بنزيما، دي يونج، ونيمار .. أسماء أبدعت ولم تحصل على التقدير الكافي في 2020

يمكن القول أن ياسين بونو كان أحد أفضل حراس المرمى في عام 2020 بدون منازع، ورغم ذلك ابتعدت عنه كل الجوائز وتناست الأغلبية جهوده الفذّة مع إشبيلية.

تصديات بونو كانت سببًا رئيسيًا في تتويج إشبيلية بلقب الدوري الأوروبي، ما دفع النادي الأندلسي لشراء عقده بعد أن كان معارًا، المغربي برهن أنه حارس عملاق وحقًا لم يلق التقدير المستحق.

من الظلم حقًا أن يتم ذكر الثنائي دايوت أوباميكانو وتيمو فيرنر فقط عندما يتعلق الأمر بلايبزيج في الموسم الماضي، فالقائد مارسيل سابيتسر كان من أهم أسباب ما حققه النادي الألماني ولا يزال أحد أهم لاعبي وسط الملعب في العالم.

التغافل دائم عن مستويات الدولي النمساوي رغم ما يوفره من مرونة استثنائية في منتصف الملعب، ولم يتوقف بانقضاء الموسم الماضي بل حتى في الموسم الجديد سجل ثلاثة أهداف وصنع ثلاثة آخرين.

عام 2020 كان أحد نجومه سابيتسر  سواءً على الصعيد الأوروبي أو المحلي، لكن الأضواء سُلطت على لاعبين آخرين غيره وحتى لم يلق اهتمام من الأندية الكبرى كما كان يُفترض.

من عيوب لعب فاينالدوم في ليفربول هو تناسي دوره الهام جدًا في منتصف الملعب لوجود لاعبين آخرين كبار مثل محمد صلاح وساديو ماني ومؤخرًا ديوجو جوتا، الدولي الهولندي حقًا لاعب أكثر من رائع.

يوفر فاينالدوم لليفربول قدرة على الضغط العالي نظرًا لركضه الكثير في منتصف الملعب وافتكاك الكرة العظيم الذي يمتلكه، جنبًا إلى جنب مع تكملته الهجومية الرائعة.

من دون صاحب الـ30 عامًا ليفربول في أزمة حقًا، من الصعب إيجاد لاعب آخر يوفر هذه الحزمة من المهارات في آن واحد، وإن رحل بنهاية عقده الصيف المقبل فحتمًا ستكون خسارة كبرى للريدز.

حقًا الظلم هو العنوان الواقعي لما يحدث مع رافاييل جيريرو، أحد أفضل اللاعبين ربما في العالم، لكن لسوء حظه ما بين حالة بوروسيا دورتموند من جهة، والتغافل الإعلامي عن البوندسليجا، لا يأخذ ما يستحق أبدًا.

ذكي جدًا وسريع، يوفر الحلول سواءً في منتصف الملعب أو عندما يلعب كظهير أيسر، لكن النتيجة؟ لا أحد يتذكر البرتغالي، الكل ينظر إلى نجوم بايرن ميونخ فحسب، حتى في دورتموند أتى هالاند وأخذ كل الصيط الإعلامي.

مع حالة ميلان البارزة في 2020، كان يجب أن يُنظر إلى دافيدي كالابريا بما يستحق، فهو حقًا أحد أفضل ظهراء الجبهة اليُمنى في العالم كله، لا فقط على صعيد الكالتشيو.

حلّ كالابريا أزمة كانت كبيرة للروسونيري على الأطراف، وأدى بصورة جيدة أيضًا عندما لعب في الجبهة اليُسرى حتى صار قطعة لا تمس في كتيبة ستيفانو بيولي.

بعد تجربة في ليفربول لم تكن ناجحة بسبب الإصابات، انتقل إنجز إلى ساوثامبتون، وفي 2020 انفجر بأتم معاني الكلمة، فرغم أن فريقه من فرق الوسط لكنه صارع على لقب هداف الدوري الإنجليزي الموسم الماضي حتى الرمق الأخير وأحرز إجمالًا 22 هدفًا بالبريميرليج و25 بشكل عام.

