Getty Images Sportفي سن السابعة والثلاثين، يبدو أن روبرت ليفاندوفسكي يقف عند منعطف حاسم في مسيرته.
بعد أن توهج على الساحة الأوروبية، أولاً في بايرن ميونخ ثم في برشلونة، يستعد المهاجم البولندي لكتابة الفصل الأخير من قصته في كتالونيا.
بين الإصابات، والمنافسة المتزايدة، والتفكير الشخصي، يُقال إن المهاجم البولندي اتخذ قرارًا صعبًا بشأن مستقبله.
Gettyوصل روبرت ليفاندوفسكي في 2022 كنجم كبير، وسرعان ما فرض نفسه كرأس حربة لنادي برشلونة. بتسجيله 33 هدفًا وتقديمه 8 تمريرات حاسمة في موسمه الأول، جسّد النهضة الهجومية للنادي الكتالوني تحت قيادة تشافي هيرنانديز. وقد أثار انضباطه وحسه التهديفي واحترافيته إعجاب غرفة الملابس والجماهير على حد سواء.
لكن بعد موسم ثانٍ أكثر تباينًا، اتسم بمشاكل بدنية، يبدو أن ابن وارسو قد وصل إلى نقطة تحول. على الرغم من عام ثالث مثير للإعجاب إحصائيًا (42 هدفًا في 52 مباراة)، فإن حقيقة مرور الزمن ومتطلبات المستوى العالي فرضت نفسها عليه.
منذ عدة أسابيع، ووفقًا لـ "فوت ميركاتو" وأصداء من صحيفة "سبورت"، قررت إدارة برشلونة رحيله في نهاية موسم 2025-2026. مع انتهاء عقده في يونيو، لن يتم تجديد عقد روبرت ليفاندوفسكي، وهو قرار مدفوع براتبه الضخم (26 مليون يورو سنويًا) ورغبة النادي في تجديد خط هجومه.
Getty Images Sportبالنسبة لروبرت ليفاندوفسكي، فإن نهاية هذه المغامرة لا تعني التنازل على الإطلاق. يرفض المهاجم البولندي، المثالي والطموح، إنهاء مسيرته تحت ضغط الزمن أو الإصابات.
في سن السابعة والثلاثين، لا يزال يرى نفسه قادرًا على الأداء على أعلى مستوى، على الأقل لموسم أو موسمين إضافيين.
هذا الاختيار، الذي تم التفكير فيه مليًا، يندرج في إطار استمرارية مسيرة بُنيت على الثبات والانضباط. ورغم أنه لا يخفي سأمه من بعض الانتقادات، يحتفظ ليفاندوفسكي بدافع سليم. هذا الرحيل المبرمج من برشلونة ليس إذًا قطيعة، بل هو انتقال. طريقة أنيقة لطي صفحة دون محو الصفحات الذهبية التي كُتبت في كامب نو.
AFPمهما حدث، سيغادر روبرت ليفاندوفسكي برشلونة باحترام كامل من عالم كرة القدم. في ثلاثة مواسم، سيكون قد سجل أكثر من مائة هدف، ووجّه المواهب الشابة، وجسّد أخلاقيات عمل مثالية. كما أن تعاونه مع هانز فليك، الذي التقى به مجددًا منذ الموسم الماضي، قد أحيا ذكريات مجيدة من بايرن ميونخ.
ولكن هذه المرة، يتجه البولندي نحو الخلود: خلود لاعب عرف كيف يغادر في الوقت المناسب، دون التخلي عن طموحاته. نادي برشلونة، الذي يسعى للتجديد والتوازن المالي، يحيي بالفعل أحد أعظم لاعبيه رقم 9 في القرن الحادي والعشرين. وبالنسبة لروبرت ليفاندوفسكي، لم تُقل الكلمة الأخيرة بعد: مستقبله لا يزال قيد الكتابة، لكن دائمًا تحت راية التطلب والشغف.
