Man City Villa ratings gfxGetty

أستون فيلا ومانشستر سيتي .. هالاند يختفي في "مباراة اعتزال جريليش" و"بالمر الجديد" يصعق جوارديولا!

وصل مانشستر سيتي إلى أرضية ملعب "فيلا بارك" ونحن في فترة أعياد الميلاد، طمحًا في الحصول على هدية من أوناي إيمري ورفاقه في أستون فيلا، ولكن الإجابة كانت :لا!

الفريق الذي يعاني الموسم الأسوأ له مع المدرب بيب جوارديولا، تجرع مرارة الهزيمة مرة أخرى بهدفين مقابل هدف، في الجولة السابعة عشر من الدوري الإنجليزي، لتتبدد آماله من جديد في الحصول على لقب البطولة.

لو كنت مشجعًا لسيتي ستشعر بالقلق والإحباط، ليس فقط بسبب النتيجة، ولكن بعد المشهد المتواضع الذي أصبحت تشاهده بشكل شبه أسبوعي، من فريق كان أشبه بالوحش الكاسر، تحول إلى مجموعة فاقدة للروح والحدة والرغبة في الفوز.

وبعد هذا السقوط الجديد لحامل لقب البريميرليج في آخر 4 مواسم، دعونا نتعمق بشكل أكبر في المزيد من التفاصيل عن هذه الخسارة..

  • Aston Villa FC v Manchester City FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    إيمري درسهم جيدًا

    من المعروف عن أوناي إيمري مدرب أستون فيلا، أنه يدرس الفريق المنافس جيدًا ويفكر كثيرًا "أحيانًا أكثر من اللازم" لمعرفة نقاط ضعفه والانقضاض عليها سريعًا.

    وبالفعل كان يعرف إيمري أن سيتي يواجه أزمة دفاعية جعلته يخسر 8 مباريات من آخر 11 لعبها بكل البطولات، لذلك حاول استغلال الأمر تزامنًا مع غياب المدافع الأفضل في كتيبة بيب جوارديولا وهو البرتغالي روبن دياش.

    اللقطة الأولى كانت من انفراد صريح للمهاجم الكولومبي المتألق جون دوران، والذي تلقى الكرة "وحيدًا" بعد منتصف الملعب وانفرد بالحارس ستيفان أورتيجا المتخصص في الانفرادات، وسددها في يده لتمر بسلام على مرمى الضيوف.

    فيلا لم ييأس بعد هذه اللقطة، وتراجع قليلًا للدفاع وسط سيطرة من سيتي، وكان مستعدًا للقطة الانقضاض القادمة، وهو ما حدث في الدقيقة السادسة عشر عندما انفرد دوران من هجمة مرتدة أخرى بأورتيجا ووضعها في مرماه ببراعة "مثلما اعتاد كثيرًا هذا الموسم"، بعد مجهود رائع من زميله يوري تيليمانس.

    الهدف نجح في تحجيم الضيوف كثيرًا، وجعلهم يشعرون بأنهم على أعتاب خيبة أمل جديدة، حيث فشل الفريق في تهديد فيلا بشكل حقيقي حتى صافرة الحكم بانتهاء الشوط الأول.

  • إعلان
  • Aston Villa FC v Manchester City FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    حلول جوارديولا بلا أنياب

    بعدما تحول كايل ووكر وكيفين دي بروينه من نقطتي قوة لمانشستر سيتي إلى أحد أسباب النكسة التي يعيشها الفريق هذا الموسم، قرر جوارديولا التخلي عنهما في بداية المعترك على ملعب فيلا بارك.

    بيب قرر الدفع باللاعب الشاب ريكو لويس في مركز الظهير الأيمن بجوار جون ستونز ومانويل أكانجي ويوشكو جفارديول، بينما وضع برناردو سيلفا وفيل فودين وجاك جريليش أمام إلكاي جوندوجان وماتيو كوفاتشيتش.

