كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر
يلتقي يوفنتوس مع ضيفه روما في ختام الأسبوع الـ17 للدوري الإيطالي مساء السبت في تورينو، والذي يشهد عدد من المباريات القوية أبرزها ميلان ضد فيورنتينا في سان سيرو.
ورغم أن الفريقين لا تجمعهما مدينة واحدة أو تاريخ تنافسي طويل، إلا أن أحداث بداية الثمانينات وخاصة موسم 1980-1981 مازالت تمثل النقطة السوداء في ملف مواجهات الطرفين والتي بدأت عداوة شديدة بينهما وبين جماهيرهما.
القصة بدأت بغياب يوفنتوس عن التتويج بالدوري الإيطالي موسمين، ولذا بذل قصارى جهده بمدربه جيوفاني تراباتوني للعودة للألقاب عام 1980، وفي المقابل كان روما مع مدربه نيلس ليدهولم يُقدم كرة قدم ممتعة وهجومية بوجود العديد من اللاعبين أصحاب الجودة والمهارة.
هل يتخلص ليفربول من عُقدة الصدارة في الكريسماس؟
انطلاق الموسم وسط منافسة أكثر من فريق على اللقب، ولكن كما المعتاد تساقط المتنافسون حتى انحصر الصراع بين يوفنتوس وروما ونابولي، ولم يكن فارق النقاط بين الثلاثي كبيرًا وقد حافظوا على حظوظهم للفوز باللقب حتى الجولات الأخيرة.
وصل الموسم لجولته الـ28، وكان يوفنتوس متصدرًا بـ39 نقطة يليه روما بـ38 ثم نابولي بـ36 نقطة، وهنا كان موعد لقاء القمة في تورينو بين يوفنتوس وضيفه روما .. اللقاء الذي سيحسم إلى حدٍ كبير الصراع خاصة في حال انتصار أحد الطرفين.
انطلق اللقاء بقوة وسيطر الحماس واللعب الخشن على الملعب لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي، وبدأ روما يتحسن في الفترة الثانية ويفرض كلمته على أرض الملعب، لكن هجومه بقيادة فالكاو كان يُهدر الفرص، حتى دخلنا المرحلة الأخيرة من اللقاء وهنا تمكن المدافع ماوريستيو توروني من إحراز هدف الفوز الثمين للجالوروسي، لكن راية الحكم المساعد سانشيني وصافرة الحكم باولو بيرجومي ألغت الهدف بداعي التسلل.
الإعادة التلفزية أظهرت بوضوح عدم وجود تسلل ضد توروني، وأن الهدف الذي دخل مرمى دينو زوف سليم تمامًا، لكن هذا لم يُغير في حقيقة أن اللقاء انتهى بالتعادل السلبي ليُواصل يوفنتوس صدارته للبطولة ثم يُتوج بطلًا للدوري بفضل انتصاره على فيورنتينا في الجولة الأخيرة.
فالكاو مهاجم روما قال عن اللقاء فيما بعد "كنا في حالة ممتازة، فيما كانوا هم خائفين. ذهبنا إلى تورينو مقتنعين تمامًا بأننا سنعود بالفوز. كانت مباراة شرسة. اقتربنا من الهدف 3-4 مرات، وبعدها وخلال الربع ساعة الأخير من اللقاء انطلق الجناح برونو كونتي من الطرف ومرر كرة عرضية للوسط، رميت نفسي على الكرة لكن توروني كان الأسبق. هدف .. هدف جميل. كان سيضعنا على قمة الجدول قبل أسبوعين من النهاية. إنه أمر مؤلم ومازال يؤلم".
القائد الأسطوري لروما "فرانشيسكو توتي" قال بعد سنوات عن تلك الحادثة "دومًا ما يحصلون على القليل من المساعدة، هذا دليل، لكن ماذا عسانا أن نفعل"، فيما كان رد فعل الرئيس أندريا آنييلي أن استعار كلمات المدرب آنذاك تراباتوني "ذلك هو الميل الدائم لرثاء النفس".
المثير أن المشهد تكرر بعد موسم وتحديدًا موسم 1982-1983 لكن بصورة عكسية، فقد كان روما متصدرًا للبطولة وخاض لقاءً حاسمًا ضد يوفنتوس على ملعبه خسره بهدفين مقابل هدف، لكن الإعادة التلفزية أوضحت أن هدف الفوز من سيرجيو بريو كان يجب أن يلغى بداعي التسلل.
ذلك الهدف أشعل الأمور أكثر وأكثر، خاصة أن جماهير روما رأت أن التاريخ يُعيد نفسه، وما كان رد فعل رئيس يوفنتوس بونابيرتي إلا أن أرسل مسطرة بلاستيكية صغيرة لرئيس روما دينو فيولا وكتب عليه "استخدمها لحساب التسللات لليوفنتوس"، فرد عليه فيولا قائلًا "أنت تحتاجها أكثر".
المثير أنه في مقابلة حديثة، دافع الحكم المساعد سانشيني عن قراره إلغاء هدف تروني مؤكدًا أنه كان متسللًا لحظة لعب الكرة برأس بروتزو، فيما أوضح الحكم باولو بيرجومي أنه رأى الهدف سليمًا وأشار لذلك قبل أن يتراجع لرؤية الحكم المساعد الذي يثق به كثيرًا يرفع رايته، وأنه بعض الشكوك انتابته خلال رؤيته للإعادة التلفزية لكنه لم يستطيع فعل شيء نظرًا لأن المساعد يرى ويُقيم تلك الحالة أفضل منه.
يُمكنكم مشاهدة الهدف من هنا والحُكم على اللقاء، والإجابة على السؤال الذي مازال مثارًا حتى الآن .. هل سرق يوفنتوس اسكوديتو 1981 من روما؟