Graham Arnold Herve RenardGetty Images

"لم أقصد الإساءة وهذا ما أردت قوله" .. مدرب العراق يوجه رسالة "توضيح" لرينارد ويُبرر الجدل بخطأ في الترجمة!

أثار الأسترالي جراهام أرنولد، المدير الفني لمنتخب العراق، جدلًا واسعًا بتصريحاته عن نظيره للمنتخب السعودي، هيرفي رينارد، خلال المؤتمر الصحفي الخاص بمواجهة المنتخبين في ملحق تصفيات آسيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، وقد أرسل مؤخرًا رسالة "توضيح" للمدرب الفرنسي مؤكدًا أنه لم يقصد توجيه أي إساءة له. فما القصة وماذا قال مدرب العراق؟

  • مباراة حاسمة للمنتخبين السعودي والعراقي

    يترقب الجمهور السعودي المواجهة الحاسمة مع المنتخب العراقي في الجولة الأخيرة من محلق تصفيات آسيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام في أمريكا وكندا والمكسيك.

    المنتخبان نجحا في هزيمة إندونيسيا، الفريق الثالث في المجموعة، ولذا الفائز منهما سيحجز مقعده في الرحلة المتجهة لأمريكا الصيف القادم، فيما على الخاسر أن ينتظر جولة أخرى من التصفيات لتحقيق تلك المهمة.

    وتُقام المباراة المرتقبة مساء اليوم على ملعب الإنماء في جدة، وسط توقعات بحضور جماهيري كثيف من المنتخبين السعودي والعراقي. تأتي المباراة في ظل أجواء من الترقب الشديد، خاصة بعد السنوات الأخيرة التي شهدت توترات كروية بين البلدين، تصاعدت إثر تصريحات يونس محمود، أسطورة الكرة العراقية، خلال بطولة كأس الخليج الأخيرة.

  • إعلان
  • ماذا قال مدرب العراق؟

    كان هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول، قد تحدث في المؤتمر الصحفي الذي يسبق المواجهة، بقوله إن مباراة العراق هي الأهم في تاريخه، وسيشرح التفاصيل بعد اللقاء.

    أرنولد لم يترك جملة رينارد، بل علق عليها بقوله إن هيرفي كان يدرب منتخب فرنسا للسيدات، وإن كانت هذه أهم مباراة في تاريخه، فذلك يعني أن الضغط عليه كبير.

    وأضاف مدرب العراق "أحترم المنتخب السعودي، وأنتم من قال إنها أهم مباراة في تاريخ رينارد، أنا أملك العديد من المواجهات الكبيرة، وما قاله هيرفي بأنها ستكون أهم مباراة في حياته، هو تصريح كبير".

    وقد أثارت تلك التصريحات جدلًا واسعًا واعتبرت أنها حملت إساءة واضحة للمدرب الفرنسي صاحب النجاحات الهائلة خاصة في قارة إفريقيا.

  • رسالة توضيح

    أرنولد حرص على توضيح الصورة بعد كل هذا الجدل، واصفًا ما حدث بأنه مجرد سوء فهم بسبب أخطاء في الترجمة، ومؤكدًا أنه لم يقصد توجيه أي إساءة للمدرب الفرنسي.

    ونقل نايف الثقيل، مراسل قناة العربية السعودية، رسالة مدرب العراق إلى رينارد، مشيرًا إلى أنها وصلته بواسطة سلام المناصير، المسؤول الإعلامي عن المنتخب العراقي، وقد كشف عنها خلال تصريحاته مساء أمس.

    الثقيل قال "تصريحات جراهام أحدثت جدلًا واسعًا في السعودية، خاصة أن البعض فهم حديثه حول إشراف رينارد على منتخب فرنسا للسيدات بأنها إساءة للمدرب. تواصل معي المسؤول الإعلامي للمنتخب العراقي وطلب مني نقل رسالة من المدرب مفادها أنه لم يقصد الإساءة نهائيًا إلى رينارد، بل حدث سوء فهم نتيجة سوء الترجمة".