    الخطوة كانت مفهومة للغاية بسبب التراجع المرعب في مستوى الثنائي وانخفاض سرعتهما بشكل ملحوظ، مما أدى إلى ظهور مطالب بخروجهما من النادي في أقرب فرصة ممكنة، واستبدالهما بعناصر أخرى أصغر سنًا وأكثر تعطشًا للمنافسة.

    ولكن ما فعله بيب لم يسفر عن أي شيء، لم يظهر ريكو لويس هجوميًا، ولم ينجح في مقاومة مرتدات فيلا، حيث وصل أصحاب الأرض مرتين من ناحيته، كما استسلم فودين الذي لعب بدلًا من دي بروينه أمام سيطرة وسط فيلا بقيادة بوباباكار كامارا وأمادو أونانا ويوري تيليمانس وجون مكجين على مدار الشوط الأول.

    الخطورة الوحيدة لسيتي في الشوط الأول كانت عن طريق جاك جريليش، لاعب أستون فيلا السابق، الذي ركز الفريق الهجوم من ناحيته، ولكنه لم يكن فعالًا بالشكل الكافي لتهديد مرمى إيميليانو مارتينيز، واكتفى بعرضية قاتلة فشل جفارديول في استغلال بغرابة شديدة في الدقيقة 43.

    تركيز بيب على جريليش، وبناء أغلب هجماته من ناحيته، جعل محمد أبو تريكة المحلل في شبكة "بي إن سبورتس"، يسخر من الأمر قائلًا إننا ربما نشاهد مباراة اعتزال النجم الإنجليزي، حيث ظهر في حالة من الدهشة بسبب الطريقة التي اعتمد عليها بيب في النصف الأول من المباراة.

    وبسبب حالة التفكك الهجومي التي عانى منها سيتي، فشل كل هؤلاء في مساعدة إرلينج هالاند لمدة 45 دقيقة كاملة، واختفى تمامًا لغياب الدعم من خط الوسط، عكس دوران الذي وصل أكثر من مرة على الجانب الآخر.

  • Aston Villa FC v Manchester City FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    الكابوس يكتمل في الشوط الثاني

    اعتدنا على مدار السنوات الماضية، أنه عندما يتأخر سيتي في النتيجة بعد انتهاء الشوط الأول، يدخل الفريق بعدها ليأكل الأخضر واليابس من أجل العودة في النتيجة وافتراس الفريق الخصم.

    بيب أخرج جون ستونز مع بداية الشوط الثاني ودخل بدلًا منه كايل ووكر، لتصبح الأمور أسوأ، سيتي لم يمتلك الكرة من الأساس، وفيلا كان الأكثر سيطرة وخطورة ووصولًا إلى المرمى في أكثر من مناسبة.

    الدقيقة 48 كانت الإثبات الأوضح للجميع أن الوصول إلى مرمى مانشستر سيتي أصبح أسهل ما يمكن، الكرة تم تناقلها بكل سلاسة ومرونة، لتصل إلى الظهير ماتي كاش الذي سددها في الشباك الخارجية بغرابة شديدة.

    تيليمانس عاد لنا من جديد في مشهد آخر، وصنع فرصة خطيرة في الدقيقة 51 ولكنها ضاعت، لتزداد الأمور سوءًا على الضيوف، عن طريق لعبة أخرى وصلت إلى مورجان روجرز على الجانب الأيسر، سددها اللاعب الشاب في القائم بالدقيقة 60.

    كل هذه اللقطات كانت بمثابة الإنذار بأن الهدف الثاني قادم، وبيب لم يفعل أي شيء لإيقافه، بل استسلم له عندما شاهد الكرة تدخل مرماه بتسديدة من روجرز"خريج أكاديمية مانشستر سيتي السابق" في الدقيقة 65 من عمر اللقاء من صناعة مكجين.

