حصاد الأهلي 2019 - عام الأزمات والانقلاب على العقيد ونهاية غير سعيدة منتظرة

الراقي خرج مبكرًا من المنافسة على لقب الدوري المحلي موسم 2018-2019، وإن كان عام 2019 أفضل من سابقه، فبه جمع 31 نقطة من أصل 55 جمعها طوال الموسم الماضي.

التراجع كان على مستوى الموسم بأكمله مقارنةً بسابقه، إذ كان ينافس في موسم عام 2018 على اللقب حتى الجولة الأخيرة لولا تفوق الهلال عليه بنقطة وحيدة، لكن بالعام المشرف على الانقضاء، فالراقي احتل المركز الرابع في جدول الترتيب، بل كان قريبًا من خسارة مقعده في دوري أبطال آسيا 2020، حيث تفوق بفارق نقطة وحيدة عن المركز الخامس.

كذلك في كأس خادم الحرمين الشريفين 2019، لم يستطع المنافسة طويلًا فخرج من دور الـ16 بالهزيمة أمام الوحدة في ركلات الترجيح بنتيجة 3-1 بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما.

الآن الأهلي أمامه مباراة وحيدة في 2019 بدوري عام 2020، كلاسيكو أمام الشباب، لكن كذلك العام الحالي لم يكن وجه خير على الراقي في مباريات الدوري الجديد، يحتل حاليًا الوصافة برصيد 23 نقطة بفارق ثلاث نقاط عن الصدارة، ولا يزال له مباراة مؤجلة، الإشكالية في خسارته لثماني نقاط، نظرًا لهزيمتين وتعادلين، أمام فرق كان من المفترض أن يتغلب عليها بسهولة إلا أنه هُزم من الحزم وتعادل أمام العدالة، هاتان المباراتان كانتا كفيلتين لتجعل الأهلي محتلًا الصدارة حاليًا.

دوري أبطال آسيا 2019 هو نفسه 2018 بالنسبة للراقي، الوداع من دور الـ16 هو العنوان، هذا العام كانت الإطاحة به على يد غريمه المحلي الهلال، إذ هُزم ذهابًا 4-2، ثم فاز في الإياب 1-0 دون فائدة.

لكن كذلك نتائجه في تراجع فلم يحصد سوى تسع نقاط فقط بدور المجموعات مقابل 14 نقطة في 2018.

كان غريبًا أن يشهد عام 2019 انقلاب غالبية جمهور الأهلي على العقيد السوري عمر السومة؛ مهاجم الفريق، حيث انتقدته بشدة وصلت إلى المناداة برحيله، إثر تراجع مستواه.

ما فاجأ الجمهور أيضًا هي تصريحات السومة الأخيرة، التي أكد بها أنه كان قريبًا بالفعل من الرحيل متجهًا إلى النصر، إذ طلب هو بنفسه الخروج حتى لو على سبيل الإعارة وبالفعل اتفق مع سعود آل سويلم؛ رئيس النادي العاصمي، لكن الاستخارة أرجعته عن قراره. (طالع التفاصيل)

المغربي المتألق نور الدين أمرابط؛ صانع ألعاب النصر، كانت مفاجأة كبيرة لجمهور العالمي والراقي أن يعلن الأمير منصور بن مشعل؛ المشرف العام على الكرة بالنادي الجداوي، عرض اللاعب عليه من قبل مسؤولي النادي العاصمي، لكنه تم رفض الصفقة!

ابن مشعل أكد أن عبد الرحمن الحلافي؛ المشرف على الكرة بالنصر، تواصل مع أحمد الصائغ؛ رئيس الأهلي، طالبًا التعاقد مع سلمان المؤشر في صفقة تبادلية مع أمرابط، لكن المفاجأة أن الكرواتي برانكو؛ المدير الفني الأسبق، ضم أمرابط لفريقه! (طالع التفاصيل)

في واقعة غريبة من نوعها على قلعة الراقي، خرج منصور بن مشعل في 2019 مهاجمًا الجمهور، الذي عزف عن الحضور للمدرجات، تعبيرًا عن الاستياء والنتائج في عهد الكرواتي برانكو.

ابن مشعل تمنى في تصريحات تليفزيونية صريحة أن يكون جمهور الأهلي مثل جمهور بقية الأندية، محملًا إياهم مسؤولية تراجع النتائج بغياب حضورهم للمباريات بالمدرجات.

واحدة من العناوين العريضة لحصاد عام 2019 بالأهلي هي الاتهامات التي تبادلها منصور بن مشعل وأحمد الصائغ، في واقعة غريبًا كليًا على قلعة الراقي.

ابن مشعل بعد أن دعم الصائغ بقوة في الانتخابات من بداية دفعه للترشح وحتى فوزه بالتزكية، انقلب عليه في أول أزمة تعرض لها الفريق..

فبعد الهزيمة أمام الوحدة في الجولة الثالثة من الدوري المحلي، تم الإعلان من قبل الأمير عن إقالة المدرب برانكو، في موقف عارضه الصائغ الذي كان يفضل أن يجد حلًا لسداد مستحقات الكرواتي قبل إقالته، حتى يتجنب النادي الدخول في أزمة مالية، لكنه تفاجأ باتهامات بن مشعل له بالتنصل من المسؤولية وعدم التواجد بالنادي في فترته الحرجة وحتى التسبب في سهر اللاعبين بدعوتهم لتناول الطعام في ساعات متأخرة من الليل، والأمر تطور إلى اتهامه بعدم الالتزام بجلب رعاه للنادي كما كان قد وعد في فترة الانتخابات.

رد الصائغ كان أكثر حكمة من الأمير فلم يخرج لمهاجمته فقد رد على الاتهامات بتبرئه نفسه، لكن كان مؤسفًا أن نتابع مسؤولي الأهلي يتقاذفون عبر شاشات التليفزيون. (طالع التفاصيل)

في 20 من أكتوبر الماضي، احتفل جمهور الأهلي بعودة السويسري كريستيان جروس؛ المدير الفني، للفريق من جديد مستبشرين بعودة الانتصارات والبطولات معه من جديد، مثلما فعل من قبل بقيادة الراقي لحصد لقب الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد.

وبالفعل عادت معه الانتقات، فقد حقق الراقي منذ قدومه الفوز في أربع مباريات متتالية ولم يتلق سوى هزيمة وحيدة، وبخلاف النتائج عادت الروح للفريق من جديد، فهو المدرب الذي يعرفه غالبية اللاعبين جيدًا وهم يعرفونه كذلك.

في الوقت الذي تبحث به كافة الأندية عن الاستقرار الإداري، فمسؤولو الأهلي يحاربون بعضهم البعض..

منصور بن مشعل أرسل خطابًا لمجلس الإدارة مطالبًا لعقد جمعية عمومية غير عادية، تشير التقارير إلى أنه سيطلب بها سحب عضوية الرئيس الصائغ، في حركة ستهز استقرار قلعة الراقي، مما سينعكس بالتأكيد على فريق الكرة.

الاجتماع من المقرر عقده في 30 من الشهر الجاري، فربما لن تكون نهاية سعيدة لعام 2019. (طالع التفاصيل)