أسطورة البرازيل : نيمار ليس قدوة لأي شخص وفعل كل شيء إلا الاعتناء بنفسه!

آخر مباراة لنيمار بقميص المنتخب البرازيلي كانت في 17 أكتوبر 2023. في ذلك اليوم، خسر السيليساو 2-0 أمام أوروجواي في مونتيفيديو. 

خرج النجم البرازيلي قبل نهاية الشوط الأول بعد تعرضه لإصابة خطيرة. وأظهرت الفحوصات إصابته بتمزق في الرباط الصليبي للركبة اليسرى. ومنذ ذلك الحادث، لم يظهر مع المنتخب البرازيلي حتى الآن. وقضى عامين تقريبًا دون أي اتصال رسمي مع الفريق.

بينما يحافظ كارلو أنشيلوتي، الذي يتولى الآن مهمة تدريب المنتخب الوطني، على موقف حذر، يتصاعد الجدل في وسائل الإعلام.

 لم يغلق المدرب الإيطالي الباب، مؤكداً أن نيمار "في حالة جيدة" يمكنه العودة للعب "على أعلى مستوى"، سواء مع البرازيل أو "أي فريق في العالم". تصريح يبدو وكأنه دعوة للصبر، حتى لو كانت الشكوك تساور تدريجياً قدامى اللاعبين في الفريق الأصفر.

من بين الأصوات الأكثر انتقادًا، يبرز إيمرسون ليو كأكثرها صراحة. بطل العالم عام 1970، الحارس الأسطوري السابق للمنتخب البرازيلي، لم يتردد في إعادة نيمار إلى مكانه في مقابلة مع ESPN، نقلتها صحيفة "آس" الإسبانية. "نيمار ليس قدوة لأحد"، قال بحسم.

الرجل الذي خاض 80 مباراة دولية يعرف جيداً متطلبات المستوى العالي. يتذكر محادثاته مع الشاب نيمار في بداياته. "لقد بدأ كلاعب رائع. أتذكر أنه في أحد الأيام، عندما كنت ألعب ضد سانتوس، خرج من الملعب. التقيت به وقلت له: "اسمع يا فتى، سنحتاجك في كأس العالم. اعتنِ بنفسك". وهذا هو الشيء الوحيد الذي لم يفعله".

وأوضح: "في رأسه، عندما يبدأ حركة ما، يعرف ما سيفعله، لكنه لم يعد قادراً على القيام بذلك،لم يعد لديه نفس رد الفعل العضلي. لم يعد لديه نفس تسلسل التدريب. لم يعد نفس الرياضي".

ووفقًا له، لا يزال نيمار لاعبًا موهوبًا، ولكنه أصبح الآن مقيدًا بجسده. وأضاف إيمرسون: "حتى اليوم، هو مجبر على القيام بما كان يفعله من قبل، ولكنه لم يعد قادرًا على ذلك لأنه غير مستعد". هذه ملاحظة قاسية تعكس الفجوة بين اللاعب الذي كان عليه واللاعب الذي أصبح عليه الآن.

هذه الرؤية التي تشاطرها جزء من الصحافة البرازيلية تغذي الشعور بالانزعاج حول لاعب جيل 2014. لطالما اعتُبر نيمار وريث بيليه، لكنه يبدو الآن أسيرًا لجسد لم يعد قادرًا على مواكبة اللعبة وبيئة غالبًا ما تغلب فيها حياته خارج الملعب على حياته داخله.

يحاول المدرب الإيطالي، المعروف بدبلوماسيته، تهدئة الأجواء. وقد صرح مؤخراً أنه لا يزال يؤمن بإمكانية عودة اللاعب، ولكن فقط إذا استعاد لياقته البدنية المثلى. رسالة تبعث على الأمل، ولكنها تتطلب أيضاً الكثير.

مع اقتراب موعد كأس العالم بعد بضعة أشهر، الوقت يمر بسرعة. البرازيل تبحث عن نفحة جديدة من الحيوية، ومسألة عودة نيمار تثير الانقسام. بين القدامى الذين يطالبون بالتجديد وأولئك الذين ما زالوا يؤمنون بسحره، تجد السيليساو نفسها عند منعطف حاسم.

بالنسبة لإيمرسون ليو، لم يعد النجم البالغ من العمر 33 عامًا يمثل النموذج الذي تتوقعه البرازيل من قائدها. في بلد يتفوق فيه الحماس لكرة القدم على كل شيء، لاقت انتقاداته صدى على الصعيد الوطني. تتجاوز رسالته حدود الملعب، فهي تمس مسؤولية لاعب من المفترض أن يكون مصدر إلهام للشباب.

أما نيمار، فهو يلتزم الصمت. بين العلاج والشائعات حول عودته، يكافح من أجل استعادة مستواه. لكن كلما مر الوقت، كلما أصبحت المسألة ملحة. هل يمكنه أن يعود ليكون ذلك اللاعب القادر على قيادة البرازيل إلى المجد العالمي؟