أضعتم صيامنا! .. الحلقة الثالثة | دموع صلاح في رمضان.. راموس يحول حلم كييف لليلة سوداء!

في شهر رمضان من عام 2018، كانت الأنظار معلقة بنجم مصري سطع في سماء الكرة الأوروبية، إنه محمد صلاح، الفرعون المصري الذي قدم موسمًا استثنائيًا مع نادي ليفربول الإنجليزي، موسمًا حطم فيه الأرقام القياسية، وتوج بجائزة هداف الدوري الإنجليزي، وجائزة أفضل لاعب في إنجلترا.

لم يكن الأمر مجرد تألق لاعب مصري، بل كان حلمًا مصريًا وعربيًا يتجسد على أرض الواقع، حلمًا بأن يرى الجميع لاعبًا عربيًا يصل إلى أعلى المستويات العالمية، وينافس على أرفع الألقاب.

وفي ذلك الشهر الفضيل، كان عشاق كرة القدم المصرية والعربية يترقبون بشغف نهائي دوري أبطال أوروبا، النهائي الذي جمع بين ليفربول وريال مدريد، النهائي الذي كان محمد صلاح نجمه الأبرز، والورقة الرابحة لليفربول لتحقيق اللقب الغائب.

في ليلة السادس والعشرين من مايو 2018، الموافق ليوم 11 في شهر رمضان، احتشدت الجماهير في المنازل والمقاهي لمتابعة النهائي الحلم، نهائي دوري أبطال أوروبا، الكل كان متفائلًا، الكل كان يحلم بأن يرى صلاح يقود ليفربول للتتويج باللقب، وأن يواصل كتابة التاريخ بأحرف من ذهب، لكن القدر كان يخبئ مفاجأة قاسية، مفاجأة لم تكن في الحسبان.

في الدقيقة 26 من المباراة، وبينما كانت المباراة في بدايتها، حدث ما لم يتوقعه أحد، تدخل قوي من سيرخيو راموس، مدافع ريال مدريد، على محمد صلاح، تدخل أدى إلى سقوط صلاح على الأرض متأثرًا بإصابة قوية في الكتف.

لحظات صمت رهيب خيمت على الأجواء، القلوب توقفت عن الخفقان، الجميع كان يترقب بقلق مصير النجم المصري، حاول صلاح استكمال المباراة، حاول التحامل على نفسه، لكن الألم كان أقوى، ليُجبر على الخروج من الملعب في الدقيقة 30، دموع صلاح كانت أبلغ من أي كلام، دموع حارة نزلت من عينيه، دموع شاب كان يحلم بتحقيق إنجاز تاريخي، ولكن حلمه تحطم أمام عينيه في لحظات.

خروج صلاح من الملعب بهذه الطريقة، أثار غضبًا واسعًا بين الجماهير المصرية والعربية، بل وحتى العالمية، العديد من الصحف والمحللين والجماهير اتهموا سيرخيو راموس بتعمد إصابة صلاح، بهدف إخراج المنافس الأبرز لريال مدريد من المباراة، وتحقيق الفوز واللقب.

الصور والفيديوهات للواقعة انتشرت كالنار في الهشيم، وتسببت في حالة من الاحتقان والغضب العارم، جماهير شعرت بالظلم، جماهير شعرت بأن حلمها قد سُرق منها، جماهير ربما فقدت صيامها في تلك اللحظات من شدة الغضب والانفعال.

إصابة صلاح وخروجه من المباراة، كان نقطة تحول في اللقاء، فبخروج النجم المصري، فقد ليفربول قوته الهجومية الضاربة، وتأثر أداء الفريق بشكل واضح، بينما استفاد ريال مدريد من الموقف، وسيطر على مجريات اللعب، وتمكن في النهاية من الفوز باللقب بنتيجة 3-1، في مباراة شهدت أخطاء كارثية من حارس مرمى ليفربول، لوريس كاريوس، لكن يبقى الأثر الأكبر لإصابة صلاح على نتيجة اللقاء وعلى معنويات لاعبي ليفربول.

لم تتوقف تداعيات إصابة صلاح عند حدود نهائي دوري أبطال أوروبا، بل امتدت لتؤثر على مشاركة المنتخب المصري في كأس العالم 2018 بروسيا، فإصابة صلاح استمرت لفترة طويلة، وغاب عن المباراة الأولى للمنتخب المصري في المونديال أمام أوروجواي، وهي المباراة التي خسرها المنتخب المصري بهدف نظيف، وكان لهذه الخسارة دور كبير في توديع الفراعنة للبطولة من الدور الأول.

إصابة محمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018، ستبقى ذكرى مؤلمة في تاريخ الكرة المصرية، وحدثًا كرويًا لن ينساه عشاق الساحرة المستديرة، حدثًا أثار الكثير من الجدل والغضب، وجعل الكثيرين يشعرون بمرارة الهزيمة والظلم، وربما أفقد البعض صيامهم في شهر رمضان الفضيل، لتنضم واقعة "دموع كييف" إلى قائمة اللحظات الكروية التي "أضاعت صيامنا".