    أضاف "جراهام قال أنه يحترم رينارد ومسيرته المهنية وتاريخه التدريبي، وقال أن المدرب عاصر الكثير من المباريات المهمة والحاسمة ولذا لا يرى أن المواجهة القادمة هي الأصعب في حياته. التصريحات أثارت لغطًا كبيرًا ولذا أصر المدرب على إيصال تلك الرسالة لرينارد".

  • FBL-KSA-RIYADH-HILALAFP

    فرص السعودية أمام العراق

    المنتخب السعودي يدخل مواجهة العراق بفرصتين لاحتلال صدارة مجموعة ملحق التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026، وهو ما يجعله يحجز بطاقة التأهل المباشرة.

    الفرصة الأولى هي الفوز بالطبع، حيث سيرفع رصيده إلى 6 نقاط مقابل توقف رصيد أسود الرافدين عند النقطة الثالثة وانتظارهم مباراة فاصلة مع وصيف المجموعة الثانية.

    الفرصة الثانية هي التعادل، حيث سيرتفع رصيد المنتخبين إلى 4 نقاط لكل منهما، لكن الأخضر سيتفوق هنا بعدد الأهداف المسجلة، وذلك بعد تساوي فارق الأهداف للفريقين بـ +1، وذلك لإحراز زملاء العقيدي 3 أهداف في مرمى إندونيسيا فيما اكتفى نجوم العراق بهدف واحد.

    الإعلام السعودي دعا نجوم الأخضر لعدم الالتفات لتلك الحسابات، وحذروا من أن التفكير بالتعادل قد يؤدي إلى الخسارة، مطالبين الجهاز الفني بقيادة هيرفي رينارد واللاعبين جميعًا باللعب على خيار واحد هو الفوز لضمان التأهل وعدم انتظار مواجهة أخرى فاصلة مع الإمارات أو قطر أو عُمان.

  • مسيرة رينارد

    بدأ المدرب المخضرم مسيرته مع الأندية، حيث شغل مناصب مدرب مساعد ومدير فني في أندية صغيرة في الصين وإنجلترا وفيتنام، لكنه لم يحقق النجاح المرجو، فتوجه إلى القارة الإفريقية ليبدأ فصلًا جديدًا من مسيرته، حيث عمل أولًا مساعدًا في الجهاز الفني لمنتخب غانا بقيادة لي روي.

    شكل مايو 2008 نقطة تحول في مسيرته، حين تولى قيادة منتخب زامبيا وحقق معه نتائج مميزة في كأس أمم إفريقيا 2010، قبل أن يترك الفريق ويخوض تجربتين قصيرتين مع منتخب أنجولا ونادي اتحاد العاصمة الجزائري، ثم عاد إلى زامبيا في 2011.

    جاء الإنجاز الأبرز في مسيرة رينارد عام 2012، حين تُوج بكأس أمم إفريقيا مع زامبيا، ومن ثم خاض تجربة متواضعة مع نادي سوشو الفرنسي. عاد بعد ذلك إلى إفريقيا ليقود منتخب كوت ديفوار، محققًا معه لقب كأس أمم إفريقيا عام 2015، ليصبح أول مدرب في تاريخ القارة يحرز البطولة مرتين مع منتخبين مختلفين.

    لم ييأس رينارد من تجارب الأندية رغم إخفاقاته السابقة، فتولى تدريب ليل الفرنسي، لكنه غادر بعد موسم صعب، جمع خلاله 13 نقطة فقط من 13 مباراة. عاد بعدها إلى القارة الإفريقية لتولي تدريب منتخب المغرب في شمال إفريقيا.

    نجح مع المغرب في إعادة الفريق إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب 20 عامًا، مؤهلاً إياه لمونديال 2018 لأول مرة منذ 1998، لكنه غادر بعد إخفاق المنتخب في كأس أمم إفريقيا 2019.

    بعد ذلك، بدأت تجربته السعودية الأولى التي حققت نجاحًا ملحوظًا، كان أبرزها الفوز على الأرجنتين في كأس العالم قطر 2022، قبل أن يغادر مؤقتًا لتولي تدريب المنتخب الفرنسي للسيدات، ثم عاد في 2024 لتولي قيادة المنتخب السعودي مرة أخرى، بهدف تصحيح المسار بعد تجربة المدرب الإيطالي المخيبة للآمال.