الأرقام الأسطورية ليست جديدة.. إبراهيموفيتش ملك في إيطاليا وفرنسا وإنجلترا

بداية النجومية وظهور مدى جودة هذا اللاعب الشاب الذي سيصير فيما بعد نجمًا تاريخيًا من نجوم كرة القدم، حيث برهن إبرا على قدراته منذ أن وصل إلى الفريق الأول لأياكس بكل المقاييس.

في موسمه الأول، سجل 6 أهداف على صعيد الدوري الهولندي وهدفين في الدوري الأوروبي، وفي الموسم الثاني سجل 13 هدفًا بالدوري وهو نفس عدد أهداف موسمه الثالث أيضًا  مع تسجيله لثلاثة أهداف في موسمه الرابع بثلاث مباريات فقط لعبها قبل الانتقال إلى يوفنتوس في نفس العام.

التدرج الذي عاشه إبرا في أياكس كان سببًا رئيسيًا في كل ما حققه فيما بعد، وإجمالًا، سجل السلطان 48 هدفًا في 110 مباراة بمختلف المسابقات، وحينها لم يكن قد تخطى الثانية والعشرين من عمره.

من الناحية التكتيكية كانت تجربة يوفنتوس هامة جدًا لإبراهيموفيتش، فهي من وضعت حجر الأساس في تحويله إلى مهاجم هداف على يد فابيو كابيلو، أكثر من آمن بضرورة الاعتماد عليه بصورة أكبر في منطقة الجزاء.

ربما أن وصول إبرا إلى البيانكونيري وهو شاب صغير وصعوبة الأجواء والتأقلم في إيطاليا كان سببًا في أن تكون هذه التجربة متوسطة حتى وإن استفاد منها كثيرًا، وفي النهاية كان رحيله منطقيًا حتى ولو إلى منافس آخر.

على مدار 92 مباراة في موسمين متتاليين، سجل إبرا فقط 26 هدفًا وصنع 14، وهي التجربة الأقل على الإطلاق من ناحية الفاعلية والتأثير له طوال مسيرته.

يمكن اعتبار إنتر تجربة أخرى استعاد فيها إبرا بريقه بعد مستويات متوسطة مع يوفنتوس، الواقع أن السلطان تحول إلى النجم الذي نعرفه اليوم خلال ارتدائه قميص النيراتزوري على وجه الخصوص.

الأرقام تؤكد ذلك أيضًا، فهو لعب 117 مباراة على مدار ثلاثة مواسم أحرز خلالها 66 هدفًا وصنع 29 وقاد الفريق للسيطرة على إيطاليا بصورة شبه تامة في ذلك التوقيت.

كما شهدت تجربة إنتر نقطة بارزة في مسيرته وهي الالتقاء مع جوزيه مورينيو، الذي اعتبره فيما بعد أفضل مدرب قد عمل معه على الإطلاق.

بالنظر إلى الأرقام، فلا يمكن اعتبار أن إبراهيموفيتش فشل الفشل الذريع الذي روّجت له الصحافة، ولكن بالنظر إلى تأثيره أو أهميته في برشلونة وقتها، فإنها التجربة الأكثر ألمًا له واختلافًا في مسيرته ككل.

أحرز إبراهيموفيتش 22 هدفًا في 46 مباراة بمختلف المسابقات، 16 منهم في الدوري الإسباني و4 في دوري أبطال أوروبا.

الخلافات مع بيب جوارديولا كانت كثيرة، ولا تُنسى تصريحات إبرا أن الفيلسوف ليس برجل وإنما جبان وأن الفريق كله كان يدور في فلك ميسي وتشافي وإنييستا، ما يوضح أسباب فشله وعدم تأقلمه في كامب نو.

بعد أن فقد جزءًا من بريقه في تجربة برشلونة غير الموفقة من ناحية التأثير، استعاد إبرا هذا البريق مجددًا بقيادة ميلان في جيل مميز مع ماسيميليانو أليجري إلى تحقيق آخر بطولة دوري إيطالي للروسونيري.

في 61 مباراة على مدار موسمين، أحرز إبرا 42 هدفًا وصنع 20 على صعيد السيري آ، وسجل 14 هدفًا في بقية المسابقات خلال 24 مباراة آخرين، أغلبهم في دوري أبطال أوروبا بتسجيله 9 أهداف في نسختي 2010-11 و2011-12.

الأكيد أن تجربته الأولى في سان سيرو جعلته يكسب قلوب الجماهير بشدة، ومن بعده ظل ميلان يسعى لتعويضه وتقريبًا لم ينجح أحد، وحتى السلطان نفسه أعلنها في أكثر من مرة أنه لم يُرِد المغادرة لولا ضغط جالياني حينها عليه.

التجربة الأطول على الإطلاق لإبراهيموفيتش كانت في باريس سان جيرمان، وخلالها كان حجر الأساس في المشروع الجديد للنادي منذ أن استحوذ عليه الملاك القطريين.

