Harry Kane Harry Maguire Ukraine vs England Euro 2020Getty Images

إنجلترا.. جيل بعقلية مختلفة أعاد لـ"الأسود الثلاثة" زئيرها

مساء الأربعاء يخوض منتخب إنجلترا اختبارًا جديدًا في سعيه للظفر بلقب بطولة أمم أوروبا "يورو 2020" حين يواجه منتخب الدنمارك على ملعب ويمبلي في العاصمة الإنجليزية، لندن.

تاريخ منتخب إنجلترا في مشاركته ببطولة أمم أوروبا متواضع للغاية، ففريق "مهد كرة القدم" لم يحصد اللقب في أي مناسبة، ولم يصل في الأساس إلى أي مباراة نهائية، وكان أقصى إنجازاته الحصول على المركز الثالث في مناسبتين، الأولى في نسخة 1968 التي أقيمت في إيطاليا، والثانية في 1996 التي استضافتها إنجلترا.

وخلال عشر مشاركات في بطولة أمم أوروبا، ودع منتخب إنجلترا منافسات اليورو من دور المجموعات في أربع مناسبات، ومرتين من دور الثمانية، ومرة واحدة من دور الستة عشر، بالإضافة حصد المركز الثالث في مناسبتين كما أسفلنا، وفي النسخة الحالية سيخوض نصف النهائي.

جيل منتخب إنجلترا الحالي، الذي يقوده جاريث ساوثجيت منذ عام 2016، بعد ثلاث سنوات قضاها مديرًا فنيًا لمنتخب "الأسود الثلاثة" تحت 21 عامًا، يبدو مختلفًا للغاية، وقادرًا على تحقيق أشياء لم تحققها أجيال بأسماء تبدو ألمع وتمتلك قدرات أكبر.

وقاد ساوثجيت منتخب إنجلترا إلى حصد المركز الرابع في كأس العالم 2018، وحصل هاري كين قائد "الأسود الثلاثة" على لقب هداف المونديال.

جيل بعقلية مختلفة

لنعد إلى فترة تتراوح بين 10 إلى 20 عامًا، تخيل أن المنتخب الإنجليزي امتلك أسماء بقيمة وقدرات أشلي كول، وريو فيرديناند، وجون تيري، وسول كامبل، وستيفن جيرارد، وبول سكولز، ومايكل أوين، وفرانك لامبارد، وواين روني، وديفيد بيكهام.

أسماء كانت كفيلة بتحقيق أي إنجاز ممكن للكرة الإنجليزية، لكن دائمًا المحصلة الأخيرة كانت صفرًا، سواء في كأس العالم أو في أمم أوروبا.

الأجيال السابقة لمنتخب إنجلترا كانت دائمًا تفتقد إلى أمر يبدو هامشيًا، لكنه في الحقيقة ما يميز أي فريق كرة قدم، هو الوحدة والترابط، مع سيطرة كبيرة لـ"الأنا" والتعالي، والكثير من تخبط الأدوار بين اللاعبين، خاصة في خط الوسط.

خط الوسط الإنجليزي رغم قوة لاعبيه فرديًا ومع أنديتهم إلا أنهم كانوا يظهرون في المنتخب مهلهلين، تحديدًا بسبب عدم وضوح الرؤية لأدوارهم في الملعب، واعتماد كل لاعب الدائم على اللعب بالطريقة التي يعرفها ويفضلها.

لكن الجيل الحالي، الذي تبدو قيمة الأسماء فيه أقل كثيرًا من الجيل السابق، في جميع الخطوط على السواء، ما عدا ربما هاري كين، اللاعب الوحيد بين الجيل الحالي القادر على اللعب مع الجيل القديم.

طفرة منتخبات الشباب تساعد إنجلترا

الطفرة الإنجليزية في البطولات العالمية، والتي بدأت تظهر في كأس العالم 2018، ثم تبلورت في "يورو 2020" ليست على الإطلاق وليدة الصدفة، بل هي نتاج عمل طويل على مستوى منتخبات الشباب والناشئين خلال السنوات الأخيرة.

عام 2017 تحديدًا حققت خلاله منتخبات إنجلترا للشباب عديد الألقاب والإنجازات غير المسبوقة، بداية من لقبي كأس العالم تحت 17 و20 عامًا، بالإضافة إلى لقب يورو تحت 19 عامًا، ووصافة يورو تحت 17 عامًا، وبلوغ نصف نهائي يورو تحت 21 عامًا.

لاعبو منتخبات إنجلترا في تلك الفترة، أصبحوا هم نواة "الأسود الثلاثة" حاليًا، حيث حقق الثنائي فيل فودين وجادون سانشو لقب يورو تحت 17 عامًا، وتواجد جوردان بيكفورد وجاك جريليش في يورو تحت 21، والثنائي ماسون ماونت ورييس جيمس في يورو تحت 19 عامًا، ودومينيك كالفيرت ليوين في كأس العالم تحت 21 عامًا.

ويبدو أن المسئولين عن كرة القدم الإنجليزية بدأوا بالفعل العمل على مستوى القاعدة بشكل مميز، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى ظهور "الأسود الثلاثة" أخيرًا بالمستوى المأمول، بعد فترة تخبط طويلة.

منظومة لعب قوية

ومع تواجد ساوثجيت لمدة خمس سنوات، ومع اعتماده على لاعبين شباب وقائمة حالية أكبر من فيها هو كايل ووكر الظهير الأيمن صاحب الواحد وثلاثين عامًا، فإن "الأسود الثلاثة" تبدو أكثر تجددًا من أي وقتٍ مضى.

المنتخب الإنجليزي يمتلك منظومة لعب واضحة، ورغم ظهوره بأداء باهت نسبيًا في دور المجموعات، إلا أنه كشر عن أنيابه بداية من دور الستة عشر، ونجح في إقصاء "عقدته الأزلية" منتخب ألمانيا بعد الفوز بهدفين دون رد، ثم في الدور ربع النهائي أظهر أقوى وجه له، بالفوز على أوكرانيا برباعية نظيفة.

منظومة منتخب إنجلترا مع ساوثجيت تبدأ من خط الدفاع حيث لم تتلق شباك "الأسود الثلاثة" أي هدف منذ بداية البطولة، وعلى مدار خمس مباريات متتالية.

EnglandSocial

المنظومة الدفاعية الإنجليزية يساندها خط وسط قوي، بلاعبين أصحاب قدرات بدنية استثنائية، هما ديكلان رايس وكالفن فيليبس، بالإضافة إلى لمسة الإبداع التي يمتلكها ماسون ماونت.

أما خط الهجوم، فحدث ولا حرج، بداية من القائد هاري كين، والجناحين رحيم ستيرلينج، وبوكايو ساكا بسرعات كبيرة وقدرة على المراوغة في أضيق المساحات.

منتخب إنجلترا سيكون أمام اختبار أخير قبل أن يتمكن من الوصول إلى النقطة الأخيرة في يورو 2020، لكن عليه أولًا أن ينجح مساء الأربعاء في تفكيك "الديناميت" الدنماركي، وإنهاء مغامرته الخيالية في البطولة.

اقرأ أيضًا

إعلان