حصاد الاتحاد 2019 - السيارة ترجع إلى الخلف

لم يمر العميد في تاريخه بما مر به في عام 2019 على المستوى المحلي، إذ أنه صارع الهبوط في الموسم الماضي قبل أن يؤمن نفسه قبل جولتين من نهاية الموسم، وها هو الموسم الحالي ينزف نقاطًا بالجملة في الدور الأول ويقبع في المراكز الأخيرة بجدول الترتيب.

في الموسم الماضي، خسر النمور 14 مباراة، ولم يحققوا الفوز سوى  في تسع فقط وتعادلوا في سبعة لقاءات أخرى، ليجمعوا 34 نقطة، ويختتموا الموسم في المركز العاشر.

بالموسم الحالي، يقبع الاتحاد في المركز الـ13 برصيد 13 نقطة، حيث خسر ثماني مباريات، وفاز في أربع وتعادل في واحدة، وربما هو على موعد مع تكرار معاناة الموسم الماضي.

كان أمام العميد فرصة أن يخرج من العام ببطولة في شهر مايو الماضي، بعدما تأهل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، لكنه اصطدم بالتعاون في النهائي، وخطف ليندر تاوامبا الفوز للسكري في اللحظات الأخيرة من المباراة، التي انتهت بنتيجة 2-1.

حال العميد كان أفضل على المستوى الآسيوي، إذ لم يتلق سوى هزيمة وحيد، وفاز في ثلاث مباريات وحقق تعادلين، ليحتل وصافة مجموعته برصيد 11 نقطة، خلف الوحدة الإماراتي 13 نقطة.

وعبر النمور أيضًا دور الـ16 بالفوز أمام ذوب آهن أصفهان الإيراني ذهابًا بنتيجة 2-1 وإيابًا بنتيجة 4-3، لكنه لم يعبر ربع النهائي، حيث اصطدم بالهلال السعودي.

الاتحاد أمام الزعيم نجح في الخروج بالتعادل السلبي ذهابًا، لكن في الإياب تلقى هزيمة بثلاثية مقابل هدف وحيد، ليودع البطولة.

في 29 مايو 2019، تلقى جمهور العميد صدمة كبيرة بصدور قرار من اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بإيقاف مهاجم الفريق وأحد أهم لاعبيه فهد المولد لمدة عام كامل، بعد ثبوت إيجابية العينة المأخوذة منه في إحدى المباريات.

والغريب في الأمر أن اللاعب تنازل عن حقه ولم يحضر جلسة الدفاع عن النفس ولم يطلب تحليل عينة ثانية.

حاليًا المولد يستعد للعودة للملاعب عقب خمسة أشهر من الآن، لكن يبدو أن عودته لن تكون للنادي الجداوي، إذ ظهر في فيديو ردًا على انتقاله للنصر معلقًا: "إن شاء الله".

وخلال هذه الفترة، عاتب الفهد إدارة الاتحاد، حيث أنه لم يلق الاهتمام الذي كان يتوقعه، بجانب إيقاف راتبه وفقًا للقوانين، لكنه كان راغبًا أن تجد الإدارة حلًا حتى يواصل الحصول على مستحقاته.

في 18 يونيو 2019، قام لؤي ناظر؛ رئيس الاتحاد السابق، بتسليم مفتاح الرئاسة إلى أنمار الحائلي، الذي فاز في الانتخابات بالتزكية كونه المرشح الوحيد، ليبقى على مقعد رئاسة العميد حتى عام 2023.

لكن الحائلي لم ينجح في الحصول على رضا الجماهير، إذ تهاجمه بين الحين والآخر، إذ يمر النادي بعديد الأزمات منذ توليه المنصب دون إيجاد حلول جذرية.

التشيلي لويس فيلانويفا؛ لاعب وسط الفريق، بعدما كان أحد نجوم الصف الأول لدى جمهور العميد، تحول كل ذلك في الموسم الماضي واستمر الوضع في الحالي، إثر تراجع مستواه.

