ملعب هيلسبره غالبًا ما كان يتم اختياره لاستضافة نصف نهائي كأس إنجلترا، لكن الأمر أصبح مغايرًا منذ يوم 15 أبريل من عام 1989، ذلك اليوم الذي كان من المفترض أن يشهد إقامة نصف نهائي كأس إنجلترا 1988-89 بين ليفربول ونوتنجهام فورست. بدأت القصة بسبب أعمال صيانة غير معلنة لطريق M62 الذي يصل مدينة ليفربول بشيفيلد، وهو ما فاجأ فئة من مشجعي ليفربول المسافرين لمشاهدة المباراة.
و بعد وصولهم إلى الملعب قبل بدايتها بدقائق (علمًا أن الإذاعات ووسائل الإعلام المحلية كانت قد أعلنت أن الملعب سيغلق أبوابه قبل ربع ساعة من بداية المباراة)، تدفق الجميع نحو البوابتين الثالثة و الرابعة، ووصولًا إلى الساعة الثالثة - ساعة بدء المباراة -، بلغ عدد المشجعين عند كلتا البوابتين 3 آلاف مشجعًا. في البداية، و بين الساعة 14:30 و14:40، كان عدد المشجعين الذين وصلوا قابل للسيطرة، و لكن بسبب إهمال الأمن في تنظيم الدخول، أدى تدفق الجميع عند بوابتين إلى تدفق الحشود التي وصلت بعد ذلك إلى ذات البوابتين، ما خلق مشاكل كبيرة حين أراد الأمن منع المشجعين من الدخول بعدها، فكلما أراد المشجعون العودة إلى الخلف وجدوا مجموعة تدفعهم إلى الأمام من المتأخرين في الوصول للملعب.
و مع ازدياد التدفق الجماهيري و انحصار الكثير من المشجعين بين بوابات العبور، و مع وصول الأخبار بوجود بعض الأماكن الشاغرة داخل الملعب، قام ضباط الشرطة و الأمن بفتح عدد من بوابات المرور الخاصة ببوابة الملعب الغربية بشكل عشوائي كونها المؤدية إلى المدرجات الغربية الخاصة بمشجعي ليفربول، مفتقرين مجددًا للتنظيم حيث لم تكن تلك البوابات مؤدية للمقاعد الشاغرة في الملعب، ليشهد الملعب اندفاعًا كبيرًا من المشجعين عبر النفق المؤدي من البوابة الغربية إلى الملعب مباشرة و يصطدمون بالسياج الكبير العازل بين المدرجات وأرض الملعب، و الذي كان يتواجد في السابق في جميع الملاعب الإنجليزية.
لذا، كان المتنفس الوحيد للمشجعين هو التسلق إلى المدرجات الغربية مباشرة دون البحث عن مقاعد شاغرة أو السلالم المؤدية حتى إلى المدرجات الغربية، وذلك هروبًا من التدفق الجماهيري العنيف الذي أودى بحياة العديد من المشجعين "المدهوسين" تحت الأقدام و المختنقين. ويا للسخرية!! بعد 6 دقائق من بداية المباراة انتبهت الشرطة داخل الملعب للمشكلة و فتحوا الأبواب المتواجدة في السياج المحيط بأرض الملعب، ليتم إيقاف المباراة و يتدفق المشجعون إلى أرض الملعب للنجاة بحياتهم.
تسبب ذلك الحادث الأليم في مقتل 96 مشجعًا أمام كاميرات قناة بي بي سي الإخبارية البريطانية، إضافة إلى نقل 300 مصابًا إلى مختلف المستشفيات. و في أعقاب ذلك اليوم المشؤوم، تقرر إزالة السياج الفاصل بين الملعب و المدرجات من جميع الملاعب الإنجليزية، كما تم جعل جميع مدرجات الملاعب الإنجليزية بمقاعد فقط دون أي مناطق للواقفين، و ذلك من أجل تحديد أعداد المشجعين بشكل أقل و تخفيض السعة الداخلية للملاعب لتفادي مثل هذه الكوارث.