    ماذا فعل سيتي بعدها؟ هجمات عشوائية بلا معنى، وكأن الفريق فقد هويته، لم نشاهد حالة الاستنفار والضغط الكاسح الذي اعتدنا عليه مع جوارديولا، ليبدو أن الإسباني فقد السيطرة على فريقه وجدد عقده في الوقت الخاطىء.

    الأمور سارت في الاتجاه المعاكس في الدقائق الأخيرة، حيث كان فيلا على وشك تسجيل الهدف الثالث من انفراد للبديل أولي واتكينز، لكن ستيفان أورتيجا أبعدها عن مرماه ليمنح فريقه الأمل في العودة.

    إيمري بدا وكأنه تعلم من الدرس الذي تذوق مرارته أكثر من مرة، بتراجعه غير المبرر بعد التقدم في النتيجة، بامتلاكه الكرة والضغط للتسجيل مرة أخرى، ومع ذلك جاءت الضربة من خطأ دفاعي فادح داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 93 من عمر المباراة بهدف من فيل فودين، ولكن من حسن حظ فيلا أن الوقت كان تأخر على أي عودة قاتلة تفسد الليلة على أصحاب الأرض لتنتهي المباراة بنتيجة 2/1.

  • Aston Villa FC v Manchester City FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    رجل المباراة .. من أكاديميتك يا جوارديولا

    في وقت سابق قام موقع "جول" باستعراض المواهب التي تركت مانشستر سيتي لتشق طريقها نحو الأضواء بعيدًا عن ملعب الاتحاد، ويبدو أنه يجب علينا إضافة موهب أخرى للمجموعة، وهو مورجان روجرز.

    النجم الشاب الذي انضم لأكاديمية مانشستر سيتي في 2019 ورحل عن النادي في صيف 2023 بعد سلسلة من الإعارات، كان رجل المباراة بالمشاركة مع تيليمانس، بعد صناعته الهدف الأول وتسجيله للثاني.

    صاحب الـ22 سنة كان بمثابة الكابوس لدفاع سيتي، بسبب قدراته البدنية والفنية الهائلة من خلال لعبه في مركز الجناح الأيسر، وهو الأمر الذي دفع البعض للقول نصًا "نشعر وكأننا نشاهد إيدين هازارد جديد".

    سخرية القدر أن رودجرز عندما احتفل بهدفه الثاني، قام بتقليد احتفال "الشعور بالبرد" المعروف عن كول بالمر، وكأنه يخبر جوارديولا بالخطأ الفادح الذي ارتكبه بعدم منحه الفرصة مثلما حدث مع نجم تشيلسي.

    الأرقام تشهد لصالح روجرز، حيث كان رجل المباراة وفقًا لموقع "سوفا سكور" والذي منحه تقييمًا وصل إلى 8.8/10.

    اللاعب الشاب لمس الكرة 54 مرة ووصلت الدقة لديه إلى 86%، ولعب تمريرتين مفتاحيتين، وسدد كرة على المرمى وواحدة خارجها، وأكمل 3 مراوغات ناجحة من أصل 5 وصنع هدفًا ولعب تمريرة حاسمة، وفاز بـ6 التحامات أرضية من 10 محاولات.

    تخيلوا أنه لو انتبه بيب بشكل أكبر لأكاديمية سيتي، لكان لعب اليوم بفريق به كول بالمر وروميو لافيا ومورجان روجرز وغيرهم، بدلًا من الثنائي المتهالك إلكاي جوندوجان وماتيو كوفاتشيتش.

    لاعب آخر قدم "مباراة عمره" وهو البلجيكي يوري تيليمانس، الذي كان المحرك الرئيسي لخط وسط فيلا، وساعد فريقه على مقاومة الضغط وإفساد هجمات سيتي، كما لعب العديد من التمريرات السحرية في عمق دفاعات الفريق الخصم ببراعة منقطعة النظير.