وواصل إنجز التألق وهذه المرة في الموسم الجديد، بتسجيله 6 أهداف في أول 12 مباراة، مستويات استثنائية للدولي الإنجليزي ورغم ذلك لم تُسلط عليه الأضواء بقدر إنجازه الفردي العظيم.

من الصعب أن يُصر جوزيه مورينيو على التعاقد مع لاعب بعينه دون إدراك أنه حقًا يحمل موهبة فريدة من نوعها، هذا ما فعله السبيشال وان مع لوكا مودريتش من قبل مع الريال، وفعله هذا الصيف لاقتناء هويبيرج.

بعد أن كان من نجوم ساوثامبتون لكن لا أحد يتذكره نظرًا لتواجد فريق هازنهوتل في مراكز الوسط، جذب هويبيرج الأضواء إليه مع توتنهام بصورة واضحة، بينما لم يتوقف مورينيو عن الإشادة به في كل مناسبة.

المحبط حقًا أن رغم مستويات هويبيرج الإعجازية في منتصف الملعب وما قدمه للسبيرز، لم يحظ بتقدير كافٍ من المسؤولين، ففقط رُشح مرة واحدة للاعب الشهر ولم يفز بالجائزة، وتغافلت الأغلبية عنه في تشكيلات الأفضل عن العام.

حاله كحال ميلان ككل، انفجر عطاء فرانك كيسي مع الروسونيري في 2020 سواءً من ناحية الأداء الدفاعي أو حتى ما يقدمه مؤخرًا من إضافة هجومية أكثر من رائعة.

ظُلم كيسي بأن أغلب الإشادة ذهبت إلى نجم ميلان الأول زلاتان إبراهيموفيتش ومن بعده المدرب ستيفانو بيولي، بيد أن كيسي حقًا حلّ أزمات منتصف الملعب كلها للنادي الإيطالي ولم يأخذ ما يستحق من مديح أبدًا.

تجربة موراتا السيئة في تشيلسي جعلت بعض الجماهير تتغافل عن أنه يمتلك حقًا قدرات جيدة، هذا ما ظهر في 2020 جليًا سواءً مع أتلتيكو مدريد أو مؤخرًا مع يوفنتوس.

10 أهداف سجلها الدولي الإسباني مع اليوفي وصنع 7 آخرين في 17 مباراة، كما أحرز نفس الرقم مع أتلتيكو وكان من نجوم 2020 حقًا.

بدلًا من منحه ما يستحق وما أجبر أندريا بيرلو على تفضيله على ديبالا في يوفنتوس، تغافل واضح عن قدرات صاحب الـ28 عامًا والعام الاستثنائي الذي ظهر به من ناحية الأرقام والأداء أيضًا.

هناك حالة غريبة من التقليل من فرينكي دي يونج، صحيح أنه لم يصل إلى نفس ما كان عليه في أياكس، لكنه لم يكن أبدًا سلبيًا مع برشلونة في العام الأخير بنفس القدر الذي يحاول البعض إيهام الجماهير به.

الدولي الهولندي تأقلم كثيرًا وتحسن وأوضح للجميع أن بمقدوره التطور أكثر وأكثر، لكن ميسي نفسه قالها أن البرسا يُعاني وفي مرحلة انتقالية وهذا أثر عليه نفسه، فماذا عن لاعب واعد في بيئة جديدة؟

الحظ دائمًا ما يقف ضد لوكاكو ويجعله لا يلق نصف التقدير الذي يستحقه باعتباره أحد أفضل المهاجمين في العالم بكل المقاييس، فرغم تقديمه لبطولة عظيمة مع إنتر بالدوري الأوروبي، نسيّ الجميع ذلك بعدما أحرز هدفًا ذاتيًا في النهائي أمام إشبيلية، ثم تكرر الأمر بعدما ارتطمت الكرة به بدلًا من دخول المرمى في دوري أبطال أوروبا بمباراة شاختار، ما أخرج النيراتزوري من المنافسة.

