Egypt Zimbabwe GfxGoal Ar

أضعتم صيامنا! .. الحلقة الثانية | عندما تُفطر "طوبة" شعبًا بأكمله، جيل ذهبي يدفع ثمن الاستهتار!

يا لها من ذكريات قاسية تلك التي تعود بنا إلى شهر رمضان المبارك، شهر العبادة والروحانيات، ولكن في عالم كرة القدم، قد تختلط المشاعر وتتداخل الأحاسيس، لتجد نفسك أحياناً على حافة فقدان صبرك، وربما صيامك!

بعد أن كانت الحلقة الأولى من سلسلتنا "أضعتم صيامنا" عن خسارة المنتخب السعودي المهينة أمام روسيا في مونديال 2018، نعود بكم اليوم إلى مرارة أخرى، ولكن هذه المرة بنكهة مصرية خالصة، مرارة مباراة زيمبابوي الشهيرة في تصفيات كأس العالم 1994.

  • ستاد القاهرة.. مسرح الأحلام في رمضان

    في السابع من رمضان عام 1413 هجري، الموافق 28 فبراير 1993 ميلادي، كان ستاد القاهرة على موعد مع التاريخ، تاريخ من نوع خاص، تاريخ امتزجت فيه الآمال العريضة بالصدمة المدوية.

    مصر تستضيف زيمبابوي في الجولة السادسة والأخيرة من الدور الأول لتصفيات كأس العالم 1994، الحلم يراود المصريين بتكرار إنجاز مونديال إيطاليا 1990، والوصول للعالمية من جديد.

  • إعلان
  • موقعة كروية فاصلة.. وجماهير تتحدى الصيام

    الوضع كان واضحاً وضوح الشمس، مصر في المركز الثاني برصيد 7 نقاط، زيمبابوي المتصدر بفارق نقطتين، لا بديل عن الفوز للفراعنة من أجل خطف بطاقة التأهل للدور الحاسم.

    جماهير مصرية، عشقها لكرة القدم لا يضاهيه عشق، زحفت إلى ستاد القاهرة قبل ساعات من انطلاق المباراة، تحدت حر النهار وصيام رمضان، بل وصل الأمر ببعضهم إلى الإفطار في المدرجات! نعم، لقد فضلوا الإفطار على مقاعدهم في المدرجات لضمان مكان مبكر، ليكونوا شهود عيان على موقعة كروية فاصلة، مشهد لن يمحى من الذاكرة، ستاد القاهرة يتحول إلى مائدة إفطار رمضانية عملاقة، الكل على قلب رجل واحد، يدعم المنتخب الوطني، ويهتف بحماس منقطع النظير.

  • SOCCER-CAN98-EGYPT-SAFRICA-FR98AFP

    بداية متعثرة.. وانتفاضة الفراعنة قبل نهاية الشوط الأول

    صافرة البداية، والقلوب تخفق بشدة، لكن سرعان ما تحولت تلك الخفقات إلى صدمة، هدف مبكر لزيمبابوي في الدقيقة الخامسة عن طريق إيجينت ساوو، صمت رهيب يخيم على المدرجات، هل تبخر الحلم؟ هل ضاعت الآمال؟
    لكن لاعبي المنتخب المصري رفضوا الاستسلام، وقبل نهاية الشوط الأول، انتفض الفراعنة، أشرف قاسم يسجل هدف التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 32، ويعود الأمل من جديد، ثم يشتعل الحماس أكثر وأكثر، حسام حسن، الهداف التاريخي، يطلق قذيفة مدوية في الدقيقة 40، هدف التقدم!
    ستاد القاهرة يهتز من الفرحة، الجماهير في قمة النشوة، الشوط الأول ينتهي بتقدم مصر 2-1، الاقتراب من المونديال أصبح قاب قوسين أو أدنى.

  • طوبة طائشة.. تقلب الموازين وتغير التاريخ

    بين الشوطين، الأجواء لا تُصدق، أحاديث جانبية عن المونديال، توقعات بالتأهل، الجميع يحلم باللحظة التاريخية، لكن القدر كان له رأي آخر، رأي قاسي ومفاجئ.

    في تقرير حكم اللقاء، ذكر أن طوبة طائشة، لا يعرف من أين أتت، أُلقيت من المدرجات لتصيب مدرب منتخب زيمبابوي! يا لها من طوبة مشؤومة، طوبة غيرت مجرى التاريخ، طوبة كانت كفيلة بأن يتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قراراً تاريخياً، هو الأول من نوعه في تاريخه، بإعادة المباراة في أرض محايدة.

  • صدمة وغضب.. وحلم يتبخر في ليون

    صدمة، ذهول، غضب، مشاعر متضاربة اجتاحت الجماهير المصرية، كيف لطوبة طائشة أن تضيع حلم جيل كامل؟ كيف لطيش لحظة أن يمحو جهود سنوات؟ قرار الفيفا كان قاسياً وغير متوقع، إعادة المباراة في ليون بفرنسا، في ظروف مختلفة تماماً، وبدون جماهير رغم أن المباراة الأصلية تمت وانتهت وأطلق الحكم صافرتها بالفعل.

    في ليون، لم يكن المنتخب المصري هو نفسه، خسر بهدف نظيف، وتبخر حلم المونديال، وضاعت فرصة التأهل، وضاعت معها فرحة طال انتظارها.

    أما الجماهير المصرية التي افطرت في المدرجات، وحلمت بالانتصار، فقد شعرت بمرارة لا توصف، مرارة الهزيمة، ومرارة الظلم، ومرارة ضياع الصيام في لحظات غضب وانفعال.

  • ذكرى مؤلمة في رمضان.. ودرس قاس في كرة القدم

    مباراة زيمبابوي في تصفيات كأس العالم 1994، ستبقى وصمة عار في تاريخ الكرة المصرية، وذكرى مؤلمة في شهر رمضان، شهر الروحانيات، شهر يُفترض أن يكون شهر ضبط النفس والتحكم في المشاعر، لكن في عالم كرة القدم، قد تخرج الأمور عن السيطرة، وقد تجد نفسك في لحظة غضب تفقد فيها صيامك، وتفقد معها الكثير.