بشكلٍ عام ساهم إبرا في ترسيخ هيمنة بي آس جي على الكرة الفرنسية، وعلى مدار أربعة مواسم سجل 113 هدفًا في الدوري خلال 122 مباراة، رقم ضخم جدًا جعله الهداف التاريخي لباريس ولليج آ عمومًا، حتى كُسر على يد زميله إدينسون كافاني فيما بعد.

وفي بقية البطولات سواءً الكأسين المحليين أو دوري أبطال أوروبا، سجل إبرا إجمالًا 43 هدفًا وصنع 17 آخرين.

من أكبر التحديات التي خاضها في مسيرته، كان تحدي ارتداء قميص مانشستر يونايتد، فوقتها كان في الرابعة والثلاثين من عمره وقالوا أن السلطان لن يتمكن من اللعب في إنجلترا نظرًا للقوة البدنية الموجودة في البريميرليج.

في موسمه الأول، سجل إبرا 17 هدفًا على صعيد الدوري الإنجليزي في 27 مباراة لعبها، وأحرز 5 أهداف في الدوري الأوروبي خلال 11 مباراة مع تسجيله لأربعة أهداف في كأس كاراباو وهدف وحيد في كأس الاتحاد الإنجليزي.

بعد ذلك داهمته إصابة الرباط الصليبي وأنهت موسمه الأول، الأرقام والتأثير الفعلي يقولان أن تجربة إبرا كانت ناجحة بكل المقاييس في هذا الموسم، فأحرز عددًا وفيرًا من الأهداف إلى جانب تأثير ملحوظ بجذب النجوم الشباب إلى كتيبة جوزيه مورينيو بعدما كان اليونايتد على حافة فقدان بريقه إبان التخبط مع ديفيد مويس ولويس فان خال.

إجمالي أرقام إبرا في أولد ترافورد هي 53 مباراة بمختلف البطولات سجل خلالها 29 هدفًا وصنع عشرة آخرين.

صحيح أن إبرا بعد الإصابة لم ينجح في العودة وقرر الرحيل إلى أمريكا، لكن الأكيد أن قبل الإصابة وبالنظر إلى عمره وأرقامه، كانت تجربة مميزة رد بها على كل المشككين في إمكانية نجاحه بالبريميرليج.

بعد الإصابة القوية التي تعرض لها مع مانشستر يونايتد ومع تقدمه في العمر، قرر إبرا أن يرتحل إلى الولايات المتحدة، وهناك قدّم شيئًا استثنائيًا كما هي عادته دائمًا.

لعب إبراهيموفيتش 58 مباراة سجل خلالها 53 هدفًا وصنع 15 آخرين، وربما البعد الأبرز على الإطلاق كان أنه جلب الاهتمام والزخم الإعلامي مجددًا لكرة القدم الأمريكية.

كما قال في تغريدته الشهيرة عندما قرر الرحيل بنهاية عقده "لقد جئت، لقد رأيت، لقد فزت، شكرا لك جالاكسي على إعادتي إلى الحياة. بالنسبة لعشاق الفريق، أردتم زلاتان، أعطيتكم زلاتان، على الرحب، تستمر القصة... الآن، عودوا إلى مشاهدة البيسبول"

وكأن زلاتان أراد القول أن شعبية الكرة في أمريكا ارتفعت به وستنهار برحيله، ربما جانبه الصواب في جزء من ذلك، فالاهتمام حاليًا قلّ كثيرًا بكرة القدم الأمريكية من الخارج وربما من الداخل.

خاض إبراهيموفيتش مع ميلان حتى الآن 29 مباراة على مدار موسمين (نصف 2019-20 ونصف 2020-21) وسجل 20 هدفًا وصنع 7 آخرين.

18 هدفًا من العشرين كانوا في بطولته المفضلة، السيري آ، فيما سجل هدفًا واحدًا في كأس إيطاليا وهدفًا آخر على صعيد الدوري الأوروبي هذا الموسم.

على أرض الواقع، كان زلاتان هو الحل لأزمة المهاجم الصريح في ميلان بعد سنوات من المعاناة والتعاقد بأسعار فلكية مع مهاجمين شباب ونجوم فشلوا جميعًا في إحداث الفارق في سان سيرو.

ربما أن صفقة ضم إبراهيموفيتش كانت مفيدة على كل الأصعدة لميلان، فكسب ميلان قائدًا حقيقيًا بشهادة جميع اللاعبين، وكسب مهاجمًا، وكان ذلك كفيلًا بعودة ميلان إلى سابق عهده.

الآن ميلان يتصدر ترتيب الكالتشيو ولم يتلق سوى هزيمة واحدة فقط كانت في الدوري الأوروبي، وأنهى موسمه السابق في مركز مقبول وهو السادس، وبالطبع دور إبرا قد يتساوى مع دور ستيفانو بيولي في هذه العودة.