لوكاكو مهاجم كبير، هو ربما يكون الأفضل في إيطاليا بعد رونالدو، لكن سوء الحظ هو عنوان مسيرته في الكالتشيو حقًا، سواءً الأرقام أو الأداء يقولان أن البلجيكي مظلوم من الجماهير كثيرًا.

رد لوكا مودريتش على كل من شككوا في قدراته ولو لوهلة خلال 2020، أداء عظيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى من الدولي الكرواتي، الذي أثبت أن العمر مجرد رقم ليس إلا.

بدون مودريتش لم يكن ريال مدريد ليحقق الدوري الإسباني ولكان هُزم في العديد من المباريات، تقليل في الكثير من الأحيان من قيمته وأهميته والفيفا تجاهله أيضًا، لكن هذا لا يجعلنا نغفل أبدًا عن مستوياته العظيمة.

في النهاية، أجبر مودريتش ريال مدريد على تمديد عقده، فمستواه يجعله من لاعبي النخبة حتى ولو كان في الخامسة والثلاثين من عمره.

قدّم بنزيما مردودًا فنيًا رائعًا مع ريال مدريد هذا العام، وبسبب أهدافه الحاسمة وما يوفره للملكي من فوائد كثيرة، تمكنت كتيبة زين الدين زيدان من التتويج بلقب الدوري الإسباني بعد غياب ثلاثة مواسم.

الواقع أن بنزيما لم يحظ بالتقدير الذي استحقه في الجوائز الرسمية تحديدًا، فهو كان ثاني هدافي الليجا وهداف الريال في دوري الأبطال، ومن ناحية الأداء الفردي كان من أفضل لاعبي العالم، ورغم ذلك غاب عن جوائز الفيفا والاتحاد الأوروبي.

كالعادة، تعرض الفرنسي إلى ظلم معتاد يتعرض له منذ انضمامه إلى الريال، لكن الفارق أن الظلم السابق كان من قبل الجماهير، أما الآن فبات من المسؤولين والاتحادات.

ولا يجب الإغفال أنه ورغم هذا الأداء الاستثنائي ظل بنزيما بعيدًا عن منتخب فرنسا في ظلم بيِّن من المدرب ديديه ديشان، الأمر الذي جعل اللاعب يخرج ويقول أنه لن يستسلم ولن يعتزل دوليًا وذهب للمطالبة بأن يلعب بجنسية أخرى إن اقتضى الأمر.

في كل مناسبة يظهر فيها بوتش يُثبت حقًا أنه أحد أهم المواهب الواعدة في كرة القدم، لكن على عكس أغلبية الأسماء الأخرى، تعرض بوتش للظلم من مدربه لا من جماهيره أو ناديه أو المسؤولين.

رونالد كومان يستبعده تمامًا من حساباته ويؤكد في كل مناسبة أن عليه العمل بدنيًا ليحظى بمكانة أساسية معه، الدكة هي مكان موهبة تشارك في أي مباراة تصنع الفارق بصورة واضحة.

الواقع أن كومان لا يحب بوتش ووصفه بالجاسوس باعتبار أنه نقل بعض الأنباء للصحف في بداية ولاية الهولندي، لكن أبدًا لم يستحق صاحب الـ19 عامًا الطريقة التي يتم معاملته بها، حقًا هو المظلوم الأكبر في 2020.

لا جدال على ما يمتلكه نيمار من إمكانيات، فهو بالتأكيد من أفضل اللاعبين في العالم، لكن من الغريب حقًا تلك الحالة من إنكار ما قدمه البرازيلي في 2020 فقط لأن باريس سان جيرمان خسر نهائي الأبطال.

صاحب الـ28 عامًا كان من أفضل اللاعبين بهذا العام، ويكفيه أنه قاد بي آس جي لأفضل مشاركة أوروبية في تاريخهم، ولولا مانويل نوير لكتب اسمه من ذهب مع النادي الفرنسي.

التاسع في جائزة الأفضل ولا أحد يتذكره في جوائز الاتحاد الأوروبي، تصرفات غريبة وظلم كبير جعل اللاعب نفسه يقول أنه سيترك كرة القدم ويتجه إلى ألعاب أخرى، لعله يأخذ ما يستحق.