11 هدفًا وصنع هدفين، وإن عدنا بالذاكرة سنجد أن جُل أهدافه سُجلت حين لعب مهاجمًا داخل منطقة الجزاء، وما يُدلل على أنه لا يستطيع تأدية أدواره الهجومية كجناح هو العدد المخجل لتمريراته الحاسمة، والجناح عادة مسؤول عن صناعة الأهداف أكثر من إحرازها، إلا إن كان يقوم بأدوار المهاجم الوهمي وفق منظومة هجومية معينة وتلك لا يتبعها الهلال أبدًا.

ماريجا يجتهد كثيرًا لكنه لا يستطيع تأدية أدوار الجناح بالشكل المطلوب لأنه لا يمتلك السرعة والمهارة الفردية في المراوغة والانطلاق، شيء وحيد يقوم به جيدًا في خانة الجنا وهي الواجبات الدفاعية، وقد تكون تضحياته الدفاعية هي الإجابة على السؤال ومفتاح حل اللغز الذي حيرنا جميعًا، ولكن هل هي كافية؟ لا أعتقد أبدًا.

أنتظر بقوة لأرى قرار دياز في تلك المعضلة خلال الموسم القادم، هل سيتخلى عن ماريجا في الصيف ويجلب جناحًا حقيقيًا؟ أم سيجعله مجرد بديل لإيجالو خاصة إن رحل الحمدان معارًا للحفاظ على آماله في لعب المونديال؟ أم سيستمر بالدفع به في الجناح الأيمن ويُنهي تمامًا أي فرصة لرؤيته مهاجمًا بالقميص الأزرق؟ سنرى.