فيلانويفا كان محور لعب الاتحاد في وسط الملعب على مدار موسمي 2016-2017 و2017-2018، لكن منذ الموسم الماضي والجمهور يطالب برحيله، وحاليًا عديد التقارير تؤكد أن نهاية مسيرته مع النمور في يناير المقبل.

في 26 فبراير 2019، أقام جمهور الاتحاد الاحتفالات بعودة المدرب التشيلي لويس سييرا لقيادة الفريق من جديد، بعدما نجح في ولايته الأولى في حصد لقب الكأس وكأس ولي العهد، لكن هذه المرة الوضع مختلف.

سييرا نجح في البداية في الهروب بالعميد من شبح الهبوط بالدوري السعودي، إذ حقق معه الفوز في ست مباريات، وتعادل وحيد، وهزيمتين، أمّن بهم بقاء الفريق في دوري المحترفين.

كذلك نجح على الصعيد الآسيوي بالوصول به إلى ربع النهائي، وأيضًا الوصول لنهائي كأس خادم الحرمين.

لكن في الموسم الحالي، كانت الصدمة، إذ ظهر الفريق معه في حالة تراجع كبير وغابت الروح عن اللاعبين في الملعب،ـ فتلقوا أربعة هزائم ولم يحققوا الفوز سوى في ثلاث مباريات.

الجمهور والإدارة اتهموا سييرا بالتعمد في ظهور الفريق بمستوى سيء، حتى يجبر الإدارة على إقالته ومن ثم يحصل على الشرط الجزائري، وبالفعل هو ما حدث، ليكتب المدرب التشيلي نهاية سيئة لتاريخه مع الاتحاد.

الميركاتو الصيفي للاتحاد كان هو الأسوأ على الإطلاق، ففي الوقت الذي تتصارع به الأندية على ضم لاعبين أجانب بارزين، يحدثون الفارق في أداء الفريق، كانت أعين سييرا في مكان آخر.

سييرا جلب لاعبين أجنبيين فقط، والأمر من ذلك كانت أعمارهم، هما التشيلي لويس خيمينيز صاحب الـ35 عامًا، والأرجنتيني إيميليانو فيتشو صاحب الـ30 عامًا.

الثنائي لم يضف أي جديد لأداء النمور، حتى كانوا عبئًا عليه وإن كان فيتشو أفضل حالًا من التشيلي.

وفي الأخير كلاهما فسخ عقده مع الاتحاد بعد مرور أشهر قليلة من التعاقد.

ما زاد من العبء على إدارة النادي الجداوي هو الوضع المالي للنادي، الذي أجبر ثلاثة لاعبين أجانب على الهروب من الفريق وفسخ التعاقد بصورة عاجلة.

البداية كان من لويس خيمينيز، الذي أكد أنه تلقى تهديدات من قبل الجمهور، نظرًا لمستواه غير الجيد، فطلب فسخ التعاقد وهو ما حدث بالتراضي بين الطرفين.

عقبه فيتشو، الذي لم يتحمل الوضع المالي السئ وتأخر مستحقاته لأكثر من شهرين، بجانب عدم سداد النادي للمصاريف المدرسية لابنته، ليخرج معتذرًا لجمهور العميد، معلنًا فسخ التعاقد من طرف واحد، حيث تكفل له لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فسخ التعاقد تلقائيًا طالما لم يحصل على مستحقاته لمدة شهرين.

وعلى خطى الأرجنتيني سار المغربي مروان دا كوستا، إذ أنه تعاطف في البداية مع فيتشو وأكد أن الوضع في النادي غريب ثم خرج معتذرًا معربًا عن ندمه، ومؤكدًا أنه سيبذل قصارى جهده حتى يعيد الاتحاد لوضعه الطبيعي، لكن بعد مرور شهر تقريبًا من رحيل فيتشو، غادر هو الآخر المملكة تاركًا خطاب للإدارة لفسخ عقده.

أزمة الاتحاد المالية مستمرة والوضع مزري وإن كان مسؤوليه يقولون عكس ذلك، لكن أرض الواقع أكبر دليل على وجود أزمة.