في الحقيقة لم يكن ارتباط ماسيمليانو أليجري بريال مدريد حديثًا، وهناك أكثر من حقبة سابقة كان فيها المدير الفني الإيطالي قاب قوسين أو أدنى من قيادة النادي الملكي، الحدث الذي كان منتظرًا من الكثيرين لرؤية فلسفة الرجل تقود الملكي.
ويُعتبر ماسيميليانو أليجري أحد أكبر الأسماء المتفرّغة حالياً في عالم التدريب، ونظراً للفشل الأوروبي الذي لحق بنادي يوفنتوس، عاد اسمه للطرح مجدداً كخليفة للمدرب أندريا بيرلو، لكن الحقيقة أن عروض كثيرة انهالت على أليجري منذ رحيله عن اليوفي أبرزها كان من ريال مدريد.
الأمر لم يتم دون معرفة الأسباب سابقًا، ولكن المدرب الإيطالي قرر أن يكشف عن الأسباب وراء ذلك، الأمر الذى أدى إلى تولي لوبيتيجي تدريب النادي الملكي ثم عودة زين الدين زيدان من جديد بعد استقالته.
وقال أليجري في "سكاي": "ريال مدريد اتصل بي قبل ثلاث سنوات ولكن كنت أعطيت يوفنتوس وعداً بالبقاء، هذا هو العرض الوحيد الذي رفضته، الآن أرغب بالعودة في يونيو للتدريب".
تلك التصريحات والمستجدات الأخيرة جعلتنا نسأل سؤالًا حول ماذا إذا تولى أليجري قيادة ريال مدريد في السنوات الماضية بالفعل؟ ما الذي كان سيختلف من مجريات الأحداث عمّا حدث بالفعل تحت قيادة لوبيتيجي وسولاري ثم زين الدين زيدان؟
نهائيات أوروبية؟
Gettyمنذ رحيل زيدان بعد التتويج بـ 3 ألقاب متتالية لدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد كأول فريق يحقق ذلك منذ تسمية البطولة باسمها الحالي، لم يتخطَ النادي الملكي عقبة دور الستة عشر إلا في الموسم الحالي فقط ليس إلا.
ولكن على الناحية الأخرى، اعتاد أليجري على النتائج الإيجابية أوروبيًا، عدا موسمه الأخير الذي أقصي فيه على يد أياكس في مفاجأة ليست متوقعة، ولكن الأمر لم يكن مختلفًا لريال مدريد لأنه أقصي على يد الفريق ذاته.
الفارق الوحيد بين الفريقين أن ريال مدريد ودع المسابقة من دور الستة عشر، بينما ودعها يوفنتوس من ربع النهائي، ولكن بالسيناريو ذاته وأمام الفريق ذاته، هنا قالوا لأنهم لم يمتلكوا كريستيانو وهناك امتلكوا رونالدو.
وبالعودة إلى أليجري نفسه، وبمد خط تجربته مع يوفنتوس على استقامته، فإن الرجل وصل في 2014 وبدأ موسم 2015 بكثير من الغضب الجماهيري، ثم ختمه بتحقيق ثنائية الدوري والكأس والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وخسارته أمام برشلونة.
أليجري وصل من جديد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2017 الذي حقق فيه أيضًا الثنائية المحلية، ولكنه خسر المباراة النهائية أمام ريال مدربد بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وكأن اللعنة تطارده أينما حل.
وفقًا لذلك، من الممكن أن نقول إن الوصول إلى نهائي الأبطال كان ليحدث ربما لو تولى أليجري تدريب ريال مدريد خلال الأعوام الماضية، ولكن النتائج وفقًا لما حدث سلفًا لم تكن لتكون الأفضل بالنسبة للملكي.
جاريث بيل ظهير وربما بنزيما صانع ألعاب!
Getty Imagesخلال سنوات أليجري مع يوفنتوس، اعتاد المدير الفني الإيطالي إعادة تدوير اللاعبين وحل المشكلات من خلال اللعب ببعض اللاعبين في مراكز من غير المتوقع على الإطلاق أن يلعبوا فيها وأن يجيدوا هناك.
أبرز هذه النقاط كان ماريو ماندجوكيتش الذي تحول من مهاجم لا يستطيع أن يخرج من منطقة الجزاء إلا في حالات نادرة إلى جناح أيسر يؤدي أدوارًا تكتيكية دفاعية وهجومية بامتياز كبير جدًا أبهر به نفسه والجميع.
في تلك الحالة وجد أليجري أنه يمتلك جونزالو هيجواين ثم انضم له كريستيانو رونالدو ومعهما باولو ديبالا ومويس كين، لذا فمركز المهاجم وكل ما له علاقة بالعمق الهجومي به العديد من الخيارات التي تكفي.
أما على مستوى الجناح، فقد احتاج أليجري إلى لاعب قوي يجيد الركض ولا يتعب ويؤدي واجبات دفاعية وهجومية وفي نفس الوقت يستطيع الدخول إلى منطقة الجزاء قادمًا من اليسار كمهاجم إضافي.
بمد ذلك على استفامته أيضًا تجد أن أليجري كان من الممكن أن يحول جاريث بيل إلى ظهير أيسر لكي يستفيد منه، أو كريم بنزيما إلى صانع ألعاب كونه يحب الخروج من منطقة الجزاء، لوكاس فاسكيز ظهير أيمن؟ كل الأطروحات ممكنة.
سيطرة محلية؟
Gettyأليجري حقق لقب الدوري الإيطالي مع يوفنتوس 5 مرات متتالية كما قاد السيدة العجوز لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين، والجدير بالذكر أنه حقق 4 ألقاب لكأس إيطاليا كذلك.
ريال مدريد في الفترة الأخيرة ووفقًا لتصريحات زين الدين زيدان التوجه بداخله يذهب إلى السيطرة المحلية ومحاولة فك السيطرة من برشلونة لسنوات ممتدة، لا بطولة دوري واحدة وينتهي الأمر.
أليجري يرفض خلافة كومان في هولندا
ربما كان أليجري الرجل الأمثل لتحقيق ذلك على المدى الطويل، كيف لا وهو أحد أكثر المتوجين بالدوري الإيطالي في تاريخ كرة القدم على الإطلاق؟ كيف لا وقد حققه مع يوفنتوس ومع ميلان قبلها؟


